- لقائي: هذه المساحة الأثيرة إلى قلبي أنتظر إطلالتها أسبوعيا لأبث من خلالها شؤون وشجون الحياة، ومشاعر الأيام المتشابهة والمتشابكة أحياناً في أطيافها.. مساحة كنت في بدايات انطلاقة قلمي المفضل أسارع الخطى لأنقل تلك الخيالات الجميلة التي أراها في الأفق البعيد.. وما أسرع الزمان الذي انقضى بكل تفاصيله لتهل علينا سنوات أعمارنا المتجددة التي باتت تتناقص رويدا رويدا لتقترب من الرحيل الإجباري.. هي مساحة أشتاق في صبيحة كل جمعة أن أرتمي في أحضانها وأعود إلى قراءتها وكأني لم أكتب حروفها من قبل.. لأستشعر كل معانيها، ولأجدد تلك الومضات التي كتبتها.. أحاكي بها نفسي أولاً قبل الآخرين.. وأستمد من نورها الساطع ما يشد من أزري لمجابهة تحديات الحياة وفتن الأيام وسموم الوحوش الكاسرة التي تنهش في مشاعرنا وعقولنا لتزعزع ذرات الإيمان المتلاصقة.. معذرة فقد تتشابه الوقفات، وتتكرر ملامح المساحات، ولكنها في قرارة نفسي وقفات تذكيرية ملحة في مراحل أيامنا القصيرة، لأننا في مسيس الحاجة إلى أن نضيف إلى أعمارنا أعمالا جوهرية لها بصمة مؤثرة جميلة في واقع الحياة.. معذرة فقد أحببت أن تشاركوني هذه المشاعر.. لأن الفرحة الغامرة هي الأساس الذي أنطلق من خلالها لألزم نفسي أولا وكل مساحات الحب التي أعشقها.. وأنتم جزء كبير من هذه المساحات.

- وقف: تكتسب "الأوقاف" أهمية كبيرة في استدامة مختلف المشروعات التنموية والخيرية، وبالأخص للبرامج التي تحتاج إلى دعم مستمر على المدى البعيد، لذا فقد أولت العديد من المؤسسات هذا الموضوع اهتماماً خاصاً من خلال تأسيس الأوقاف التي يعود ريعها على تنفيذ العديد من المشروعات وديمومتها.. ولتحقيق غايات هذه الأوقاف لابد من تكاتف جميع فئات المجتمع ومؤسساته لتفعيل الشراكة المجتمعية لتأسيس الأوقاف المتخصصة في الجوانب المختلفة.. وشد انتباهي الفكرة الرائعة التي طرحتها جمعية العون المباشر في دولة الكويت الشقيقة والتي أسسها رائد العمل الخيري والإنساني الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله والذي عاش حياته في خدمة الإنسانية في القارة السوداء.. وقد حمل على كاهله مسؤولية السير على هذا النهج الحكيم ابنه الدكتور عبدالله السميط الذي يتابع وبحيوية مشروعات القارة السوداء، ويساهم وبفاعلية في مختلف البرامج.. الفكرة تم تنفيذها منذ يومين، حيث شد الدكتور السميط ووفد من الكويت الرحال إلى كينيا ومن هناك أعلن عن حملة "أيتام الخير" والمتمثلة بتأسيس وقفيات للأيتام، حيث سيخصص مبلغ 3000 دينار كويتي لكل وقفية يتيم، يتم من خلالها كفالة اليتيم حتى سنة الثامنة عشرة، ثم يستبدل بآخر وهكذا مدى الحياة. وقد استطاع جمع أكثر من مليون دينار كويتي "خلال يوم واحد فقط للحملة" وهو الهدف الذي سعى إليه بهدف كافلة 382 يتيماً، يعيشون الآن في ستة دور للأيتام في كينيا تم افتتاحهما مؤخراً، وهي حصيلة حملات خيرية تمت خلال شهر رمضان المنصرم، ليضمن بالتالي المورد المالي لهؤلاء الأيتام ليمارسوا حياتهم باطمئنان، وبلا شك سيسير مع المشروع جنباً إلى جنب المشروعات التنموية التأهيلية للأيتام. ولعل هناك العديد من التجارب في هذا الإطار، ولكني استعرضت هذه الفكرة الرائعة الفريدة من نوعها للدعوة إلى استثمار الأموال وبناء الأوقاف من أجل استدامة العمل الخيري والاجتماعي.

