مملكة البحرين ولادة، وفيها مواهب حقيقية في كل مجال من المجالات المتنوعة، سواء في الفن وأنواعه، في العلوم وفي الأدب، وفي الكثير من المجالات. فالبحريني دائماً يصنع الإبداع والموهبة ويتفنن في هذه الصناعة، ولكن الموهبة بحاجة إلى صقل، بحاجة إلى مساندة، بحاجة إلى دعم كبير من قبل الجميع، ذلك لأن إبراز الموهبة بصورة صحيحة وحرفية متقنة سوف يصب في صالح الجميع، في صالح صاحب الموهبة، وأيضاً في صالح المجتمع الذي ينتمي إليه، وبالتأكيد سوف يعكس ذلك مستقبلاً إقليمياً ودولياً.

برنامج «عرب ايدول» من البرامج الغنائية التي تحظى بمشاهدة كبيرة من العرب في جميع دول العالم، ويحرص الكثير من أصحاب المواهب في الغناء على المشاركة فيه، لما لهذه المشاركة من فرصة ذهبية لاحتضان أصواتهم وإبرازها على نطاق أكبر بين الدول العربية. برنامج «عرب ايدول» لا يبحث عن الصوت الجميل بل يبحث عن الصوت المتميز، لا يبحث عن الشكل بل عن الأداء الجميل. فهل تفتقد البحرين لهذه الأصوات المتميزة والأداء الجميل؟ لماذا يفتقر برنامج «عرب ايدول» إلى الأصوات البحرينية المبدعة التي نؤمن بها؟

برنامج «عرب ايدول» في موسمه الثاني برز من خلاله اسم الفنانة حنان رضا كمشاركة من البحرين، وللأمانة لم تحضرني أسماء مشاركين بحرينيين غيرها. الفنانة حنان رضا لم تصل إلى التصفيات والمنافسة الصعبة في المراحل النهائية لـ«عرب ايدول»، إلا أنها بعد هذه التجربة الجميلة لها في البرنامج حققت نجاحات عديدة ومشاركات كثيرة، ونتمنى لها التوفيق دائماً بأن تحظى بنجومية عالمية واسعة، ولكن ماذا عن الموهوبين الآخرين الذين تدفن مواهبهم ولا يكترث بهم أحد؟

خلال متابعتي للبرامج المتنوعة التي تتصف بالمنافسة، أجد أن البحريني لا يكاد أن يصل للمنافسة حتى يخرج في الحلقة الأولى أو الثانية، فهناك مشاركة لبحريني في برنامج الطبخ «توب شيف»، وهناك مشاركة أيضاً من بحرينية في برنامج الأزياء «بروجكت رنوي الشرق الأوسط»، خرجا في بداية البرنامج، اللهم إلا برنامج نجوم العلوم الذي برز من خلاله اسم المخترع البحريني غسان المطوع في التصفيات النهائية، وهناك برامج لا يكون للبحريني حظ في المشاركة فيها، فأين شبابنا من هذه البرامج العربية ولماذا لا يهتم بهم أحد أو يحتضنهم أو يساندهم؟

أين هيئة البحرين للثقافة، وهيئة البحرين للسياحة، من احتضان مواهب الشباب البحريني والفنان البحريني في الفعاليات المختلفة التي تحتضنها البحرين على مدار السنة؟ لماذا لا تشكل لجان مختصة ترعى مواهب الشباب وتقف معهم عند مشاركتهم في البرامج التلفزيونية العربية وتساندهم بكل الإمكانيات؟ لماذا لا ترعى كبرى الشركات هذه المواهب البحرينية وتساندهم عند مشاركتهم في المسابقات؟ ولماذا لا تؤهل بعض الجهات هذه المواهب من البداية حتى يكونوا على دعائم صلبة ويكونوا واثقين عند المشاركة؟

نحتاج إلى تسويق الموهوبين والمحترفين، مثلاً - كتاب الراويات من المخرجين المحليين أو دول الخليج الذين احتضنت رواياتهم في مسلسل تلفزيوني، ومثال آخر، المخترعون البحرينيون الذين يعرفون على المستوى البحريني والخليجي، ربما تكون المخترعة البحرينية أمينة الحواج هي أكثرهم شهرة، ولكن أين هم من سبقوها ومن جاؤوا من بعدها؟ التسويق من خلال الموهوبين والمحترفين هو التسويق الصحيح عن مملكة البحرين، فنحن نسوق عن فنانين خليجيين وعرب أكثر مما نسوق عن أبناء الوطن، نتمنى في البرامج القادمة وبرنامج «عرب ايدول» في موسمه الجديد أن يتنافس بحريني ويصل إلى التصفيات النهائية، ولكن قبل ذلك يحتاج إلى دعم الجميع.

* كلمة من القلب:

خبيرة التجميل البحرينية معصومة هاشم هي الفائزة البحرينية الوحيدة في مسابقات «عرب ايدول»، فقد برز اسمها خلال هذا البرنامج لما قدمته من موهبة واحتراف متقن في المكياج، فدائماً إطلالة السيدة أحلام إطلالة جميلة ومتميزة على المسرح، فموهبة معصومة وحدها لا تكفي ولكن لا بد من أن يتبنى هذه الموهبة أحد ولقد تبنتها السيدة أحلام وارتبط اسم معصومة مع فنانة العرب، وهذا ما نحتاجه في البحرين ونفتقده -الثقة والمساندة والدعم- حتى إن هناك إعلاميين بحرينيين برزت أسماؤهم عندما كانوا خارج البحرين واحتضنتهم بعض القنوات التلفزيونية، مثل الإعلامية الدكتورة بروين حبيب والإعلامي خالد الشاعر، فمتى تعود الطيور المهاجرة إلى وطنها وتستقر المواهب الجميلة في البلاد؟ ومتى تلتفت المملكة إلى الموهبة البحرينية الأصيلة؟ متى؟