قد لا ينتبه كثير من المواطنين اليوم للحراك الدبلوماسي الذي تمضي فيه مملكة البحرين خارجياً، في إطار تعزيز التحالفات الاستراتيجية بما يحقق مصالح المملكة ويعزز قوتها ومكانتها على الخارطة الدولية.

بالتالي لا بد من تسليط الضوء على تلك الجهود التي تبذل، وقد لا يعطيها الإعلام حقها من الاهتمام والتركيز والمتابعة، والأهم من التحليل الذي قد يكشف الكثير من عمليات رسم خرائط طريق مستقبلية في إطار التوجه العالمي لمملكة البحرين.

رجل الدبلوماسية وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة حالياً خارج البحرين وتحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية، في إطار زيارة رسمية بدأت منذ تدشين جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة لتمكين المرأة بالتعاون مع الأمم المتحدة.

هذا الرجل المحبوب عند كثير من البحرينيين، الذين يقدرون له مواقفه الوطنية تجاه بلده، ويشيدون بكثير من تصريحاته ومواقفه التي تدافع عن بلادنا، يبذل اليوم مع طاقمه في وزارة الخارجية جهوداً كبيرة في إطار التوجه العام لمملكة البحرين الذي يركز عليه جلالة الملك حفظه الله في إطار تعزيز العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء والأقطاب الدولية، في ظل أوضاع إقليمية ودولية متقلبة تفرض عليك اليوم ألا تعمل بمعزل عن الآخرين، ولا بمنأى عن التحالفات.

كثيرون لاحظوا تغير الخط الذي تسير عليه الولايات المتحدة فيما يتعلق بالبحرين، إذ منذ مجيء الرئيس الجديد السيد دونالد ترامب والموازين الأمريكية التي تعودنا عليها في التعامل «غير السوي» مع البحرين انقلبت، وها هي تتحول إلى الأفضل بمراحل.

مازلت أتذكر مقال صحيفة «واشنطن تايمز» والذي تطرق بطريقة استشارية للرئيس ترامب، بأن أفضل حليف له اليوم من ضمن دول الشرق الأوسط هي البحرين وجلالة الملك نفسه، باعتباره رجلاً يعمل وفق مبادئ النزاهة والصدق والشهامة في علاقاته مع الأصدقاء، واقترحت الصحيفة يومها أن تبدأ زيارة ترامب لمنطقة الخليج العربي من البحرين.

اليوم وزير الخارجية الشيخ خالد يعمل بقوة لتأكيد هذه النظرة التحليلية للإعلام الأمريكي «المنصف» بشأن البحرين، إذ عقد سلسلة طويلة من الاجتماعات في الولايات المتحدة، من الأمين العام للأمم المتحدة مروراً بأعضاء في الكونغرس وممثلين للاتحاد الأوروبي، وعديد من بيوت الخبرة والمسؤولين الأمريكيين، وصولاً يوم أمس لوزير الخارجية الأمريكية السيد ريكس تيلرسون.

يمكنكم أن تروا حجم التغيير الذي حدث في الخطاب والتعامل الأمريكي مع البحرين، ويحسب الأمر في كثير من جوانبه لتحركات البحرين الرسمية، ابتداء من تصريحات جلالة الملك وصولاً للتحركات والاجتماعات العديدة التي عقدها وزير الخارجية.

الشيخ خالد في كل لقاء أكد على المبادئ الرئيسة الثابتة التي تتبعها البحرين منذ عقود بشأن علاقتها مع الصديقة الولايات المتحدة الأمريكية، بغض النظر عن تبدل الإدارات، ومعها تبدل النوايا، إذ هذه المبادئ تقوم على العلاقات الصادقة ذات المنفعة الثنائية، وإلى جانب تعزيز التعاون الدبلوماسي هناك مجالات أخرى في الجانب العسكري والاقتصادي وحتى الاجتماعي، أيضاً تبرز إلى جانبها المواقف البحرينية القوية الواقفة ضد التطرف والإرهاب العالمي، والإسهام البحريني القوي مع التحالف الدولي لمحاربة إرهاب «داعش»، والذي بشأنه عقد اجتماع في الولايات المتحدة حضره وزير الخارجية أيضاً ممثلاً عن بلاده البحرين.

هذه المواقف الوطنية هي التي تشعرنا بالفخر، وهذه التحركات الجادة التي نرصدها لها الأثر الكبير في تصحيح صورة البحرين التي تعمد الكارهون والحاقدون والانقلابيون تشويهها، وإيهام واستغفال العالم بدفعهم لتصديق الأكاذيب والفبركات.

اليوم وجود وزير الخارجية في أهم قطب عالمي بيده التحكم في كثير من مقدرات العالم أمر مهم، والاجتماعات العديدة التي عقدها كلها تسهم في تصحيح الصورة وإبراز الحقيقة عن البحرين، وبموازاة ذلك تبني التحالفات القوية مع إدارة جديدة مؤشراتها الأولية تشير للرغبة في بناء علاقة قوية مع البحرين قائمة على النزاهة في التعامل.

بالتالي ماذا يفعل الشيخ خالد وزير الخارجية في أمريكا؟!

الرجل يعمل ويجتهد ويناضل هناك من أجل بلاده، ومن أجل بناء علاقاتها القوية مع حليف قوي، ومن أجل بيان الحقيقة المعنية بمشروع جلالة الملك الإصلاحي والمكتسبات العديدة التي حققها، فله كل التحية والتقدير على جهوده الوطنية المخلصة.