عندما يشعر الإنسان بالرضا عن حياته، وعما يقوم به من أعمال متفرقة، يكون بذلك وصل إلى أعلى مراتب السعادة، وقليل هم من يقدرون لحظات السعادة ويشعرون بالرضا، ولن تتحقق السعادة والرضا في تصوري، إلا عندما يعمل الإنسان في دائرة ما، ويرضي الله، حيث تتفاوت درجات الرضا عند الناس وفقاً لقناعتهم، سواء كانت قناعات سلبية أو إيجابية، وكلما بحث الإنسان في أعماقه عن سبب عدم رضاه عن حياته أو عمله أو بالمحيطين به، كان السبيل أسرع للرضا عندما يقوم ويهدئ نفسه، حتى يصل إلى مرحلة الطمأنينة والقبول بما هو عليه، وتأتي بعدها مرحلة كيف ينمي قدراته ومهاراته، ويطور من نفسه ليبلغ ما يسعى إليه دوماً، وبذلك يحقق السعادة والرضا خصوصاً في تحقيق أهدافه.
سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم دبي، أطلق مبادرة جميلة لقياس رضا المواطنين والمقيمين على أرض إمارة دبي في استبيان «هل أنت سعيد في دبي؟»، هذه المبادرة ليست مبادرة عادية لتقيس رضا الناس في دبي، وإنما هي مؤشر هام على أن المواطن والمقيم في دبي تعدوا مراحل ومراتب من الرضا، مثل الرضا الوظيفي، والرضا فيما تقدمه حكومة دبي لسكانها من خدمات متنوعة، فكل ذلك مؤشرات حقيقية للسعادة، ودلالة واضحة عن قبول الناس لنمط العيش في دبي، ومدى استمتاعهم بكل مقومات العيش الكريم والرفاهية والمدنية، ومواكبة كل ما هو عصري في ظل التكنولوجيا والتقنية الحديثة.
أبسط السبل لمعرفة ما إذا كان الإنسان سعيداً، ووصل إلى مرحلة الرضا هو أن يقيس رضاه عن كل شيء محيط به.
أولاً أن يسأل نفسه هل هو راض عما يقوم به، هل هو راض عن سلوكه وتصرفاته، وإحساسه بأهميته في المجتمع ودوره في الحياة؟ فهذا مهم للغاية، كما إن الرضا الوظيفي هو نصف الرضا عن نفسه، ذلك لأن الإنسان يمضي وقتاً طويلاً في العمل، فإذا لم يستمتع بالعمل الذي يقوم به فتلك هي التعاسة الحقيقية، لأن العمل لا يعني استلام الراتب آخر الشهر فقط، وإنما يعني الإنجاز الذي يصب في خدمة الناس وتطوير ذاته، ثم تأتي مرحلة هامه من حياة الإنسان، ألا وهي الترابط الأسري، وعلاقة الفرد بأسرته، فهذا عامل هام وسبب قوي للسعادة، لأن الإنسان لا يستطيع أن يكون بمعزل عن أهله، فالإحساس بأهميته داخل أسرته وأهميتهم بالنسبة له دليل على العلاقة الجيدة مع أهم أشخاص بالنسبة له، ومدى ترابطهم ببعض، كما إن الاستقرار بكل أنواعه أحد أسباب السعادة والرضا، والاستقرار المادي والمعنوي، وتلبية حاجات أساسية، وتلبية حاجات ترفيهية، فهو الاستقرار الحقيقي والطمأنينة للنفس، فمتى تحقق ذلك كان الإنجاز والإبداع والتطور، وهذا يفرض على الإنسان خطواته نحو السعادة والرضا عن كل شيء حوله، وهذا يعود بنا إلى إطلاق الاستبيان «هل أنت سعيد في دبي؟»، وبالتأكيد لم تطلق هذه الحملة إلا وسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم راض وبقوة عما يقدمه لوطنه ولسكان دبي.
أذكر دبي جيداً منذ صغري، «فنصفي الآخر إماراتي»، أذكرها كيف كانت، والعالم أجمع يذكرها دوماً، كيف أصبحت اليوم، وكيف تحدى أهل الإمارات كل الظروف لتكون جنة على الأرض، يحلم الصغير والكبير بأن يعيش فيها، فعزيزي البحريني هل أنت سعيد في زياراتك لدبي؟