الصمت يعم المكان والسكون يهدد بقاياي.. لم يعد هناك ما يميز وجوده أو غيابه إلا صوت واحد.. هي تلك الأنفاس المتصاعدة..
ليته يدرك أنني لا أستطيع البقاء معه في هذه الزنزانة..
ليته يعلم أنني بدأت أتلاشى، كقطرة ماء افترشت على أوراقه وأصابتها تلك الأشعة الحارقة لكلمات وأفعال مخزية فحلقت في السماء دون عودة..
ليته يعلم أنني وضعت حقيبة الأعذار له حتى تبقى عذر واحد أخرجته في الأسبوع الماضي وأصبحت حقيبة أعذراي يصدر منها صفير الخلاء..
مجنونة أنا أن قيدت الكلمات في حنجرتي فأصبحت تتصارع داخلي حتى فاضت الدموع من عيني..
ليته يعلم ماذا أصابني وما الذي حل بي، ليدرك أنه اقترف بحقي شيئاً لا أستطيع تخطية ولا أستطيع نسيانه..
فلم يعد هناك متسع من الوقت..
كل شيء يمر بسرعة البرق..
حتى ضربات قلبي تتسارع تاركة المكان الذي أحببت البقاء به لتنطلق خارج جدار الغرفة تبحث عن ظل آخر أو تبقى دون ظل..
أغمض عيني لأتذكر شيئاً واحداً استخدمه ليشفع له وأتغاضى عما فعله بي.. لأبقى مغمضة العينين أجوب تلك المخلية.. لا أجد شيئاً يشفع له يعادل ألمي الآن وحزني.
كيف أسامحه وأغفر له هل هناك شيء؟
أفتح عيني وأبحث في أدراج مكتبتي ربما هناك ورقة دوّن بها كلمة تفتح له باب الغفران وأعود كما أنا..
لم أجد سوى هذه الرسالة مكتوب بها.. تركتك على ما أنتِ عليه لأنني لم أخطئ بحقكِ.. والتوقيع حاولي الاتصال بي عندما تفيقي.


سارة الكواري