أكد علماء ودعاة أن «التصدق في سبيل الله يدفع عن صاحبه المصائب والبلايــــا، وينجيــــه مــــــن الكروب والشدائد، ومصارع السوء»، مشيرين إلى أن «الله جعل الإنفاق على السائل والمحروم من أخص صفات عباد الله المحسنين، وضاعف العطية للمنفقين بأعظم مما أنفقوا أضعافاً كثيرة في الدنيا والآخرة، فقال سبحانه «من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة»».
واستشهــــد العلمــــاء «بالحديـــــث القدسي، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: «قال الله: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك»»، معتبرين الحديث من الأحاديث العظيمة التي تحث على الصدقة والبذل والإنفاق في سبيل الله، وأنها من أعظم أسباب البركة في الرزق ومضاعفته، وإخلاف الله على العبد ما أنفقه في سبيله، وقد أثبت الواقع والتجربة أن المعونة تأتي من الله على قدر المؤونة، وأن رزق العبد يأتيه بقدر عطيته ونفقته»، موضحين أن «الصدقة من أبواب الخير العظيمة، ومن أنواع الجهاد المتعددة».
من جهته، قال الداعية الشيخ محمد حسان إن «المسلم العاقل هو من يدرك أن المال ظل زائل، والدنيا مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة، وكم من أناس من الله عليهم بالمال، فبخلوا واستغنوا، يقول الله تعالى: «فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى»، فالصنف الأول سوف يخلف الله عليه، أضعافاً مضاعفة، صحة، وإيماناً، وأماناً، ومالاً، وسعة، وبركة في الأموال والأهل والذرية، وييسر له أموره، ويشرح له صدره، وينفق الله عليه من حيث لا يعلم ولا يحتسب العبد، وعلى المؤمن أن يؤدي حق ربه عليه وينفق في سبيل الله من ماله الحلال». وأحب الأعمال إلى الله كما جاء في الحديث «سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كرباً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً».
والصدقة ترفع صاحبها حتى توصله أعلى المنازل، قال صلى الله عليه وسلم: «إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل...»، كما إنها تدفع عن صاحبها المصائب والبلايا، وتنجيه من الكروب والشدائد، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم «صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة»، أضف إلى ذلك إطفاؤها للخطايا وتكفيرها للسيئات، ووقايتها من عذاب الله كما جاء في الحديث «اتقوا النار ولو بشق تمرة».
من جانبه، قال الشيخ محمد الحربي إن «التصدق في سبيل الله من أفضل الأعمال وأجل القربات، وطيب النفس بالصدقة، علامة على وجود حلاوة الإيمان، والصدقة برهان الإيمان، وفيها شكر لنعمة المال، وتطفئ الخطيئة وحر القبور، ويستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته، كما إن الصدقة الجارية يجرى بها عمله بعد موته».
وأضاف الشيخ الحربي «من فضائل الصدقة مباركتها للمال، وإخلاف الله على صاحبها بما هو أنفع له وأكثر وأطيب، وقد وعد سبحانه في كتابه بالإخلاف على من أنفق والله لا يخلف الميعاد، قال تعالى: «وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين»، أي مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به وأباحه لكم، فإنه يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بحسن الجزاء والثواب، فأكد هذا الوعد بثلاث مؤكدات تدل على مزيد العناية بتحقيقه، ثم أتبع ذلك بقوله «وهو خير الرازقين» لبيان أن ما يخلفه على العبد أفضل مما ينفقه».
ومما يدل أيضاً على أن الصدقة بوابة للرزق ومن أسباب سعته واستمراره وزيادته، قوله تعالى «لئن شكرتم لأزيدنكم»، والصدقة غايةٌ في الشكر، يقول الرسول الكريم «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً».
وفي مقابل ذلك جاءت نصوص عديدة ترد على من ظن أن الصدقة منقصة للمال، جالبة للفقر، وتبين أن الشح والبخل هو سبب حرمان البركة وتضييق الرزق، يقول صلى الله عليه وسلم «ثلاثة أقسم عليهن، وأحدثكم حديثاً فاحفظوه، قال: ما نقص مال عبد من صدقة ....».