معاذ البرديني

إن التكتيك والخطط والإستراتيجيات الهجومية في عالم كرة القدم كثيرة فهناك من ينجح في تطبيق إستراتيجيته وهناك من يفشل، وهذا كله يبنى على العناصر الهجومية التي يمتلكها الفريق والتوليفة الصحيحة لهم، ولكن مايثير التساؤلات في السنوات الأخيرة هو عدم اعتماد فرق المقدمة في القارة العجوز أمثال ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونخ ويوفنتوس وتشيلسي وغيرها على فكرة المهاجمين الصريحين، ويفضلون إما الاعتماد على هجوم من ثلاثة لاعبين أو مهاجم وهمي يتبادل المراكز مع من يسانده من خط الوسط.

هذه الإسترايجية مجدية جداً وتعطي حلولاً كثيرة للفريق ولكن من الصعب إتقانها دائماً حيث أن تطبيقها يحتاج إلى لاعبين مهاريين يملكون سرعة فائقة لإعطاء القوة الهجومية حيث أن الخطورة الأساسية في تشكيل (4-3-3) أو (3-4-3) أو (4-2-3-1) لطالما يكون عن طريق الأطراف وفي هذه الحالة يكون المهاجم الثالث أو اللاعب رقم (9) متحرراً من مراقبة قلبي الدفاع المنشغلين بتغطية الأجنحة ما يتيح له تسجيل الأهداف، ولكن هذه المجموعة من اللاعبين إن امتلكتهم من الصعب أن تجد لهم بدلاء بذات المستوى وهو مايضع المدير الفني والفريق في مأزق في حال غياب أحد المهاجمين الثلاثة، بالإضافة إلى إن هذه الإسترايتيجة تحتاج لظهيرين يميناً ويساراً يمتلكان قدرات هجومية لتحرير لاعبي الأجنحة وإعطائهم المساحة الكافية للتحرك وشغل ظهيري الفريق المنافس، كما إن الحصول على مجموعة بهذا التكامل أمر ليس بالسهل ويحتاج لسنوات من البحث ومبالغ طائلة للتعاقد معها.



وعلى النقيض ماكان في السنوات العشر الماضية حيث نرى أن الأمر كان مغايراً تماماً بل كان أبسط من ذلك بكثير، حيث أن التشكيل الغالب كان إما (4-4-2) أو (4-5-1) وهو ما يوضح لنا أن الإسترايجية الهجومية هنا قائمة على الهجوم المباشر الصريح دون الاعتماد على الأطراف كما ذكرنا سابقاً، فمن منا لا يذكر الظاهرة البرازيلية رونالدو وأسطورة الآرسنال تييري هينري والهولنديين فان نيستاروي وفان بيرسي وأحد أفضل هدافي الكالتشيو إنزاقي وفييري وباتيستوتا وكريسبو وشيفشينكو، هذه الأسماء كانت كافية لتبث الرعب في قلوب ليس فقط مدافعي الفريق الخصم بل الفريق بأكلمه.

الإستراتيجية الهجومية التي كان يطبقها هؤلاء النجوم كانت بالهجوم المباشر التقليدي وهو عندما يتواجد المهاجم داخل (مهاجم البوكس) أو خارج منطقة الفريق الخصم واللعب مباشرة على المرمى دون الحاجة للاعبي أطراف أو مساندة من لاعبي الوسط، وسبب في ذلك يعود للقدرة التهديفية التي كان يمتلكها هؤلاء اللاعبون، بالإضافة إلى ذكائهم بالتمركز الصحيح داخل منطقة جزاء الفريق الخصم، ناهيك عن سرعة التصرف بالكرة عند الاستلام بلمسة واحدة مالا يتيح للمدافعين أو الحارس من إبعاد الخطورة.

هناك من يجد أن هذا التكتيك قد اندثر ولا يصلح حالياً وهنالك من يجد أن السبب هو الافتقار لمهاجمين بهذه الجودة التهديفية، ولكن الحقيقة أن الأدوار الثانوية التي أصبح يكلف بها المهاجم الحالي من صناعة أهداف أو المساندة الدفاعية هي من تحد من خطورته وتقلل جودته الهجومية.