- من يفهمك: على قارعة الطريق استقبلت ذلك الحضن الدافئ الذي اعتاد أن يلمني كلما غزت مشاعري وخزات الحياة المؤلمة.. اعتاد أن يدغدغ مشاعري بكلمات الأمل والطمأنينة والنفس الطموحة المتفائلة بجمال الأيام ومعية الرحمن وتوفيقه في كل لحظات الحياة.. هو الحضن الذي لن أبتعد عن معيته ولو بخطوة صغيرة.. تحتاج إلى قلب يفهمك ويسأل عنك ويتفقدك ويتناغم مع أفكارك من أجل تحقيق المقصود.. وهم بحمد الله وتوفيقه كثر في هذه الأيام.

- صاحبي الضاحك: اعتدت -ومنذ صغري- أن أراه باسم الثغر مشرق في إطلالته، مرح في معاملته، محب من كل قلبه، متألق في صياغة كلماته.. اعتدت أن يبادلني "بقفشاته الضاحكة" عبارات الأمل والسعادة وصفاء النفس.. هو مازال معي يحبني كما كان.. وبمشاعره المتدفقة يسأل عني كلما غبت عن أنظاره.. أسعده الرحمن ووفقه.

- الموظف الجاد: يعجبني ذلك الموظف الذي يستثمر كل أوقات عمله في إنجاز الأعمال وإبراز الجديد في محيط عمله، ليترك من ورائه البصمة الجميلة التي تفيد من بعده.. يعجبني الموظف الذي لا يتأخر ولو للحظة واحدة في إنجاز عمله، فهو لا يعترف في قاموس حياته بكلمات "التسويف" التي تزعج الآخرين وتتسبب في تأخير الأعمال وتنفيذها على الوجه المطلوب.. نحتاج أن نجدد نياتنا ونقابل كل من نعمل معه أو نقدم له خدمات من المستفيدين من خدمات مؤسساتنا المختلفة، بوجه باسم وبكلمات مؤثرة لا ينساها أبدا.. فالموظف أولاً وأخيراً هو وجه المؤسسات المشرق، وسمعتها في المجتمع.

- شهيد: هو سائق مثالي يعمل في مؤسساتنا، تعرفت عليه منذ بداية عملي في مؤسستي الجميلة.. شهيد ليس كباقي الناس، يتميز بصفات جميلة وأخلاق راقية وابتسامة لا تفارق محياه أبدا.. لا يتردد في تلبية ما تريد، وشعاره الدائم "في الحركة بركة" فهو يتعب إن لم يماس مهام وظيفته على الوجه المطلوب.. يمتلك شهيد قصة نجاح وكفاح في البحرين منذ سنوات طويلة.. وها هو اليوم يشاركنا في مؤسسة الخير قصص النجاح اليومية التي تمر أمام أطيافنا ويسعد بأن يشاركنا البهجة والفرح.. أسعدك الرحمن يا شهيد الخير وبارك في عمرك ورزقك الصحة والعافية.

- فارس العطاء: هو الفارس الذي يجوب الميادين بحثا عن ميادين العطاء في كل خطواته على طريق الخير.. كن فارساً معطاء يشار إليك بالبنان، حتى تعيش براحة نفسية غامرة وببركة في حياتك كلها.

* ومضة أمل:

"الزعل" كلمة متعبة في قاموس أيامنا.. تخدش علاقاتنا وتمحي ملامح أيامنا الجميلة.. أبعدنا الله وإياكم عن حروفها القاسية.