(رويترز): بعد 20 عاماً من وفاة ايرتون سينا على حلبة ايمولا تستعد البلدة الإيطالية لإحياء ذكرى السائق البرازيلي الذي يتم تذكره بأعماله الخيرية بنفس قدر ألقابه الثلاثة في بطولة العالم لسباقات فورمولا1 للسيارات.
ولاتزال ذكريات السائق البرازيلي الرائع عالقة في أذهان الكثيرين في البلدة الواقعة بشمال إيطاليا حيث سيتم إحياء ذكراه على مدار خمسة أيام بدءاً من 30 أبريل.
ويقول جياني ميتسيتي مالك إحدى الحانات في إيمولا «أتذكر ماحدث وكأنه أمس. بكيت لمدة أسبوع».
ويتذكر ميتسيتي وعدد من سكان ايمولا زيارة سينا كلما جاء للمدينة لمشجع شاب أصيب بالشلل في حادث، وقال مالك الفندق الذي كان يقيم فيه سينا إنه كان يعطي تذاكر السباق دائماً للعاملين.
وتسببت وفاة سينا في أول مايو -وهو آخر سائق يلقى حتفه أثناء سباق لفورمولا1- والنمساوي رولاند راتسنبرغر في اليوم السابق في صدمة في عالم رياضة السيارات وأدت لتغييرات واسعة النطاق في قوانين السلامة.
وكان سينا -الذي كان يتبرع بالكثير من المال لمساعدة الفقراء في بلاده أثناء مسيرته- منافساً قوياً وناقداً صريحاً لمنافسيه.
وكانت مشاحناته مع السائقين خاصة مع زميله ومنافسه آلان بروست تتم الدعاية لها جيداً خلال حياته وفي الفيلم الوثائقي «سينا» الذي أنتج عام 2010 وسيتم عرضه أثناء إحياء ذكراه.
وفي ايمولا يفضل الناس تذكر البطل لتواضعه وليس للأمور المثيرة للجدل على الحلبة. ويقول دون سيرجيو مانتوفاني المعروف في إيطاليا بعلاقته القوية بالسائقين «كان شخصاً متواضعاً ويشارك في السباقات لأنها كانت شغفه لكنه لم ينسَ أبداً خط النهاية الأخير».
وحتى في مدينة تعشق فيراري كان سينا -الذي لم ينضم مطلقاً لفريق إيطالي ونال ألقابه الثلاثة في بطولة العالم مع مكلارين- يعتبر بطلاً.
ويقول اوليفييرو لانزوني (63 عاماً) الذي يعمل في سوق الأوراق المالية «حتى جماهير فيراري كانت تقدره وأغلبنا هنا نشجع فيراري. كنا نحترمه ليس لانتصاراته فقط ولكن كإنسان. ووفاته بهذه الطريقة جعلته أسطورة».
وفاز سينا على حلبة ايمولا ثلاث مرات في 1988 و1989 و1991.
وتقول ماريا بيا روكا الأمين العام لفورمولا ايمولا التي تديرالحلبة «كان سائقاً غير عادي. أتذكر رؤيته يتسوق بمفرده في المتجر هنا».
وتوفي سينا عندما اصطدمت سيارته وليامز بجدار خرساني عند منحنى تامبوريلو بسرعة نحو 310 كيلومترات في الساعة. ويتذكر سيد واتكينز طبيب فورمولا1 السابق وأحد أطباء الأعصاب الكبار الحادث إذ كان في سيارة الإسعاف ومن ضمن أول من وصلوا إلى سينا.
وكتب في كتابه (الحياة على الحافة) «كان هادئاً. رفعت جفنيه وكان واضحاً من بؤبؤ العين أنه يعاني من إصابة قوية في المخ. أخرجناه من السيارة ووضعناه على الأرض».
وأضاف «أثناء قيامنا بذلك تنهد سينا وشعرت أن روحه غادرت جسده في هذه اللحظة».
ولاتزال الجماهير تذهب لوضع الزهور وكتابة الملاحظات على الحائط الخرساني فيما تم وضع تمثال لسينا في حديقة بالقرب من الحلبة كإشادة دائمة للسائق الذي اجتذبت جنازته في ساو باولو نحو مليون شخص.
ويأمل المنظمون أن تعيد احتفالية إحياء ذكرى سينا الجماهير إلى الحلبة التي خرجت من جدول سباقات فورمولا1 عام 2006 ولكنها تستضيف سباقات بطولة سوبر بايك للدراجات النارية.
وقالت ماريلا مينجوتسي المسؤولة عن تنظيم الاحتفال «نحن نحتفل بسينا وراتسنبرغر وأيضاً نحاول إنعاش الحلبة».
وتغير تصميم الحلبة بعد وفاة سينا وسط جدل أحاط بالواقعة وخضع بسببه فرانك وليامز مالك فريق وليامز وباتريك هيد المدير التقني وادريان نيوي مصمم السيارة للمحاكمة قبل أن تتم تبرئتهم جميعاً في النهاية.
