يفتح قطاع المسلسلات التلفزيونية أبوابه لنجوم هوليوود ويتجلى هذا الوضع في حفل توزيع جوائز «إيمي»، لكن الانتقال إلى السينما لا يزال صعباً على نجوم الشاشة الصغيرة.
من كيفين سبايسي إلى ماثيو ماكونوهي، مروراً بجيف دانييلز وودي هارلسون ... كثيرون هم الممثلون المرشحون هذه السنة لجوائز «غرامي» الذين انطلقت مسيرتهم على الشاشة الكبيرة.
فماثيو ماكونوهي المرشح لـ»إيمي» أفضل ممثل قد نال جائزة «أوسكار» العام الماضي عن دوره في فيلم «دالاس باييرز كلاب». أما كيفين سبايسي، فهو قد حاز جائزتي «أوسكار».
ويعد التمثيل في مسلسل ناجح ميزة إضافية بالنسبة إلى الممثلين السينمائيين المشهورين، لكن الانتقال إلى قطاع السينما لا يزال بالعكس صعباً على الكثير من نجوم المسلسلات التلفزيونية.
وكان جورج كلوني الذي انتقل من مسلسل «إي آر» إلى نخبة النجوم السينمائيين «آخر الممثلين الذين نجحوا فعلاً في هذه النقلة»، على حد قول غليم وليامسون من كلية «سكول أوف ثياتر فيلم أند تيليفجن» التابعة لجامعة «يو سي إل إيه».
ولم يسطع نجم ممثلات مثل جيليان أندرسون نجمة «إكس فايلز» وساره جيسيكا باركر وزميلاتها في «سكس أند ذي سيتي» إلا في أفلام سينمائية مقتبسة من المسلسلات التي يمثلن فيها.
وما خلا جينيفر أنيستون التي انحصرت مشاركتها السينمائية بأدوار محددة، بقي النجوم السابقون لمسلسل «فراندز» في مسلسلات تلفزيونية أو في أدوار سينمائية بسيطة. والأمر سيان بالنسبة إلى مسلسلي «ديسبيريت هاوسوايفز» و»لوست». وهذا ليس سوى غيض من فيض.
وحتى لو حصل عدة ممثلين، من أمثال جوليانا مارغوليز وروبن رايت وديفيد دوكوفني، على أدوار سينمائية متعددة، فلم يوازِ أي من هذه الأدوار الشهرة المكتسبة بفضل المسلسلات التلفزيونية.
وتعد كيري واشنطن التي حققت أداء ممتازاً في فيلم «دجانغو آنتشيند» لكوانتن تارانتينو واشتهرت في مسلسل «سكاندل» من النجمات القليلات اللواتي حققن توازناً بين المجالين، شـأنها في ذلك شأن كلير دينز التي سطع نجمها في مسلسل «ماي سو كولد لايف» قبل أن تبلغ ذروة شهرتها مع مسلسل «هوملاند» بالتوازي مع مسيرة سينمائية ناجحة.
لكن لا يزال من الممكن تغيير هذا الوضع مع المسلسلات الطويلة الجديدة، من قبيل «ماد من» و»بريكينغ باد»، التي تشرف على نهايتها. فقد يقلب بطلا المسلسلين جون هام (المرشح لجائزة «إيمي» أفضل ممثل) وبرايين كرانستون (الفائر بثلاث جوائز «إيمي») المعادلة السائدة في هذا المجال.
ولفت توم نونان مؤسس شركة الإنتاج «بي.إي.إي» والأستاذ المحاضر في مدرسة السينما التابعة لجامعة «يو سي إل إيه» إلى أن ممثلي المسلسلات الكوميدية ينجحون في الانتقال إلى مجال السينما أكثر من نظرائهم في المسلسلات الدرامية.
فمسيرة ستيف كارل وميلا كونس وكريس برات مثلاً الذين اشتهروا بفضل مسلسلات تلفزيونية باتت تتجه نحو السينما.
وأضاف توم نونان أن «رجالاً ونساء كثيرين في العقد الثالث أوالرابع أو الخامس يمكنهم أن يجدوا أدواراً مثيرة للاهتمام في المسلسلات التلفزيونية، في حين أن مخرجي الأفلام السينمائية الطويلة لا يلجأون إلا إلى ممثلين شباب».
وختم قائلاً إن «غالبية الإنتاجات في الولايات المتحدة باتت تركز على الشاشة الصغيرة، مع أشرطة فيديو بتقنية البث التدفقي ومسلسلات على الإنترنت وأخرى للمحطات العاملة بالموجات الدقيقة... فلم يعد من المستغرب أن يشارك فيها كبار الممثلين، من أمثال كيفين سبايسي وماثيو ماكونوهي».
ويذكر أن حفل توزيع جوائز «إيمي آووردز» المخصص للأوساط التلفزيونية سيقام الاثنين في مسرح «نوكيا ثياتر» في لوس أنجليس. وسينقل مباشرة عبر محطة «ان بي سي».