عواصم - (وكالات): نفذت تركيا الثلاثاء عشرات الغارات على مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في العراق وشمال شرق سوريا، بينما أعلن

الجيش التركي أنه نفذ ضربات جوية على أهداف عسكرية كردية قرب جبال سنجار وفي شمال شرق سوريا صباح اليوم الثلاثاء.

وقالت وحدات حماية الشعب الكردية ان القصف أوقع 18 قتيلا، في تصعيد يتزامن مع خوض فصائل كردية وعربية بدعم من واشنطن معارك لطرد المتطرفين من الرقة، ابرز معاقلهم في البلاد. وأفادت وحدات حماية الشعب الكردية في بيان بان "طائرات حربية تركية قامت بشن هجوم واسع النطاق على مقر القيادة العامة لوحدات حماية الشعب حيث يتواجد مركز الاعلام والاذاعة ومركز الاتصالات وبعض المؤسسات العسكرية" في محافظة الحسكة. ويقع المقر بالقرب من مدينة المالكية الواقعة في المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا. وفي صور نشرتها الوحدات على حسابها على موقع "تويتر"، يظهر عمود بث وإرسال وقد انهار القسم العلوي منه جراء الضربة التركية. وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان في وقت لاحق مقتل 18 شخصا هم ثلاثة عاملين في المركز الاعلامي و15 مقاتلاً كردياً "جراء عشرات الغارات التركية"، في حصيلة تعد بين الاكبر في قصف تركي ضد الاكراد. وقال الجيش التركي في بيان ان غاراته هدفت الى "تدمير أوكار الارهاب التي تستهدف بلادنا"، مؤكداً انه "تمت اصابة الاهداف المحددة بدقة". وأكد الجيش التركي الذي استهدف اليوم أيضاً مواقع لمقاتلين أكراد وأيزيديين في جبال سنجار شمال غرب العراق، عزمه على مواصلة العملية في البلدين "حتى يتم تحييد آخر إرهابي". وتسببت الغارات التركية في العراق بمقتل 6 عناصر من قوات الامن الكردية، وفق ما ذكر الامين العام لوزارة البشمركة في حكومة اقليم كردستان العراق جبار ياور. وبحسب ياور، كان القصف يستهدف مقاتلين أيزيديين متحالفين مع حزب العمال الكردستاني، وبالتالي أصاب عن طريق الخطأ البشمركة التابعة لحكومة اقليم كردستان.



وتتلقى وحدات حماية الشعب الكردية دعماً عسكرياً من التحالف الدولي بقيادة واشنطن بعدما أثبتت فعالية في قتال تنظيم الدولة "داعش" وتمكنت من طرد المتطرفين من مناطق عدة. ونشر حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السياسي للوحدات، على حسابه على "تويتر" ان قيادات من التحالف الدولي زارت المنطقة التي استهدفها الاتراك. وتصنف تركيا الوحدات وجناحها السياسي منظمة "ارهابية" وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضدها منذ ثمانينات القرن الماضي على الاراضي التركية. وهي الغارات الاولى لتركيا في سوريا منذ إعلانها في مارس انتهاء عملية عسكرية غير مسبوقة شنتها دعما لفصائل معارضة بعنوان عملية "درع الفرات". وكانت تركيا أطلقت هذه العملية في اغسطس مستهدفة تنظيم الدولة "داعش" من جهة والمقاتلين الاكراد الذين يشكلون عماد قوات سوريا الديمقراطية التي تضم فصائل عربية ايضا، من جهة أخرى. ويأتي التصعيد التركي شمال شرق سوريا غداة تمكن قوات سوريا الديمقراطية من دخول مدينة الطبقة في محافظة الرقة بعد اسابيع من حصارها.