كريستيانو رونالدو حزين.. هكذا عبر نجم ريال مدريد عن حالته المزاجية في أعقاب تحقيق الميرينجي أول فوز له في الليجا هذا الموسم على حساب غرناطة بثلاثية نظيفة أحرز منها الدولي البرتغالي ثنائية، إلا أنه رفض الاحتفال بها. تصريحاته عقب المباراة دقت أجراس الإنذار في ريال مدريد، الذي على علم بالفعل باستياء كريستيانو بعد الاجتماع الذي عُقد في اليوم السابق مع الرئيس فلورنتينو بيريث والمدير الرياضي خوسيه أنخيل سانشيز، ولكن في حين أن النادي كان على بينة من هذه المسألة، إلا أنهم لم يتصوروا أن يتسبب الأمر في مثل هذه الضجة في اليوم التالي.
أسباب رونالدو لا تزال غير واضحة، حيث صرح فلورنتينو بيريث، المدرب جوزيه مورينيو وحتى وكيل أعمال رونالدو أنهم ليسوا في الصورة فيما يتعلق بمشاكل اللاعب وقراره بالتحدث عن شكواه لوسائل الإعلام يوم الأحد.
وفقاً لبعض الصحف الإسبانية المرموقة، فإنه يبدو أن مجموعة من العوامل ساهمت في حزن كريستيانو الحالي، إلا أنهم جميعاً متفقون على شئ واحد، أن جذر المشكلة يكمن في المفاوضات حول عقد جديد التي لم تؤتِ ثمارها.
وكلاء رونالدو كانوا في مناقشات مع مدريد بعض الوقت للتوصل إلى اتفاق يقضي بتجديد عقد النجم البرتغالي. صاحب الـ 27 عاماً لديه عقد حتى عام 2015 وهو يحصل على حوالي 10 مليون يورو سنوياً بعد خصم الضرائب. عروض رونالدو على أرض الملعب كانت متميزة ومع موافقة النادي مبدئياً على تجديد عقده، بدا وكأن التوقيع مفروغ منه.
على مدى السنوات الثلاث الماضية، حصل لاعبون من أمثال زلاتان إبراهيموفيتش وصامويل إيتو على أموال أكثر من رونالدو على الرغم من تقديم مستوى أقل مما يقدمه لاعب مانشستر يونايتد السابق ويعتقد أن كريستيانو حريص على رفع راتبه ليصبح اللاعب الذي يتقاضى أعلى أجر على مستوى العالم هذا الصيف. ريال مدريد في الوقت نفسه يدرك قيمة رونالدو داخل وخارج الميدان.
ولكن المشكلة تكمن في إلغاء ما يسمى بـ«قانون بيكهام”، والذي سمح للأجانب الذين عاشوا في إسبانيا لمدة لا تقل عن عشر سنوات والذين حصلوا على 120 ألف يورو سنوياً بدفع معدل ضريبي أقل ويبلغ 23% وليست نسبة الـ 45 % المعتادة. دافيد بيكهام كان ضمن الأوائل الذين استفادوا من هذا القانون بعد انتقاله في عام 2003.
وحيث أنهم وصلوا عندما كان هذا القانون سارياً، لاعبون أمثال كاكا وكريستيانو لا يزالون يستفيدون من هذه المزايا أيضاً، ولكنهم سيتوقفون عن القيام بذلك عندما يوقعان على عقود جديدة. هذا يعني أن ريال مدريد يدفع حوالي 15.5 مليون يورو سنوياً من أجل أن يحصل رونالدو على صافي 10 مليون يورو بعد خصم الضرائب. ولكن إذا أصبحت الزيادة التي تشير إليها التقارير إلى 15 مليون يورو حقيقة واقعة مع التجديد لرونالدو، سيضطر النادي لدفع ما يقدر من 31 مليون يورو، على أن يذهب أكثر من نصف هذا المبلغ الضخم إلى الضرائب كل عام.
فإنه من المتصور إذاً أن ريال مدريد لا يرغب في تجديد عقد رونالدو بناء على هذه الشروط على خلفية أنه يمكن أن يحتفظ بخدمات كريستيانو حتى عام 2015 وتوفير ما يقرب من 45 مليون يورو كضرائب من خلال السماح له بالبقاء حتى نهاية عقده الحالي ولكن مع خطر كبير بفقدان نجم الفريق مجاناً في نهاية عقده.