هذا هو حال كل نجماوي اليوم يبكي ذكريات أكثر من ثلاثة عقود مرت على تسلمهم المبنى النموذجي آنذاك والذي جمع أربعة أندية اندمجت في كيان واحد أُشهر في العام 1978 «العربي، اليرموك، الوطني والولعة « أطلق عليه اسم الوحدة واستمر هذا الاسم محطماً الكثير من الأرقام لدرجة أنه أصبح ينافس نفسه في بعض الأحيان، خصوصاً في الألعاب الجماعية في الصالات المغلقة وتحديداً كرة اليد والطائرة رغم معاناته اللعبة لما يقارب 23 عاماً من عدم وجود صالات مغطاة فقد تمرنت فرقه على أرضيات الإسفلت القاسية وفي سماء مكشوفة حتى جاء اليوم الذي سلموا فيه كل ما يتعلق بالنادي للاكتفاء بالمبنى الجديد في الجفير.
لم يمنعهم لا المطر ولا الرياح ولا حرارة الجو من التدريب من أجل اسم واحد فقط كان هو «الوحدة» النجمة، الآن فقد حقق رجال هذا النادي إنجازات فاقت المتوقع من لاعبين يتدربون على أرضيات إسفلتية وملاعب رملية.
كان الحضور الجماهيري لتدريبات الفرق الوحداوية آنذاك يفوق الحضور الجماهيري لمنافسات الدوري والكأس في جميع الألعاب في وقتنا الحالي، حيث كانت أسوار النادي تعج بالزوار وعشاق اللونين الأبيض والكحلي تراهم صغاراً وكباراً منتشرين في جميع أرجاء هذا النادي.
فلكل قطعة بين أسوار هذا النادي قصة عشق لمحبيه ولكل من حضر إلى داخل هذه الأسوار بدءاً من البوابة الرئيسة للنادي مروراً بملعب كرة السلة فالطائرة واليد لتصل إلى ملعب كرة القدم لتعرج على المبنى الصغير الذي تجتمع في الفرق الرياضية والذي يحوي خزانة الدروع والكؤوس التي تسرد تاريخ هذا النادي لتنتهي بمبنى الإدارة حيث يجتمع مجلس الإدارة ويجتمع الرواد والعشاق في قاعة كافتيريا النادي أو الصالة الرياضية، ولا ننسى تلك الزاوية الصغيرة التي جمعت محبي النادي صغاراً وكباراً «البسطة» خصوصاً في وقت الشتاء والجو الصحو.
شتان ما بين مبنى نادي النجمة النموذجي الجديد وبين المبنى الذي كان يعتبر نموذجياً في وقته قبل ثلاثة عقود من الزمن، فبنفس الفرحة التي انتقل فيها الوحداوية إلى مبناهم النموذجي في العام 1978 ها هم أبناء النجمة انتقلوا إلى المبنى النموذجي الجديد والصرح الرياضي الكبير الذي يحسد عليه كل نجماوي في منطقة الجفير، ورغم الفرحة العارمة التي تجتاح البيت النجماوي بالانتقال إلى المبنى الجديد إلا أن قلوبهم تعتصر اعتصاراً لتركهم لتاريخهم الذي يتحدث عن نفسه في الحورة والقضيبية، هذا التاريخ الذي كان أشبه بحكاية عشق وغرام لهذا البيت النجماوي على الرغم من معاناتهم في بعض الأوقات من تردي النتائج جراء ما مر به النادي من ظروف ووقفوا معه وقفة الرجال لانتشاله والنهوض به مجدداً.
قصة الغرام لأبناء الحورة والقضيبية كانت تجتمع في هذا النادي امتزجوا فيها بعد مباركة مبادرة سمو ولي العهد بتقليص عدد الأندية بالاندماج مع أبناء رأس الرمان و أبناء السلمانية ليكونوا نادياً من أكبر الأندية إن لم يكن الأكبر في محافظة العاصمة أطلق عليه اسم نادي النجمة الرياضي.
وقد تعاقب على رئاسة النادي العديد من الشخصيات البارزة بالمملكة منذ العربي وحتى النجمة، بدءاً من جاسم بوشعر وفواز وخليل الزياني ويوسف الخاجة وسعادة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة وسعادة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة ووصولاً في وقتنا الحالي إلى عصام جناحي وعيسى عبدالرحيم.
قصة العشق في هذا النادي حفرت في كل شبر من أرضه، فملعب الكرة الطائرة الذي أنتج أجيالاً رائعة في عالم اللعبة على المستوى المحلي والخليجي والقاري الذي خرج أفضل ضارب في قارة آسيا عيسى القطان والأخوين سعد وأحمد القطان وغيرهم من النجوم، فقد كان لصيقاً بملعب كرة اليد ملعب الإنجازات الكبرى لنادي النجمة هذه الملاعب التي خرجت جيلاً خرافياً من لاعبي كرة اليد، كالجنرال نبيل طه وأحمد جمشير وأحمد ناجم وملك الدائرة عدنان سيار وصولاً لعميد حراس العالم محمد أحمد والأخوين عبدالنبي وغيرهم الكثير.
ولا تنتهي القصة عند ملاعب الإسفلت التي أدخلت للبحرين أولى البطولات الخارجية على المستوى الخليجي في العام 1984 عندما أحرز الوحدة لقب بطولة مجلس التعاون الخليجي لكرة اليد في جيل العمالقة الجنرال نبيل طه وملك الدائرة عدنان سيار وجمشير والدكتور خالد وعصام عبدالله وعبدالرحمن جمعة وأحمد ياسين، والعام 1989 عندما أحرز فريق الكرة الطائرة لبطولة مجلس التعاون وتحقيق إنجاز غير مسبوق لم يستطع أحد أن يجاريه أو يكسره وهو الفوز بالبطولة بنتيجة (3 –0) في جميع المباريات، لكن العشق يمتد إلى ملعب العشب الطبيعي الذي مرت عليه تحولات عديدة، فبعد أن كان رملياً وتحول إلى العشب الصناعي ليثبت في النهاية على العشب الطبيعي، هذا الملعب الذي تدرب عليه فريق كان يقدم أفضل كرة قدم أوروبية على المستوى المحلي، فلعبة كرة القدم بالنجمة التي أنجبت أعمدة للمنتخب الوطني أمثال محمد الأنصاري وحسن يوسف وبدر ملك ومحمد الزياني وفؤاد بوشقر ومن بعدهم بدر سوار والقيصر فياض محمود، والمجموعة المتناغمة التي أحرزت ثلاثة ألقاب لكأس سمو الأمير (كأس جلالة الملك حالياً)، وجاء من بعدهم جيل عبدالرحمن عبدالكريم والسعودي وعلي سعيد وغيرهم من الذين أحرزوا آخر الألقاب لقدم النجمة ببطولتي كأس جلالة الملك وكأس السوبر على رأسهم المرحومان بإذن الله حسين بودهوم ومحمد نور.
في كل شبر ذكرى وفي كل شبر حكاية وفي كل جدار قصة وفي كل ملعب بطولة ولا تنتهي القصة بالملاعب فقط بل تصل إلى مبنى الإدارة ومبنى الاجتماعات أو البيت الأبيض كما يحلو للنجماوية أن يطلقوا عليه، تلك حكاية النجمة كما سترويها بعض الصور.