ها هو عام جديد يطل علينا بعد أن مضى عام كانت فيه الأحداث في منطقتنا العربية متسارعة، فلا تكاد تفرغ من حدث إلا وقد يأتي بعده حدث آخر، ومعظمها أحداث لا تصب في صالح أمتينا العربية والإسلامية، لذلك نأمل من الله تعالى أن يكون عام 2017 عام سلام وأمان واستقرار لبلدنا البحرين وخليجنا العربي وللدول العربية والإسلامية والعالم أجمع.
عاش الشعب البحريني الوفي مع نهاية العام الماضي وفي أيامه الأخيرة في قلق، بعد دخول صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله للمستشفى، فكان الجميع يتابع عن كثب حالة سموه الصحية، ولله الحمد والمنة فقد شعر الجميع بالفرح والسرور بعد سلامة الفحوصات الطيبة التي تكللت بحمد الله وبفضله بالنجاح ومغادرة سموه للمستشفى بعد أن من الله سبحانه وتعالى على سموه بنعمة الصحة والعافية.
هذه المشاعر الصادقة صعب أن توصف أو أن تترجم عبر سطور بسيطة، فسمة الشعب البحريني هي الوفاء وحب قيادته ووطنه حباً جماً، فما نحمله لقيادتنا الحكيمة يدفعنا دائماً إلى متابعة أخبارهم عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي، وما يكنه الشعب الوفي لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر هو حب غير عادي، ومشاعر صادقة لا ينتظر من ورائها مصالح أو بهرجة إعلامية، بل هي خلق أصيل تربينا عليه من آبائنا الذين هم تربوا من آبائهم وأجدادهم على حب حكام هذا الوطن، فهم ولاة أمورنا وهم مقصدنا في الرخاء والشدة، ونحن العون والسند الدائم لهم، وخط الدفاع الأول لكل من يحاول أن يسيء لهم أو أن يتجاوز حدوده معهم، حفظ الله البحرين وأدام عليها أمنها وأمانها وقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي المخلص الكريم.
وعلى المستوى العربي، فكان العام 2016، عاماً صعباً على أمتنا العربية، لما شهدته بعض الدول العربية من حروب واقتتال وقتل دون تفريق بين صغير وكبير، رجل وامرأة، ناهيكم عن حالات التهجير والتشريد والغرق لمهاجرين عرب فروا بأنفسهم من الصراع في دولهم، فمن نجا منهم من الغرق، لم ينجو من الذل والهوان عند حدود بعض الدول الأوروبية التي عندما وصل الأمر عندها توقفت قضايا حقوق الإنسان أو قدمتها بجرعات قليلة بخلاف ما كانت تشطح فيه وتناطح دولنا الخليجية بشأنه على وجه الخصوص.
العام 2016 حمل أوجاعاً ومآسي لنا كعرب ومسلمين، فانهمرت فيه الدموع وتناثرت على أحداث كثيرة، فأحياناً بكينا العراق وما يشهده من صراع طائفي بغيض، وأحياناً كثيرة بكينا سوريا بعد أن تكالبت عليها دول مثل إيران وروسيا وما يسمى بـ «حزب الله» للبطش بشعبها الصامد، كل ذلك من أجل الدعم والحفاظ على نظام بشار الدموي، أما في اليمن الذي كان سعيداً فهو الآخر لم يسلم من خيانة متمردي الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وإصرار النظام الإيراني على حشر نفسه داخل دولة تفوح منها رائحة الأصالة والعروبة، وذلك من أجل السيطرة عليها وتحويلها إلى عراق آخر وسوريا أخرى.
لكن بفضل الله، كانت العاصفة شديدة على إيران في هذا البلد العربي الأصيل، فقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية أوجعت الحوثي وصالح كثيراً، فدافعنا عن الشرعية في اليمن وقدمنا لأجل ذلك دماء زكية نحسبها عند الله من الشهداء الأبرار، ولله الحمد فلم يتمكن لا الحوثي ولا صالح ولا إيران من النيل من هذه البلاد في 2016 ولن يتمكنوا منها أبداً بفضل الله ثم بوقفة الأشقاء والأصدقاء الشرفاء.
ومع كل العواصف التي هبت على وطننا العربي في 2016، فإن الأمل بالله تعالى يبقى كبيراً في العام الجديد لأن يكون عاماً أفضل بإذن الله، وليكون عاماً يدحر الله فيه من ظلم وخان وقتل وجرح وشرد أبرياء كثر، وسيبقى أملنا في الخير، متمسكين بالحكمة والنظرة المتوازنة والصحيحة لقادتنا في دول الخليج العربي.