مهند أبو زيتون

لم ينتظر الأمريكان إلا 24 ساعة ليغيروا موقفهم جذرياً من "أزمة قطر" أو "قطر هي الأزمة" كما يجوز التعبير استلهاماً من تغريدات ترامب.

بدا القطريون خلال الساعات الأولى من الصدمة وكأن عيونهم معلقة على أمريكا. "الجزيرة" القطرية ركزت على المواقف الأمريكية "الإيجابية" من قطر وكررتها على مدار الساعة. وزير الخارجية القطري في لقاء "حصري" مع الجزيرة ليلاً شدد على تأكيد العلاقات القوية "التي لا تتاثر بالمؤسسات المتطرفة" مع أمريكا، أكثر من تركيزه على إعادة العلاقات الخليجية إلى طبيعتها.



كان الإعلام القطري يصرخ وظهره إلى جدار صلب، فتصريحات سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض أظهرت أن الرئيس الأمريكي يقف على مسافة واحدة من الجميع. البنتاغون شكر قطر على استضافة قاعدة العديد. منظّرو قطر الليبراليون تلقفوا الموقف الأمريكي وباهوا به.

تغريدات ترامب قلبت الموقف فجأة، "كل الدلائل تشير الى قطر في تمويل التطرف"، وعزل قطر "بداية نهاية رعب الإرهاب". هكذا كتب الرئيس الأمريكي رغم أن الجيش الأمريكي يستخدم قاعدة العديد الجوية الشاسعة في قطر مركزاً مهماً لعملياته العسكرية في المنطقة.

بدا الموقف الأمريكي الجديد وكأنه اعتراف المصالح بحقائق الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا السياسية. وربما تلقفه الذين يقفزون على هذه الحقائق، ممن احتموا بداية بالموقف الأمريكي، للحديث عن مؤامرة. لكن يبدو أن عزلة قطر ستتوسع، وأن الأثمان التي تفرضها المقاطعة أكبر من المكابرة الإعلامية القطرية. فهل سينزل الساسة القطريون عن الشجرة ويتعاملون مع الواقع بعد تصريحات ترامب؟