خلقتُ امرأة طفولية الملامح، أنثوية النوايا فوضوية الأحلام، تتملكني أحياناً امرأة حكيمة أعشق الكلمة والحرف فهي لي وطن، رومانسية المشاعر، متشعبة في مواهبي الفنية والفن بالنسبة لي أيضاً وطن، أهوى إيجابيات الحياة، ومنطلقة فيها مهتمة، بتنمية ذوات من حولي، وطنية الخلق، شغوفة بالعمل التطوعي.
نحلق في أرجاء المكان نطير ونطير ولكن نضيع لا نعرف أين هو طريقنا إلى طموحاتنا! ومن تلك الطموحات التحدث ببراعة أمام الناس لكن كلما حُملت تلك الورقة ترتعد تفضح الخوف الذي بداخل أنفسنا وكلما أردت أن تقف أمام بحر من البشر سخر لنا سمعه وبصره تجد جسدنا كله يرتعش كأن هناك روحاً ستخرج منه الآن! لدرجة أَن إذا عطشت تمسك بكأس الماء كي تروي العطش فتجد المسافة بين الكأس وفمك طويلة وشاقة ويهتز الكأس في يدك وينسكب الماء.
فما هو ذاك الطريق؟ الذي سينهي كل ما يحدث لك ويطور من مهارتك سؤال يراود النفس دوماً.
في يوم من أيام حياتي قصدت إحدى دورات التنمية البشرية كي أطور من مهاراتي وعند وصولي توقفت وترددت في الدخول، وأشعر بازدواجية في قراراتي فحيناً أتقدم وحيناً أتأخر فقررت أن أتقدم إلى المقعد الأمامي مع أن القاعة مكتظة بالحضور إلا أنني اندفعت إلى الأمام لأني أريد الأمام ولا يروق لي الخلف، وبالفعل وجدت مقعداً ينتظرني وجلست مطمئنة لقراري بالدخول والتقدم فقد حظيت بمقعد أمامي مميز وأثناء الدورة كانت سيدة تجلس بقربي تحييني بابتسامة طوال الدورة كأنها تعرفني وفي فترة الاستراحة دار حوار تعارفي خفيف بيننا وقدمت لي بطاقة صغيره فيها اسمها وعملها أنها تعمل مدربة في التنمية البشرية وهذا جزء من طموحي، وانتفض طموحي يحدثها كيف الوصول إلى هذه القدرة من الوقوف أمام الناس والتحدث بطلاقه فاقترحت علي أن أنضم إلى أحد نوادي التوستماسترز !! وابتسمت وصمتت فقد انتهت الاستراحة ونظرت إلى أرقامها وعلامة تعجب ارتسمت في بؤبؤ عيني المتشوقة لرؤية هذا الطريق فهدأت وعرفت بأني وجدت الطريق
هذه السيدة هي «ملكة النحل» التوستماستر فاطمة عيسى رئيس الشؤون التعليمية لنادي أفق ومن بعدها بدأت أبحث بالأمر حتى تساقطت أمطار خير وظهرت أسماء نوادٍ عدة في مواقع التواصل الاجتماعي وبدأت أهرول خلف كل إعلان وأحضر اجتماعات النوادي كضيفة حتى أشرق نادي نور البحرين توستماسترز للسيدات أمامي وأصبحت عضوة فيه ورأيت ذاك الطريق الذي لطالما اشتاق طموحي لأن يعرفه.
فأصبح بالنسبة لي نادي نور البحرين توستماسترز للسيدات وطناً جديداً أعيش فيه أكبر وأنمو بداخله أطلق مهاراتي في الحياة من خلاله فشكراً لهذا الوطن أن منحني فرصة الظهور والوقوف بثقة لأكون امرأة بحرينية طموحة تسعى لرفعة نفسها حتى يرقى الوطن برقيها. نعم ولا ننسى الوطن الأكبر «البحرين» الذي نحيا به ويحيا بنا الذي فتح أبواب الطموح لدى المرأة البحرينية، ويشرق الأمل عند بداية افتتاح بوابة مدرسة خديجة الكبرى في المحرق لتنضم إليها أولى فتيات البحرين لتكون المدرسة هي بوابة الطموح الكبرى لتنمية المرأة ولا يفوتني أن أذكر اسم أول سيدة بحرينية قادت هذا الطموح لتكون أول مديرة تشرق أمامها الآمال هي السيدة وفيقــة نايـــرة (العــام 1928) وأول مدرسة بحرينية شقت طريق الأمل أمام فتيات يحملن في مخيلتهن الطموحات هي السيدة الأستاذة لطيفة يوسف علم بحريني يرفرف باسمها ويعلو ويرقى الوطن وتشرق بوابة التعليم أمام المرأة وتنمو بعلمها وعملها وينمو بها الوطن لينغرس في قلوبنا ولاؤنا لحكامنا آل خليفة الكرام وأن الوطن والمواطن، أرض وجدار يرتفع كلما ارتفع العِلم والعمل فيه وأصبح في عنق المرأة البحرينية معروفاً يبقى أبد الدهر في أعناقنا لنغني للوطن تبين عيني لج اعيوني يا البحرين.
تأمليني يا شمس تأملني يا قمر إني هنا على الأرض أضيء مثلكم اليوم لا يشبه الغد.