مصطفى عبدالعزيز


حينما تعجز الكلمات عن الوصف تهب الريشة وتتحفز لتقديم العون والمداد والمدد.. بعنوان «كاريكاتير من سوريا» تأهبت ريشة رسام الكاريكاتير الفنان حسام سارة لتفتح لنا بنافذة صغيرة عما يجري ببلاد الشام عبر معرض افتتح أبوابه مؤخراً بمدينة بون الألمانية ضم 30 لوحة متنوعة ومختلفة تناولت الشأن السوري. سارة وهو زميل سابق بـ«الوطن» قال إنه وبين الفراغات بين لوحة وأخرى خط بقلمه رسالتين الأولى تكشف ما يحدث في بلده داعياً الشعب الألماني للضغط باتجاه المساعدة لإنهاء الصراع في سوريا، أما الرسالة الثانية فأكد خلالها أن اللاجئين السوريين ليسوا لاجئين بالفطرة أو هواة لجوء، إضافة إلى كونهم عناصر فعالة في محيطهم، قادرين على إغنائه والإضافة إليه. علاقة سارة بالرسم بدأت منذ الطفولة، إذ إن أول لوحة رسمها كانت في سن السابعة، إلى أن امتهن الرسم قبل أكثر من عشرين سنة، مستعيناً بالدراسة في مراكز وأكاديميات للفن التشكيلي. وفي حديثه لـ«الوطن» قال سارة إن الكاريكاتير كان الطريقة المثلى بنظري للتعبير عما يجول في خاطري ومواقفي من الأحداث حولي، وبالتالي لم يكن خياراً بقدر ما كان نافذتي التي أستطيع من خلالها التعبير عن وجودي هنا. وعن اللوحة الأقرب إليه شخصياً، قال سارة إنها تتحدث عن السوريين حين يغادرون بلادهم مجبرين تاركين قلوبهم خلفهم معلقة بسوريا.
وعن علاقة الواقع بحس الفكاهة في الرسم، قال سارة إن الكاريكاتير ابن الواقع ومنه يستمد مزاجه العام، «دخلت ثورتنا في مأزق الدماء وهذا أثر حتماً على الفكاهة في اللوحات».