عواصم - (وكالات): أعلنت مصادر معارضة مقتل 10 مدنيين في قصف لقوات الرئيس بشار الأسد على حلب شمال سوريا، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اثر اجتماعه مع الموفد الدولي ستافان دي ميستورا في موسكو، أنه يأمل في إعلان عن وقف الاأمال القتالية في المدينة. في هذا الوقت، طلبت فرنسا وبريطانيا اجتماعاً عاجلاً لمجلس الأمن الدولي حول حلب، وفق ما أعلن سفيراهما. من ناحية أخرى، كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية أن نظام الأسد كان يتواطأ سراً مع تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي بحسب وثائق حصلت الصحيفة على نسخة منها أعطاها منشقون عن التنظيم لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق تثبت أن الأسد تسامح ورعى الجماعة الإرهابية لتقويض المعارضة الرئيسية، وأحد الأمثلة على ذلك هو استعادة النظام مدينة تدمر الشهر الماضي، حيث يزعم أن انسحاب تنظيم الدولة من المدينة كان بترتيب واتفاق مع قوات الأسد، وهناك أيضاً ما يشير إلى تجارة نفطية وتمرير أسلحة بين النظام والتنظيم. وإذ أكد أن «حلب تحترق»، اعتبر السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفتيل أنه ملف ذو «أولوية قصوى». وفي مؤتمر صحافي مشترك مع دي ميستورا، قال لافروف عن وقف إطلاق النار «آمل أن يتم الإعلان عن مثل هذا القرار في وقت قريب، ربما حتى في الساعات القليلة المقبلة».
وأضاف أن «المحادثات بين عسكريين روس وأمريكيين في شأن اعلان وقف اطلاق النار في مدينة حلب تنتهي في وقت لاحق»، مشيراً إلى أنه «سيتم خلال الأيام المقبلة في جنيف إنشاء مركز تنسيق روسي أمريكي للتدخل السريع في حال خرقت الهدنة».
وقال دي ميستورا بعد مباحثاته مع لافروف إن محادثات السلام قد تستأنف قريباً إذا تمت توسعة نطاق الهدنة لتشمل مدينة حلب وهو أمر عبر لافروف عن أمله في أن يعلن عنه خلال ساعات. وأشاد دي ميستورا الذي التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بالهدنة التي رعتها موسكو وواشنطن، ووصفها بأنها «إنجاز ملحوظ»، داعياً في الوقت ذاته القوتين العظميين لأن تقدما «لنا جميعاً المساعدة لضمان عودة هذه العملية إلى مسارها». ورعت موسكو وواشنطن اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي شهد خروقات متتالية تصاعدت خطورتها منذ 22 ابريل الماضي في مدينة حلب، عاصمة سوريا الاقتصادية سابقاً.وأسفر القصف المكثف لطائرات النظام والطائرات الحربية الروسية على مواقع المعارضة في حلب عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وكان دي ميستورا أعلن إثر لقائه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في جنيف أنه «يجري الإعداد لآلية أفضل لمراقبة وقف إطلاق النار».
وتحادث كيري هاتفيا مع لافروف، واتفق الرجلان على «اجراءات جديدة» سيتخذها البلدان بصفتهما رئيسي مجموعة الدعم الدولية لسوريا، بينها الإعداد لاجتماع مقبل لهذه المجموعة.
وفي برلين، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن بلادها ستستضيف اجتماعاً يضم دي ميستورا والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية رياض حجاب ووزيري الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت والالماني فرانك فالتر شتاينماير.
ميدانياً، يواصل النظام السوري قصف مواقع المعارضة مستهدفاً المدنيين بشكل عشوائي.
وطالب مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف المتحاربة بحماية المستشفيات والعيادات الطبية وذلك في قرار تبناه بالإجماع وأشار إئلى الزيادة المقلقة للهجمات على العاملين الطبيين في مناطق النزاع في انحاء العالم. وتعرضت الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة الاسبوع الماضي لغارات جوية مكثفة نفذتها قوات النظام أوقعت عشرات القتلى بين المدنيين وأثارت تنديداً دولياً.
واستأنفت الطائرات الحربية السورية قصف الاحياء الشرقية، وبينها الشعار والصاخور والهلك. وتزامن التصعيد في حلب مع انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة في 27 ابريل الماضي في جنيف والذي تخلله انسحاب الهيئة العليا للمفاوضات احتجاجا على انتهاك الهدنة.
وتبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية في حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة بوقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم الدولة «داعش».
لكن مدينة حلب كانت مدرجة بين المناطق المشمولة باتفاق وقف الاعمال القتالية لدى الإعلان عنه. ووفق المرصد السوري، فان «اليد العليا في مناطق المعارضة ليست لجبهة النصرة برغم وجود مقاتلين منها في المنطقة»، لكنها لا تسيطر على الاحياء الشرقية. وقتل أيضاً 19 مدنياً جراء ضربات جوية مكثفة نفذتها طائرات حربية لم تعرف هويتها واستهدفت مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة في سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.