وصف النائب السابق أحمد الساعاتي ما تقوم به إيران تجاه البحرين بأنه إرهاب دولة ويتشابه تماماً مع الاٍرهاب الذي تمارسه بعض الحركات الإرهابية مثل «داعش» مشيراً إلى أنه يشكل خطراً على السلم الدولي بحكم إن البحرين تسهم في الجهد الدولي لحماية الممرات المائية وإمدادات الطاقة في الخليج العربي.
وأشار الساعاتي الى إنه من تناقضات السياسة الإيرانية إن تشتكي طهران من تدخلات ومؤامرات دول كبرى ضدها بينما تقوم بنفسها بالتدخل والتآمر على جيرانها وزعزعة أمنهم وتصدير الإرهاب إليهم .
وذكر أن البحرين انتهجت مع إيران على الدوام سياسة المهادنة و»الدفع بالتي هي أحسن» وتجنب التصعيد السياسي أو حتى الإعلامي حرصاً على «علاقات الأخوة» واحترام حسن الجوار على الرغم من أن «البيت الإيراني مصنوع من زجاج ويسهل رميه بالحجارة».
وأشار إلى أن البحرين كانت في السابق تبرر المواقف العدوانية الإيرانية تجاهها بأنها صادرة من جهات ومؤسسات غير رسمية ولكن تبين لها فيما لا يدع مجالاً للشك بأن أعلى المراجع الرسمية تتبنى هذا الخطاب والتوجيه.
ودلل على ذلك تكرار المرشد الإيراني خامئني بتوجيه خطابات تحريضية ضد البحرين دون مراعاة للحرمة الدينية بإشعال نار الفتنة والطائفية في بلد جار مسلم صغير قائم على التعايش الوطني بين أبنائه.
وأكد أن تهديدات إيران لن تخيف الشعب البحريني على الرغم من تباين حجم الدولتين انطلاقاً من أننا أصحاب حق وندافع عن كياننا الوطني وعن خيارنا لأسلوب معيشتنا.
وقال إن القاصي والداني يعلم بأهداف المواقف العدوانية الإيرانية تجاه البحرين من خلال محاولاتها لإشعال الفتنة الطائفية فيها وخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار لخدمة سياساتها الدولية في الهيمنة ومد نفوذها السياسي في المنطقة وهي نفس السياسات التي اتبعتها في العراق ولبنان وسوريا واليمن.
وأعرب الساعاتي عن ثقته المطلقة في فشل هذا المسعى بفضل وعي الشعب البحريني بجميع مكوناته وحرص الطائفة الجعفرية بالأخص على عروبته وولائه وانتمائه لهذا الوطن تحت قيادته التي ارتضاها.
واستذكر محطات تاريخية بارزة أكدت اعتزاز وولاء هذا الشعب بعروبته وقيادته أولها عند الاستفتاء الأممي حول استقلال البحرين عام 1971 حيث شهد العالم رفض المواطنين بشيعته وسنته الأطماع الإيرانية في وطنهم ، وقام الجيل التالي بالتأكيد على عروبة البحرين واختيارهم لحكم آل خليفة عندما صوت بالإجماع على ميثاق العمل الوطني عام 2001 كما قام الشعب بالتوقيع على وثيقة الولاء للإسرة الحاكمة بعد أحداث فبراير 2011.
وقال إن البحرين لا تخشى من التهديدات فهي استطاعت على مر العصور بفضل وحدة شعبها والتفافهم حول قيادتهم إن يحافظوا على إسم « البحرين» كدولة عربية إسلامية مستقلة عبر التاريخ على الرغم من الغزوات والتهديدات المختلفة التي تعرضت لها.
وأوضح أن البحرين ليست وحدها فهي محمية من قبل شقيقاتها في دول مجلس التعاون وكذلك من العديد من دول العالم الصديقة التي ترفض السياسات العدوانية الإيرانية.
وذكر أن الذي يدفع ثمن العنجهية الإيرانية هو الشعب البحريني الذي يزعم النظام الإيراني حرصه عليه وكذلك الشباب من الطائفة الجعفرية الذين تجندهم طهران للعبث بأمن البلاد من خلال التفجيرات التي يقومون بها في الشوارع والأماكن العامة مؤكداً بأن هذه السياسة مآلها الفشل والخيبة لأنها لن تحصد سوى غضب المواطنين وكرههم لإيران وزيادة وحدتهم والتفافهم حول قيادتهم. وأكد أن طهران مخطئة عندما تعتقد بأن الحراك السياسي الداخلي سيمكنها من استمالة أي طرف وطني صوبها ليكون لها موطىء قدم في الشأن البحريني مشيراً إلى أن جميع الجمعيات السياسية والشخصيات الوطنية نددت بشدة بالتدخلات الإيرانية وأعلنت ولاءها للوطن وقيادته.
وقال إن الطائفة الجعفرية في البحرين ممثلة بهيئة الأوقاف ورجال الدين والعوائل والشخصيات الشيعية استنكرت أيضاً التدخلات الإيرانية وجددت رفضها للدعوات الطائفية الصادرة من طهران وأكدت تمسكها بعروبة البحرين واستقلالها.
ودعا إلى تكثيف الحملات الدبلوماسية والسياسية والإعلامية في الخارج لكشف تفاصيل المؤامرات الإيرانية في دعم الإرهاب وزعزعة الأمن في البحرين والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لحماية أمننا الوطني .
ودعا الساعاتي المواطنين إلى التعاون مع السلطات بالتبليغ عن أي تحركات مشبوهة وإن كان من قبل أحد أفراد العائلة أو الجيران وذلك لتفادي وقوع الحوادث الإرهابية ولحماية أبنائنا من براثن الجهات الخارجية التي تدمر مستقبلهم لصالح أجنداتها المشبوهة.