عواصم - (وكالات): بدأ مقاتلو تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي بحلق لحاهم وتغيير مكان سكنهم في الموصل شمال العراق بعد أن باتت القوات العراقية على مسافة كيلومترات من آخر معاقل المتطرفين في العراق، فيما تتزايد أعداد النازحين الفارين من ضواحي المدينة هرباً من المعارك، بينما كشف رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب العراقي، عبدالرحيم الشمري، عن قيام التنظيم بارتكاب مجزرة في محافظة نينوى بإعدامه 332 مدنياً من السنة أمس، في حين حذر وزير الخارجية التركي مولوود تشاووش أوغلو من أن بلاده ستتخذ إجراءات إذا شاركت الفصائل المدعومة من إيران وأبرزها فصائل الحشد الشعبي في معركة مدينة تلعفر.
وفي تعبير عن شعورها بالارتياح لمسار عملية استعادة الموصل باتت الدول الغربية المشاركة في الحملة تخطط لمعركة الرقة، آخر معقل لتنظيم الدولة في سوريا.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر ونظيره البريطاني مايكل فالون أن عملية استعادة الرقة ستبدأ «في الأسابيع المقبلة». وقال كارتر الذي وصل إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع وزاري للحلف الأطلسي «إنها خطتنا منذ وقت طويل، ونحن قادرون على دعم» الهجومين على الموصل العراقية والرقة في الوقت نفسه.
وصرح فالون للصحافيين في بروكسل أنه يأمل بهجوم على الرقة «خلال الأسابيع المقبلة».
وباتت القوات الخاصة العراقية على بعد 5 كيلومترات من الأحياء الشرقية للموصل، في اليوم العاشر من الهجوم.
ولكن القوات تتواجد على مسافات أبعد على الجبهات الأخرى، خاصة في الجنوب.
وفي مواجهة تقدم القوات العراقية، بدا متطرفو التنظيم بالموصل مستعدين للتكيف مع الوضع الجديد.
وأفاد سكان من مدينة الموصل بأن الإرهابيين يتأهبون للهجوم على ما يبدو بعد التقدم الذي أحرزته القوات العراقية أخيراً على الجبهة الشرقية. وذكر مسؤولون عسكريون وشهود أن عناصر «داعش» بدؤوا بتغيير أماكن سكنهم منتقلين من الجانب الشرقي في الموصل إلى الجانب الغربي وهو المعقل التقليدي السابق لهم على الضفة الغربية للفرات، لجهة الحدود مع سوريا.
ويتقدم عشرات آلاف المقاتلين العراقيين نحو الموصل من الجنوب والشرق والشمال، منذ بدء العملية العسكرية في 17 أكتوبر الحالي. واستعادت القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية عدداً كبيراً من القرى رغم تعرضها لقصف بالصواريخ وعمليات قنص وتفجيرات بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون.
ومن المقرر أن يزيد عدد القوات المهاجمة قريبا مع انضمام فصائل شيعية تدربها وتدعمها إيران إلى القوات العراقية.
وقالت الفصائل المعروفة باسم الحشد الشعبي إنها ستساعد الجيش العراقي على استعادة تلعفر وهي مدينة تركمانية غرب الموصل. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية العميد يحيى رسول لقناة السومرية التلفزيونية إن الحشد الشعبي سيفتح جبهة جديدة في الموصل خلال الأيام المقبلة. ويسكن تلعفر خليط من السنة والشيعة التركمان لكن الشيعة هربوا منها قبل عامين بسبب «داعش». وتثير مشاركة الفصائل الشيعية مخاوف من تفجر العنف الطائفي مع الأغلبية السنية في المنطقة.
وقال وزير الخارجية التركي مولوود تشاووش أوغلو إن تركيا ستتخذ إجراءات إذا هاجمت الفصائل المدعومة من إيران تلعفر. وتخشى أنقرة أن يتم استخدام الفصائل الشيعية -التي اتهمت بارتكاب تجاوزات ضد المدنيين السنة في مناطق أخرى- في عملية الموصل. وأعلنت فرنسا تمديد مهمة حاملة الطائرات شارل ديغول والقطع المواكبة لها المشاركة في معركة الموصل حتى منتصف ديسمبر المقبل.
في موازاة استمرار العمليات العسكرية، استمر نزوح المدنيين. وأعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف أن وزارته استقبلت أكثر من 3300 نازح، في أكبر موجة نزوح منذ 10 أيام.
وأثارت معركة الموصل مخاوف من كارثة إنسانية، فيما حذرت الأمم المتحدة من أمكان نزوح أكثر من مليون شخص.
ووصل قسم من النازحين إلى مخيم الخازر حيث نصبت مئات الخيام البيض والزرق التي غطتها طبقة من الرمل. وانهمك موظفون إنسانيون في توزيع الفرش والأغطية والماء والطعام عليهم. وحذرت الأمم المتحدة من أن نحو مليون شخص قد ينزحون من الموصل التي تعد مليونين ونصف مليون نسمة.