هل جربت أن تأكل ثمرة تقطفها بيدك وتأكلها، أظن أن لها لذة خاصة أكثر من لو اشتريت ثمرة من بائع الفاكهة «الفكهاني»، فما بالك بثمرة تأكلها من شجرة شهدت غرس بذرتها وشهدتها تكبر أمام عينيك، نفس الشعور انتابني عندما حضرت افتتاح ملتقى المبرة الأول حول أثر القيادة والريادة والتطوع في تنمية الشباب، يوم السبت 22 أبريل الحالي، حيث وجدت شباباً متميزين متحمسين للعطاء كنا قد التقينا بهم في فعاليات سابقة للمبرة الخليفية، عندما كانوا أطفالاً صغاراً، في حفل ختام برنامج إثراء في نسخته الثالثة عام 2015، مازلت أذكرهم، مرحهم ولعبهم وحيويتهم، وأناشيد الصبا وأغاني وطنية ترنموا بها وأنشودة جماعية تثير الهمم نشدوها مع مدربيهم وأساتذتهم، وسعدنا جميعاً بهم وبحركات الطفولة البريئة التي اتسموا بها، كم كانوا لطفاء حتى أن ابتسامة فرح وسعادة رسمت على محيا جميع الحضور، وما أروع الطفولة فهي تبهج النفس وترسم الابتسامة في القلب، واليوم وبعد أن مرت السنون وجدناهم شباباً متميزين يتسمون بالرزانة والجدية والحماس والخلق القويم، ما أروع هذا الشعور أن ترى طفلاً صغيراً قد كبر وأضحى شاباً متميزاً، لفت نظري أن جميع شباب المبرة يتسمون بنفس الصفات حتى أنك لو التقيت بهم في أي مكان ستعرفهم بسيماهم لأنهم نشأوا بنفس التنشئة.

الحقيقة لم يشغلني روعة التنسيق لهذا الملتقى، ولا الأفكار الإبداعية الموجودة في زوايا القاعة حيث التخطيط المتميز لفكرة الملتقى، فقط، كان همي ثمرة تنشئة برامج المبرة الخليفية على الشباب، شباب المبرة، تأملت ما قالته سمو الشيخة زين بنت خالد آل خليفة رئيسة مجلس أمناء المبرة الخليفية، في كلمتها في حفل افتتاح الملتقى، أن خريجي برنامج «رايات» وهو أحد برامج المبرة والذي يعنى بالبعثات الدراسية، قادرون على الحصول على وظائف بعد التخرج بسرعة، ولا غرابة في هذا الكلام لأن برنامج «رايات» لا يكتفي بمنح بعثات دراسية للشباب بل يقدم للطلبة المبتعثين برامج تدريبية تعدهم وتنمي شخصياتهم ليكونوا قادرين على الانخراط في الحياة الجامعية وفي الحياة العملية بعد التخرج، فبناء الشخصية لا يقل أهمية عن الحصول على الشهادة الجامعية، ففي هذا اليوم تخرج من برنامج «رايات» 45 شاباً وشابة في تخصصات مختلفة، هؤلاء الشباب لم يقتصر إعدادهم على رفع التحصيل العلمي بل قرن ذلك ببرامج بناء الشخصية، فهم متميزون بتفوقهم العلمي واكتسابهم للمهارات القيادية، وتحلوا بالإخلاص والاستقامة وهويتهم الوطنية مما يجعلهم عناصر فاعلة في المجتمع، قادرين على الإسهام في بناء الوطن.

لا تضم المبرة الخليفية سوى برنامجين رئيسيين، الأول برنامج «رايات» وهو برنامج يهتم بابتعاث الطلبة للدراسة علاوة على برامج بناء الشخصية، والبرنامج الثاني «إثراء الشباب»، وهو برنامج تدريبي يضم ما يقارب 200 طالب وطالبة، يتم تدريبهم لمدة 4 أعوام، حيث تتراوح الفئة العمرية للشباب المرشحين في البرنامج بين 13 إلى 17 سنة، إذ يسعى البرنامج إلى تعزيز وغرس القيم التربوية التي تساعد على بناء المهارات الحياتية والشخصية القيادية وتطويرها، حيث يسعى البرنامج إلى تنمية مهارات الشباب البحريني وتطوير قدراتهم ومواهبهم الفكرية والعقلية والجسدية ليصبح قادراً على خدمة مجتمعه ووطنه، من خلال طرح برامج متكاملة تساعدهم على تحقيق النجاح.

واليوم تحصد المبرة الخليفية ثمرة جهد القائمين عليها وعلى رأسهم سمو الشيخة زين بنت خالد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المبرة، حيث بذلوا الوقت والجهد والمال في سبيل تنشئة هؤلاء الشباب، فقد تخرج مجموعة من الشباب من برنامج إثراء الشباب وهم اليوم مرشحون ليواصلوا المسيرة في برنامج رايات، ولينضموا بعد تخرجهم لصفوف من سبقوهم من شباب المبرة في مسيرة العطاء لهذا الوطن.

فلنقف وقفة احترام لهؤلاء الشباب ولنشد على أياديهم ولنفخر بهم، ولنرفع قبعاتنا احتراماً لجهود القائمين على المبرة الخليفية فلكم جميعا منا ألف تحية.