بعيداً عن التهديدات الإيرانية التي تنتشر في قنوات التضليل والفبركة، يبدو أن أعوان قم لا يملكون إلا ألسنتهم، فجماعتهم التابعة لهم في البلاد بدأت تخذلهم، بعد أن قامت السلطات الأمنية بالقبض على مجموعة من المتورطين بقضايا إرهابية في قرية الدراز، أولئك الأشخاص الذين يحتمون بعقول باعت أنفسها للشيطان، نتيجة ما تعتنق من أفكار راديكالية تستهدف وطنها وأرضها، وما لبث النجاح الأمني يتحقق بتنفيذ عمليات القبض على الإرهابيين المتورطين، حتى بثت إحدى القنوات التابعة لـ«حزب الشيطان» خطاباً لحسن نصر الله «يستنكر» ما قامت به القوات الأمنية من عمليات للقبض على المتورطين في منزل للمدعو عيسى قاسم وهو يهدد النظام فيه.
للأسف هذه الشخصية نسيت نفسها، ولا تدرك حتى الآن أنها السبب الرئيس وراء الفوضى في لبنان، ونسي نفسه أن جماعته تصنف دولياً على أنها جماعة إرهابية تقوم بالتدريب والتخطيط لمشاريع ومؤمرات انقلابية في مملكة البحرين، فأعجب لماذا يغضب عندما تنفذ الدولة القانون؟! والأغرب من ذلك أنه يتحدث عن مملكة البحرين وكأنها جزء من بلد «حزب الشيطان»!
أحياناً أستغرب من سلوك تلك الشخصية، وأتساءل، ماذا ستفعل بمستقبل لبنان؟ فهو يتدخل بالشأن الإقليمي بجميع أشكاله غير المشروعة، سواء عن طريق التصريحات أو من خلال تدريب عناصر لتنفيذ المخططات الدنيئة لزعزعة أمن واستقرار دولنا، ولهذا لا بد من وقفة جادة ضده، ولابد أن يكون هناك تنديد إقليمي ودولي برفض تلك النوعية من التصريحات كون أن مملكة البحرين لها سيادتها الكاملة وقوانينها ودستورها وميثاقها الذي صادق عليه الشعب.
والكلام موجه لهذا الرجل، ألا تستحي عندما تتحدث عن تطبيق القانون وتصفه بأنه «عمل إجرامي» خاصة وأن الدولة تطبق القانون من أجل ردع الإرهابيين الذين يهددون الآمنين في المملكة؟
ويكفينا فخراً أن رجال أمننا البواسل قدموا الغالي والنفيس من أجل التصدي لجميع مخططاتكم، وعلى ما يبدو أن كشف مخططاتكم هي التي استفزتكم وجعلتكم تتحدثون بغير وعي، أو تريدون أن تخففوا من حقيقة فشلكم الذريع من تنفيذ ما ترمون إليه بزرع الفتنة بين فئات المجتمع البحريني من خلال العويل الذي خنق حناجركم.
رجال الأمن كانوا ومازالوا درعنا المنيع ضد هذه المخططات التي تريد إثارة البلبلة في الأوساط المحلية والإقليمية والدولية، فعيسى قاسم وعلي سلمان وبقية الجوقة مصيرهم معروف قبل أن يظهروا على الساحة السياسية، لأن هذه الدولة أسست منظومة متكاملة من التشريعات الحامية لمثل هذه النوعية من الشخصيات، وتتبعها منظومة أمنية قادرة على تنفيذ وتطبيق القانون على كل من تسول له نفسه العبث بالسلم الأهلي وتهديده.
وزير الداخلية معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ذكر أكثر من مرة أن تلك الشخصيات لن تكون بيننا، وهذه العبارة رسالة لجميع الحركات الراديكالية والجماعات المتطرفة، تفيد بأن القبضة الأمنية لن يفلت منها أي محرض أو إرهابي، فالجميع سيحاسب ولن يكون هناك تفريط في دماء شهدائنا البواسل، وأن عيسى قاسم ومن وراءه لن يكونوا يوماً من الأيام خارج طائلة القانون. وحسن نصرالله مهما صرخ خلف الميكرفونات وهدد واستنكر، فإن البحرين لن تكون ولاية لإيران ولن تكون أرضاً محتلة من قبلكم، فالمملكة تتمتع بسيادتها وبقوانينها وستطبقها على الجميع دون استثناء سواء كان قاسم أو غيره ممن خانوا هذا الوطن.