شخصياً أرى بأن أجمل وأقوى وأبلغ كلمات جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله هي كلماته «الارتجالية»، كونها كلمات تخرج من قلبه مباشرة.
لمن تشرف بالجلوس مع جلالة الملك مرة أو مرات عدة، ويستمع له يتكلم من قلبه وبطريقة مباشرة، يدرك ما نقول، إذ وقتها بودك لو أن جلالته لا يتوقف عن الكلام، وأن يواصل ويواصل حديثه، إذ ليس أجمل من الاستماع لحمد بن عيسى.
وأرى بأن من تابع كلمة جلالته الارتجالية باللغة الإنجليزية التي بثها تلفزيون البحرين خلال لقائه المنظمين والمشاركين لفعاليات «هذه هي البحرين» سيدرك ما نقوله هنا.
كثير من الرؤساء والقادة يلقون كلمات طويلة عصماء، تكون مكتوبة بطريقة احترافية، فيها رسائل واضحة ومدروسة مسبقاً، هذه الكلمات قلما ترى فيها خللاً هنا وهناك، إذ لا مجال فيها لأي ثغرة.
لكن قوة القائد تكمن في منطقه، وتكمن في قدراته الارتجالية، وفي كلامه المباشر، والذي يعلو سقف بيانه وإبداعه من خلال علو وسمو فكر هذا القائد.
ملكنا المفدى حمد بن عيسى من النوع الذي يعلو ولا يعلى عليه، إن كان كلامه مكتوباً فهو يتجلى في إبداعه، وإن كان ارتجالياً مباشراً فهو كلام يصل لحد الكمال.
صاحب القلب الأبيض والعقل الحكيم هو الذي لا يخرج عنه إلا الجميل من الكلام وذو المضامين السامية، فهنيئاً لمن يحظى بلحظات يتكلم فيها بعفوية ومباشرة مع حمد بن عيسى.
كلمة جلالته في اللقاء الأخير الذي جمع جموعاً من المواطنين والجاليات المقيمة في البحرين، من جميع الأطياف والمذاهب والديانات، تعكس بجلاء وعي القائد الحريص على بلده، الرجل الذي يرى «الوحدة الوطنية» هي أساس كل شيء، ويرى التسامح والتعايش «الحقيقي» القائم على أسس المواطنة الصحيحة والولاء للأرض والقيادة «أسلوب حياة».
هذه المضامين أوصلها جلالته مباشرة للجالسين معه، وللمستمعين لكلامه الجميل، عبر للجميع مباشرة من قلبه عما تمثله البحرين له، وما يفترض أن تمثله للجميع، وكيف تكون المواطنة الصالحة، وكيف يكون الحفاظ على البلد.
وفوق ذلك كله، يعجبك دائماً حمد بن عيسى حينما ينبري مدافعاً عن ديننا الإسلامي الحنيف، هو أصلاً يبدأ كلامه بالصلاة على رسولنا الكريم، وتجد كلامه دائماً مقترناً بكلام المولى عز وجل وأحاديث نبينا وفضائل الخصال التي يحض عليها ديننا.
لذلك حينما دافع ملكنا عن الإسلام، وبين حقيقة روح التعايش والتسامح في ديننا، وكيف أن دين الله الحق تعرض للأذى وتشويه الصورة من قبل المسيئين له ومستغليه، تجد نفسك تلقائياً تقول بأن كلام بوسلمان يمثلني بقوة، وما أعظم أجر من ينتصر لدينه ويدافع عنه بالحكمة والموعظة الحسنة.
وكما تكونوا يولى عليكم، ونحن نعرف تماماً تركيبة الإنسان البحريني الأصيل صاحب النفس الطيبة والأخلاق الرفيعة، وصاحب الإخلاص لبلده والولاء لقيادته، بالتالي حينما ترى حمد بن عيسى وتسمعه يتكلم وتتابع توجهاته، تدرك تماماً بأن هذا الشعب الطيب استحق ملكاً طيباً رفيع الأخلاق والخصال.
أحياناً يلومونا بعض الذين يرون الدنيا دائماً من وراء نظارات سوداء في شأن مدحنا لقيادتنا وجلالة الملك، ويرون الناس للأسف بنظرة المجاملين، لكننا هنا نؤكد دائماً بأن حب جلالة الملك من حب البلد، ومن أصلاً يقول بأنه وطني محب لبلاده ولا يحب رمزه الأول ويعبر عن حبه له؟!
قلناها مراراً وتكراراً، حمد بن عيسى يظل رمزنا الذي لا نقبل الانتقاص منه ومن إنجازاته ومن عمله المخلص لشعبه، هو القائد الذي نسير وراءه ونهتدي ونستنير بتوجيهاته.
حفظك الله يا رمز البلد يا عالي الشأن.
اليوم.. نكمل الأربعين
اليوم أكمل أربعين عاماً، وهو السن الذي ذكره الله في محكم التنزيل في سورة الأحقاف «حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة، قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي، وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي، إني تبت إليك وإني من المسلمين».
أعوام مضت عشنا فيها كثيراً من الأمور، فرح وحزن، خبرات متباينة، أحداث مختلفة، لكن خلاصتها تكمن في تشكيل شخصية الإنسان، في صقله، والأهم في جعله صاحب مبادئ ووطنية وولاء.
ربي أرزقنا الثبات على دينك، والإخلاص لبلادنا وقيادتنا، لا تجعلنا من المتخاذلين ولا من المنقلبين، واجعل أحسن أعمالنا خواتيمها.
عمر نفنيه لأجل بلادنا وديننا، عمر نقابل به ربنا بأعمالنا وكلنا ثقة بحلمه ورحمته وجنته.