يدرس طالب دكتوراه بقسم الموارد الطبيعية والبيئة بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي سلوك طائر المينا الشائع الانتشار في أرجاء البحرين ومختلف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآثاره على التنوع الأحيائي في المملكة، في إطار مشروع أطروحة الدكتوراه التي يعدها تحت عنوان "بيئة الأنواع الغازية وتحليل مخاطر الطيور الدخيلة في البحرين: دراسة حالة المينا الشائعة".

وقال رئيس قسم الموارد الطبيعية والبيئة بكلية الدراسات العليا أ.د.محمد عبيدو أن هذا البحث ينفذ تمشياً مع استراتيجية التنوع البيولوجي في مملكة البحرين والتزام المملكة بالأهداف الاستراتيجية لاتفاقية التنوع الإحيائي التي تعرف بأهداف "آييتشي" لسنة 2020، والمتعلقة بتخفيف الضغوطات المباشرة على التنوع الإحيائي والارتقاء بالاستخدام المستدام، وما يخص البند التاسع المتضمن أنه "بحلول عام 2020، تعرّف الأنواع الغريبة الغازية ومساراتها، ويحدد ترتيبها حسب الأولوية، وتخضع للمراقبة الأنواع ذات الأولوية أو يتم القضاء عليها وتوضع تدابير لإدارة المسارات لمنع إدخالها وانتشارها".

ومن جهته، يرى الباحث ناصر باقر أسدالله أنه في معترك التقدم السريع في قطاعي المواصلات والتجارة العالمية، وخضم النمو السكاني والتوسع الحضري المُطّرد، تعرضت النظم البيئية إلى ضغوطات أدت إلى خلخلة تنوعها الأحيائي الذي اتّسم بالاستقرار منذ القدم، موضحا أن تلك الضغوط دفعت نحو كسر الحواجز البيوجغرافية التي تحدد أنواع الكائنات الحية التي تعيش ضمن بيئاتها الطبيعية.


وقال أسد الله إن وسائل النقل المتعددة ساهمت في نقل الكثير من الطيور من بيئاتها الطبيعية إلى بيئات جديدة في مدن ذات عوامل بيئية مختلفة تماماً عن البيئات الطبيعية الأصلية، وبسبب تعدد حالات هروب بعض الطيور من أسواق البيع، تمكن بعضها من التوطن في البيئات الجديدة والانتشار بنمط ملحوظ مما ينتج عن ذلك مزاحمة تلك الطيور الدخيلة للطيور المحلية واحتلال أجزاء من بيئاتها وأحياناً هذه البيئات كاملة، وعندما يتفاقم هذا الأمر، لافتاً إلى الآثار السلبية التي يسببها هذا الطائر الدخيل تتمثل في تحوله إلى طائر غازٍ يتسبب في أضرار اقتصادية أو بيئية. ويضيف موضحاً: "هذا الطائر يعد الطائر الغازي الأول في العالم والمدرج في المركز الثاني ضمن قائمة أعتى 100 نوع غازٍ على وجه الكرة الأرضية حسب تصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والمجموعة التخصصية للأنواع الغازية".

إلى ذلك، تتحدد مجالات البحث في تحديد الطيور الدخيلة في البحرين، واستحداث نظام لترتيب الطيور الدخيلة الغازية، وتقييم إمكانات طائر المينا الشائعة لغزو بيئات الطيور الأخرى في البحرين، والكشف عن الآثار التي يخلفها الطائر على الطيور المحلية والدخيلة في النظم الحضرية والزراعية والطبيعية، والتنبؤ بمصير الطائر مستقبلا؛ فضلا عن استحداث نظام لتحليل مخاطر طائر المينا يمكن اعتماده لتحليل مخاطر استقدام طيور أخرى.

ويحاول البحث الإجابة عن جملة أسئلة تتعلق بعدد أنواع الطيور الدخيلة في البحرين؟ وكم من هذه الطيور يعد غازياً؟ وهل طائر المينا نفسه غاز وما هي العوامل التي تجعل منه طائر غاز؟ وكيف ساعد الاتجار بالطائر في انتشاره بشكل كثيف في التربية تحت الأسر (أقفاص)، ويتم إجراء البحث من خلال المسوح الميدانية لأسواق الطيور على مستوى مملكة البحرين وتقصي آخر يتعلق بهواة تربية الطيور الدخيلة للتعرف على اهم الطيور المتداولة في مملكة البحرين وتحديد أكثر الطيور قابلية لتوطيد جماعات قادرة على صون أ أعدادها ذاتياً.

وقام الباحث أسد الله بتربية مجموعة من طيور المينا في الأسر في محمية العرين عبر تربية فراخ المينا للوقوف على تفاصيل سلوك هذا الطائر لتسهيل عملية المراقبة الحقلية في النظم البيئية ومراقبة الطائر في كافة أرجاء المملكة للوقوف على مناطق تواجد الطائر ومن ثم تمثيل البيانات جغرافيا عبر استخدام نظم المعلومات الجغرافية، إذ يشار إلى أن عملية المراقبة تحت الأسر تتم من خلال كاميرات مراقبة يتم من خلالها مراقبة سلوك الطائر على مدى 24 ساعة موصولة إلى كمبيوتر وشاشة مراقبة لحظية.