قال وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي إن العام الدراسي المقبل سيشهد إضافة مدرستين جديدتين لبرنامج دمج الطلبة ذوي اضطرابات التوحد، إضافة لدمج مجموعة جديدة من الطلبة الصم، ليرتفع عدد الطلبة الـمدمجين من الفئتين إلى 101 طالب وطالبة، ويرتفع عدد المدارس المخصصة لدمج جميع الفئات إلى 77 مدرسة للبنين والبنات.

وأضاف الوزير، خلال مجلسه الرمضاني الذي حضره عدد من أفراد العائلة المالكة الكريمة والوزراء والسفراء وأعضاء مجلسي الشورى والنواب ورجال الأعمال والأكاديميين والإعلاميين والمواطنين، أن "التوسع المستمر في دمج هؤلاء الأبناء، يأتي تجسيداً لما نص عليه دستور المملكة وقانون التعليم من أن التعليم حق تكفله الدولة للجميع، بدعم كبير من قيادة بلدنا العزيز يحفظها الله ويرعاها، ما أسهم في أن تكون المملكة الدولة العربية الوحيدة ضمن فئة الدول ذات الأداء العالي ضمن تقرير منظمة اليونسكو للتعليم للجميع، وللعام الثاني على التوالي".

كل الفئات


وأكد النعيمي أن الوزارة "نجحت في احتضان مئات من ذوي الاحتياجات الخاصة من فئات: الإعاقة الذهنية البسيطة ومتلازمة داون، اضطرابات التوحد، الإعاقة البصرية "كف بصر، ضعف بصر شديد"، الإعاقة السمعية "ضعف سمع، زراعة قوقعة، الصم"، إضافة إلى ذوي الإعاقات الجسدية وصعوبات التعلم، ومرضى السرطان والسكلر، بعد تهيئة مدارس الدمج بكل الـمتطلبات اللازمة، من كوادر تربوية مؤهلة، ومناهج دراسية وأدوات وبرامج تعليمية خاصة، مع تطوير البنية التعليمية الأساسية بإنشاء صفوف خاصة للأبناء، وإضافة مرافق وأدوات مساندة لهم في الفضاء المدرسي، ومراعاتهم في الامتحانات والتقويم. ويجري في بعض الحالات تخصيص معلم لكل طالب.

وأضاف "عززت القيادة الحكيمة مكتسبات هؤلاء الطلبة من خلال تخصيص بعثات دراسية لهم بغض النظر عن معدلاتهم في الثانوية العامة، ووجهت إلى أن تكون المدارس الحكومية الجديدة مصممة بما يراعي متطلبات دمجهم بجميع فئاتهم".

دمج طلبة التوحد

وكشف وزير التربية أن الوزارة ستفتتح صفاً للتوحد في كل من مدرسة عمار بن ياسر الابتدائية للبنين ومدرسة عقبة بن نافع الابتدائية للبنين لدمج طلبة التوحد، ليرتفع عدد مدارس دمج هذه الفئة إلى 14 مدرسة ابتدائية، تستوعب 80 طالباً وطالبة منهم، وتضم 56 معلماً متخصصاً في التعامل معهم، مع توفير عدد من العاملين الـمخصصين لرعايتهم.

وكانت تجربة الدمج بدأت في 2010، من خلال 11 طالباً وطالبة في 3 مدارس، وقال الوزير إن التجربة حققت إنجازات عدة، كان آخرها نجاح 21 طالباً وطالبة خلال العام الدراسي 2016/2017 في الانتقال الكلي من صفوفهم الخاصة إلى الصفوف العادية، نتيجة ما حققوه من نقلة نوعية أكاديمياً وسلوكياً واجتماعياً.

صفوف خاصة

ولفت الوزير إلى أن تصميم صفوف التوحد تم بمواصفات تربوية عالمية، إذ ينقسم كل صفٍ منها إلى عدة أركان، بهدف إبعاد الطلبة عن المشتتات المعيقة لتعليمهم والمحافظة على سلامتهم، ومنها ركن للتدريس الفردي، وآخر للتدريس والعمل الجماعي، وركن للتلفزيون واللعب، وآخر لتزويد الطلبة بالمهارات الحياتية كآداب تناول الطعام. ويحوي كل صف أدوات للتعلم الإلكتروني كالسبورة الذكية.

وأضاف الوزير "نوفر برامج تعليمية خاصة بهؤلاء الطلبة، مثل برنامج تطوير التواصل الاجتماعي واللغوي باستخدام الصور، وبرنامج تعزيز السلوكيات الاجتماعية الإيجابية، وبرنامج تنظيم الوقت باستخدام الجداول المصورة، وبرنامج التخاطب وتقوية الجانب اللغوي، بهدف تأهيل الطلبة للدمج الجزئي ثم الكلي في الصفوف العادية، فضلاً عن دمجهم في الأنشطة الطلابية المتنوعة.

دمج الصم

وأعلن الوزير أن العام المقبل "سيشهد التحاق 9 طلاب من فئة الصم إلى المدرستين المخصصتين لدمج هذه الفئة وهما: مدينة عيسى الثانوية للبنين والنور الثانوية للبنات، ليرتفع عدد الطلبة المدمجين إلى 21 طالباً وطالبة، يشرف عليهم 7 معلمين ومعلمات متخصصين، بناءً على ما أثبتته التجربة الرائدة التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ المملكة التعليمي، من تطور في مستوى الطلبة أكاديمياً ونفسياً واجتماعياً، وستتخرج الدفعة الأولى من هؤلاء الأبناء مع نهاية العام الدراسي المقبل".

ولفت الوزير إلى أن تدشين تجربة دمج هذه الفئة دمجاً كلياً في الصفوف العادية بالمدرستين المذكورتين، بدأ مع انطلاقة العام الدراسي 2015/ 2016، بـ6 طلاب و6 طالبات، بعد أن وفرت لهم الوزارة معلمين مساندين مختصين في لغة الإشارة، يترجمون ما يطرحه معلم المادة من دروس في الحصص الدراسية، ويترجمون للمعلم وبقية الطلبة مداخلات الطلبة المدمجين وأسئلتهم.