ولايزال فرانك وليامز (72 عاماً) يرأس فريق وليامز بينما يعمل نيوي مع ريد بل. وقالت لويزا توسوني مالكة الفندق الذي قضى فيه سينا ليلته الأخيرة «لا يوجد أبطال خارقون من بعده. لم يترك أي شخص بصمته كما فعل».

مسيرة سينا في سطور


حلت في أول مايو الذكرى 20 لوفاة السائق البرازيلي ايرتون سينا بطل العالم ثلاث مرات في سباقات فورمولا1 للسيارات، والذي توفي في سباق جائزة سان مارينو الكبرى على حلبة ايمولا الإيطالية عن 34 عاماً. ويوضح التالي النقاط الأساسية في مسيرته..
ولد ايرتون سينا دا سيلفا في 21 مارس 1960، وبدأ المشاركة في سباقات الكارتنج ثم انتقل لأوروبا وفاز ببطولة فورمولا3 البريطانية عام 1983 بعد أن فاز بتسعة سباقات متتالية و12 سباقاً في المجمل. كما فاز بجائزة مكاو الكبرى في فورمولا3.
بعد أن خاض اختبارات مع فرق وليامز ومكلارين وبرابهاموتولمان تعاقد سينا مع الأخير وخاض سباقه الأول في فورمولا1 في البرازيل في مارس 1984. وصعد على منصة التتويج للمرة الأولى في سباق موناكو في يونيو من ذلك العام بعد انطلاقه من المركز 13 وأنهى السباق في المركز الثاني وسط هطول الأمطار.
بعد انتقاله إلى لوتس عام 1985 فاز سينا بأول سباق له وكان في البرتغال في أبريل وانطلق من المقدمة سبع مرات في ذلك العام كما فاز في بلجيكا.
وفي عام 1987 فاز السائق البرازيلي في موناكو لأول مرة من أصل ستة انتصارات حققها هناك وهو رقم قياسي. وفاز بالسباق خمس مرات متتالية في الفترة من 1989 وحتى 1993.
انتقل سينا إلى مكلارين عام 1988 ليقود إلى جانب الفرنسي آلان بروست بطل العالم مرتين. وخلال الأعوام الخمسة التالية شهدت بطولة العالم أعظم تنافس ثنائي والأكثر قوة في تاريخ فورمولا1.
فاز سينا بأول ألقابه في فورمولا1 في 1988 بعد انتصاره في ثمانية سباقات مقابل سبعة انتصارات لبروست في أكثر موسم هيمن فيه مكلارين على البطولة. وحصل بروست على عدد أكبر من النقاط لكن نظام البطولة في ذلك الوقت كان ينص على احتساب أفضل 11 نتيجة لكل سائق وهو ما منح سينا اللقب.
وشهدت بطولة العالم في 1989 منافسة حامية الوطيس بين سينا وبروست وفاز الأخير باللقب بعد أن اصطدم الاثنان ببعضهما البعض في سباق اليابان في الجولة قبل الأخيرة للموسم. وكان سينا يحتاج للفوز في حلبة سوزوكا وهو ما فعله عندما استكمل السباق لكن تم إلغاء نتيجته بقرار مثير للجدل. وعوقب سينا بغرامة وتم إيقاف رخصته وهو ما جعله يفكر في الاعتزال.
مع انتقال بروست إلى فيراري حصل سينا على زميل جديد هوالنمساوي جيرهارد بيرغر في 1990. وفاز السائق البرازيلي باللقب لثاني مرة بعد اصطدام آخر مع بروست في اليابان. واعترف سينا في العام التالي أنه كان ينتقم من بروست بسبب حادث 1989 عندما اصطدم به في 1990.
أصبح سينا في 1991 أصغر سائق يحرز لقب بطولة العالم ثلاث مرات وعمره 31 عاماً، وكان البريطاني نايجل مانسل سائق وليامز أبرز منافسيه في ذلك الموسم.
وتحقق واحد من أروع انتصارات سينا في عامه الأخير مع مكلارين في 1993 على حلبة دونينجتون بارك التي أغرقتها الأمطار في بريطانيا عندما تقدم من المركز الخامس عند المنحنى الأول إلى الصدارة في نهاية اللفة الأولى ثم تفوق في النهاية على كل السائقين بلفة كاملة باستثناء ديمون هيل صاحب المركز الثاني.
انتقل سينا إلى وليامز عام 1994 وبدأ من مركز أول المنطلقين في أول سباقين لكنه فشل في تحقيق أي نقاط. وكان سباق سان مارينو هو الجولة الثالثة في البطولة. وانطلق سينا من المقدمة 65 مرة خلال مسيرته وحقق 41 انتصاراً وسجل أسرع لفة 19 مرة خلال مشاركته في 161 سباقاً.