عواصم - (وكالات): منعت قوات النظام السوري و«حزب الله» اللبناني خروج مئات العائلات من قرى وبلدات وادي بردى بريف دمشق، حيث تواصل تلك القوات قصفها للمنطقة التي تشكل مصدراً رئيساً للمياه في دمشق، فيما تعرضت الهدنة السورية التي توسطت فيها روسيا وتركيا لضغوط متنامية فتوعد المقاتلون المعارضون بالرد على انتهاكات حكومة الرئيس بشار الأسد، بينما أكد الأخير أن منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، والتي شهدت تجددا للمعارك، غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مبديا استعداده للتفاوض حول كل الملفات في محادثات أستانة، باستثناء مسألة بقائه في السلطة.
من جهة أخرى، نفذت مروحيات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أمريكية - في عملية نادرة - إنزالاً برياً، في ريف دير الزور شرق سوريا، وتمكنت من قتل 25 متطرفاً من تنظيم الدولة «داعش»، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر من قوات «سوريا الديمقراطية». وأكد التحالف أن «عملية نُفّذت في المنطقة».
ورغم دخول وقف شامل لإطلاق النار حيز التنفيذ نهاية الشهر الماضي بموجب اتفاق روسي تركي، تتواصل الاشتباكات بين الجيش وحلفائه من جهة والفصائل المقاتلة من جهة أخرى في منطقة وادي بردى منذ 3 أسابيع، مع استمرار انقطاع خدمة المياه عن معظم العاصمة. وقال الأسد في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية، إن «وقف إطلاق النار لا يشمل النصرة و«داعش»»، لافتاً إلى أن منطقة وادي بردى «التي تشمل الموارد المائية للعاصمة دمشق تحتلها النصرة، وبالتالي فهي ليست جزءاً من وقف إطلاق النار». وتعد منطقة وادي بردى الواقعة على بعد 15 كيلومتراً عن دمشق مصدر المياه الرئيسي إلى العاصمة. وبدأ الجيش هجوماً للسيطرة على المنطقة في 20 ديسمبر الماضي، وتسببت المعارك بعد يومين من اندلاعها بانقطاع المياه بالكامل عن معظم أحياء دمشق، نتيجة تضرر إحدى مضخات المياه الرئيسية بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويستثني اتفاق وقف إطلاق النار التنظيمات المصنفة «إرهابية» وعلى رأسها تنظيم الدولة «داعش». وتقول موسكو ودمشق إن الهدنة تستثني أيضاً جبهة فتح الشام «جبهة النصرة سابقاً» في وقت تنفي الفصائل المعارضة ذلك، وتصر على أنه لا وجود لمقاتلي الجبهة في وادي بردى.
وأفاد المرصد «بتجدد الاشتباكات في محاور عدة في وادي بردى بعد هدوء نسبي شهدته الجبهة خلال الأيام الماضية، إثر فشل التوصل إلى اتفاق بين الأطراف يتيح عملية إصلاح المضخات في مقابل وقف الأعمال العسكرية».
ومن المفترض أن يؤدي استمرار وقف إطلاق النار إلى مفاوضات سلام مرتقبة بين الأطراف السورية في العاصمة الكازاخستانية أستانة، نهاية الشهر الحالي. وفي هذا الإطار، اعتبرت بسمة قضماني عضو الوفد المفاوض، المنبثق عن المعارضة السورية، أن «الروس هذه المرة جادون وحازمون. يريدون الخروج من النزاع، ذهبوا في الخيار العسكري أبعد مما كان في مصلحتهم».
وقالت إن الروس «لا يمكنهم تحقيق نصر كامل، فذلك سيستمر لسنوات (...) ولهذا هم يريدون الآن حلاً سياسياً وأن يكون هذا اللقاء في أستانة ذات مصداقية».