أطلقت دراسة تحذيراً خطيراً من مغبة تزايد التهديدات الإيرانية التي تمس المصالح الحيوية لمملكة البحرين وبنية تماسكها الداخلي، معتبرة أن التصريحات الإيرانية المتكررة التي يطلقها مسؤولون كبار في النظام هناك، وكان آخرها تصريح قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني، تنذر بعواقب وخيمة إذا تم السكوت عليها، ولم يكن هناك موقف حازم إزاءها. وقالت الدراسة التي أصدرها مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، وصدر تحديث لها مؤخراً أن التصريحات الإيرانية المناهضة للمملكة لم تتوقف منذ عام 2011 وحتى اللحظة، لافتة إلى أن هذه التصريحات تزيد كثافة وعداء مع كل إجراء تتخذه المملكة لتحقيق الأمن والاستقرار لشعبها والحماية لمكتسباتها.
وأشارت الدراسة في تحديثها الأخير، الذي يغطي الفترة من الأول من يناير 2016 وحتى الـ 18 من يونيو الحالي، أن التصريحات الإيرانية ضد المملكة تعكس حجم الدور التحريضي والطائفي الذي تمارسه طهران ضد البحرين، موضحة أن إيران لا تتورع عن استخدام أذرعها الإقليمية «حلفاءها في العراق وفي غيرها إضافة إلى «حزب الله» اللبناني» في إطار سياسة تبادل الأدوار لتنفيذ مخططاتها العدائية التي تستهدف زعزعة الأمن وضرب الاستقرار بالبلاد.
وفي إشارة لمخاطر التدخلات الإيرانية، ذكرت الدراسة أنه خلال الأشهر الستة الماضية فقط من العام الحالي، أطلقت إيران 30 تصريحاً وتهديداً صريحاً ومباشراً ضد المملكة ومصالحها الحيوية، أي بمعدل خمسة تصريحات تقريباً كل شهر، مشيرة إلى أن هذه التصريحات والتهديدات لم تتوقف عند جهة أو مسؤول بعينه في بنية النظام الإيراني أو حلفائه المنتشرين هنا أو هناك، وإنما امتدت لتشمل أطرافاً وقوى من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية كمؤسسة الرئاسة الإيرانية ومجلس الأمن القومي ووزارتي الخارجية والثقافة، فضلاً عن الأفراد وأعضاء مجالس النواب والشورى ومصلحة النظام، علاوة على التصريحات الصادرة عن مسؤولين بالحرس الثوري الإيراني والأذرع التابعة لإيران، والتي تتلقى دعماً وتمويلاً منها، خاصة في لبنان والعراق.
وكانت الدراسة التي تحمل عنوان «التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية البحرينية ـ التصريحات الرسمية وشبه الرسمية منذ 14 فبراير 2011 وحتى 31 ديسمبر 2015، قد أبرزت في إحصائيات تفصيلية شاملة للتصريحات والمواقف المعادية للبحرين التي صدرت عن طهران خلال السنوات القليلة الماضية: كيف أن تصريحات القادة وكبار المسؤولين الإيرانيين فاقت في عددها تصريحاتهم حول شؤون بلدهم وشعبهم، حيث جاءت في المقدمة بعدد 173 تصريحاً من إجمالي التصريحات والمواقف التي بلغ عددها 311 تصريحاً.
وأشارت إلى أن الأكثر تصريحاً في هذه الفئة كان وكيل وزارة الخارجية للشؤون العربية والإفريقية «حسين أمير عبداللهيان» بـ31 تصريحاً، وفي الترتيب الثاني جاء المرشد الديني للثورة علي خامنئي بـ17 تصريحاً، ثم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الأسبق «رامين مهمان برست» بـ13 تصريحاً، ثم المتحدثة باسم وزارة الخارجية «مرضية أفخم» بـ12 تصريحاً، ووزير الخارجية السابق «علي أكبر صالحي» بـ9 تصريحات.
وأكدت الدراسة أن تصريحات حلفاء إيران في العراق ولبنان وغيرها جاءت في الترتيب الثاني بإجمالي 82 تصريحاً بعد تصريحات القادة وكبار المسؤولين، ثم افتتاحيات الصحف والمقالات في الترتيب الثالث بعدد 39 مادة صحفية، وأخيراً جاءت التصريحات غير الرسمية في الترتيب الرابع بـ17 تصريحاً.
وتزداد أهمية هذه الإحصائيات عدداً وخطورة مع التصريحات والمواقف العدائية التي صدرت خلال الأيام الأخيرة عقب الإجراءات التي اُضطرت إليها المملكة بحق أفراد ومؤسسات ثبت تورطها في عمليات جمع وتمويل عمليات أضرت بالأمن القومي لمملكة البحرين، حيث لم يوجد مسؤول إيراني، رسمي أو غير رسمي، ناهيك عن التابعين لهم، إلا وشارك في إطلاق حملة من التحذيرات والتهديدات ضد المملكة لمجرد اتخاذها إجراءات سيادية محضة تكفل لها ولمواطنيها والمقيمين فوق أرضها الأمن والاستقرار.
يذكر أن إيران لم تكتفِ بالتصريحات والمواقف العدائية ناحية البحرين، وكان لها تاريخ طويل من محاولات تصدير الإرهاب لمملكة البحرين، وبلغ التدخل الإيراني أوجهه خلال السنوات الخمسة الماضية، بعد أن تم الكشف عن العديد من الخلايا الإرهابية والقوارب المحملة بالأسلحة والمتفجرات التي تم إرسالها من إيران أو عن طريق أتباعها، وكانت وجهتها البحرين ودول الخليج الأخرى.
ومن أبرز الأدلة على ذلك: ضبط خلية إرهابية في فبراير 2013، والتي تم تأسيسها كنواة لما يسمى «جيش الإمام»، كما تم ضبط وإحباط 4 عمليات تخريبية في ديسمبر من نفس العام، وفي يونيو 2015 تمكنت أجهزة الأمن من القبض على عناصر من تنظيم إرهابي يدعى «سرايا الأشتر»، كما أحبطت وزارة الداخلية يوم 15 / 7 / 2015 عملية تهريبِ مواد متفجرة وأسلحة عن طريق البحر، كما ثبت وجود تورط إيراني في تفجير قرية سترة بتاريخ 28 يوليو 2015 وأسفرَ عن استشهاد اثنين من رجالِ الأمن، وفي تفجير قرية كرانة في أغسطس من العام ذاته، وكذلك في سبتمبر العام الماضي، حيث اكتشفت الأجهزة المعنية مخبأ ضخماً للمتفجرات والأسلحة.