الرياض - (أ ف ب): يصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الرياض اليوم للقاء خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في أعقاب توتر بين الحليفين مرده الخلافات حول إيران وسوريا، في الوقت الذي أكد فيه مصدر مسؤول أن «هناك توجهاً سعودياً لإبرام صفقة تسلح مع فرنسا تشمل تجديد 4 فرقاطات وسفينتي إمداد بقيمة 1.3 مليار يورو».
من جهته، قال رئيس معهد الخليج للأبحاث عبدالعزيز بن صقر إن «كيري يحاول طمأنة السعودية بأن بلاده لن تتخذ أي إجراء من شأنه الإساءة إلى مصالحها في المنطقة. هناك استياء من التصرف الأمريكي، والرسالة وصلت».وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي إن «كيري سيؤكد مجدداً الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية نظراً إلى أهمية التحديات التي يجب أن يواجهها بلدانا سوياً».
ووصفت السعودية بأنها «شريك في غاية الأهمية في ملفات مثل سوريا أو إيران إنه الوقت المناسب لقيام وزير الخارجية بزيارة».
ويأخذ السعوديون على حلفائهم الأمريكيين عدم قيامهم بضربات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف بن صقر « فضلاً عن سوريا، فإن التباينات متعددة بين الرياض وواشنطن حيال الملف الإيراني في شقيه النووي والسياسي والعراق حيث الوضع الأمني المنهار ومصر وغيرها».
وتابع بن صقر «لقد تخلت المملكة عن الدبلوماسية الهادئة بعد أن تفهمت مطولاً الدوافع الأمريكية وراء الفيتو على تسليح المعارضة السورية رغم تلقيها وعوداً لكن شيئاً لم يتحقق».
وحول ما تردد عن رفض السعودية استقبال الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، قال «أعتقد إن اللقاء بين وزير الخارجية سعود الفيصل والإبراهيمي في باريس كان كافياً فقد أوضح للمملكة الكثير من مواقفه».
وقد اعتبر الإبراهيمي خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق أن «مشاركة إيران في جنيف 2 أمر ضروري».
لكن السعودية ترفض مشاركة إيران وترى أن «الحل يكمن في مشاركة منظمات إقليمية مثل الجامعة العربية والتعاون الإسلامي في المؤتمر بدلاً من طهران»، بحسب بن صقر الذي اعتبر أن مشاركة إيران «تبرر مشروعية تدخلها في الشأن العربي».
بدوره، قال مصدر إن المملكة ترفض استقبال الإبراهيمي بسبب مواقفه.
وكشف أن «رئيس جهاز الاستخبارات العامة الأمير بندر بن سلطان أصبح مسؤول الاستراتيجية الدفاعية ومشتريات الأسلحة»، مشيراً إلى التنسيق «الممتاز مع فرنسا التي منحت عقداً»، في إشارة إلى صفقة تجديد 4 فرقاطات وسفينتي إمداد بقيمة 1.3 مليار يورو.
وتابع المصدر «لقد قرر الملك مقابلة وزير الدفاع الفرنسي خلال زيارته جدة في السابع من الشهر الماضي دليل على «الأهمية التي توليها المملكة لعلاقاتها مع فرنسا».
وختم قائلاً يعني هذا أن «السعوديين يفضلون فرنسا حتى الاجتماع مع كيري عقد في باريس» في إشارة إلى لقاء قبل فترة بين الوزير الأمريكي والفيصل.
وقال دبلوماسي أوروبي في الخليج إنه «هناك مشكلة بين الرياض وواشنطن بسبب إيران وسوريا لكنني لا أعتقد أنها ستؤثر بشكل كبير على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ستبقى الأمور بينهما تحت سقف الانضباط».
وتابع أن «السعودية عاتبت واشنطن لأنها تخلت عن الضربة العسكرية التي كانت تعلق آمالاً كبيرة عليها لتغيير الأوضاع ميدانياً لكنها تعمل الآن مع فرنسا على تحقيق تقدم ميداني قبل مؤتمر «جنيف 2» عبر تسليح المعارضة غير المتطرفة إسلامياً».
وأوضح الدبلوماسي أن الرياض «تعتقد أنها قادرة على تغيير الوضع ميدانياً من دون مساعدة الأمريكيين».
من جهته، قال الأكاديمي والباحث خالد الدخيل إن «الأمريكيين يركزون على الجانب السياسي في تصوراتهم لإيران فهم لا يدركون مغزى توجه طهران التي تحاول تطويق الجزيرة العربية عبر تجسيد فكرة تحالف الأقليات».