عواصم - (وكالات): لليوم العاشر على التوالي لم يتمكن الفلسطينيون من إقامة الصلوات داخل المسجد الأقصى، مكتفين بها في محيطه، وذلك تعبيرا عن الاحتجاج على قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بتركيب بواباتٍ إلكترونية خارجه، فيما تواصلت اعتداءات قوات الاحتلال على المدنيين الفلسطينيين في مدن مختلفة بالأراضي المحتلة.

وفي الوقت نفسه تتصاعد الاحتجاجات في أنحاءٍ مختلفة من الضفة وغزة، حيث قامت قوات الاحتلال بالتوغل في مدينة البيرة، وأصابت 4 فلسطينيين في بير زيت، فيما أعلن الاحتلال أنه سيُبقي على البوابات الإلكترونية في محيط الأقصى رغم الاحتجاجات الفلسطينية والمطالبات الدولية بعودة الأوضاع إلى طبيعتها.

الاحتقان في القدس يزداد متزامنا مع وصول المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسيون غرينبلات في تل أبيب لبحث التطورات والدفع باتجاه اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين بإشراف أردني.



فيما حذر مبعوث الأمم المتحدة من أن قضية المسجد الأقصى يمكن أن تكون لها "تكلفة كارثية تتجاوز جدران المدينة القديمة"، داعيا إلى ضرورة إيجاد حل بشأن المسجد الأقصى قبل يوم الجمعة حتى لا يتصاعد الوضع.

من جهتها، تعقد منظمة التعاون الاسلامي في الاول من اغسطس باسطنبول اجتماعا وزاريا لاعضائها الـ 57 لبحث الوضع في المسجد الاقصى بالقدس الشرقية المحتلة، وفق ما اعلنت المنظمة.

أما مجلس الأمن الدولي فيجتمع في وقت لاحق، لبحث تطورات الأوضاع بدعوة سويدية فرنسية مصرية.

وتأتي زيارة جيسون غرينبلات بعد 8 ايام من تركيز سلطات الاحتلال بوابات الكترونية عند مداخل المسجد الاقصى الذي يعد في قلب النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.

وبعد هجوم وقع في 14 يوليو وأسفر عن مقتل عنصري شرطة اسرائيليين اضافة الى استشهاد مهاجمين فلسطينيين ثلاثة، نصبت السلطات الاسرائيلية بوابات لكشف المعادن على مداخل الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة.

ومنذ ذلك التاريخ تشهد الاراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا محيط المسجد الاقصى مواجهات يومية بين محتجين فلسطينيين والقوات الاسرائيلية اوقعت 5 شهداء وعشرات الجرحى بين الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة. وفي الضفة الغربية المحتلة قتل 3 اسرائيليين طعنا من شاب فلسطيني في مستوطنة. واصاب فلسطيني الاثنين اسرائيليا بجروح متوسطة عندما طعنه في ضواحي تل ابيب.

وفي ذات السياق، جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس التأكيد على وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل لحين عدولها عن قرار وضع البوابات الإلكترونية.

في غضون ذلك، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني المصغر، حيث تتخوف الحكومة اليمينية أن تبدو بمظهر من يستسلم للضغوط الفلسطينية بحسب وكالة "رويترز".

وأبلغ وزير إسرائيلي راديو جيش الاحتلال بأن البوابات الإلكترونية باقية، وأضاف أنه إذا كان الفلسطينيون لا يريدون دخول المسجد فدعهم لا يدخلونه.

ميدانيا، أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي الطريق بين رام الله وشمال الضفة الغربية، وأطلق الرصاص على شبان متظاهرين فأصاب عددا منهم.

وكان طلاب جامعة بيرزيت تظاهروا عند المدخل الشمالي لرام الله، بالقرب من مستوطنة وحاجز بيت ايل.

وطالب المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور بإزالة كل أجهزة الكشف عن المعادن "البوابات الإلكترونية" وكل الإجراءات الأمنية الأخرى في الحرم القدسي.

وفي كلمة له أمام الصحافيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، دعا منصور إسرائيل إلى "إزالة كل العقبات التي وُضعت لحرمان المصلين من ممارسة حقهم في الذهاب للصلاة في المسجد الأقصى".

وتابع "عندما يكون لديك احتلال بلا رحمة كما نرى. ونرى من مظاهر ذلك في انتهاك القانون الدولي بدرجة ترقى لجرائم حرب مثل بناء المستوطنات فعندها لا تتوقعوا أن يكون جميع الفلسطينيين ملائكة لا يردون عليه".

وأضاف أن العنف "ليس بالضرورة سياسة الحكومة الفلسطينية أو قيادة منظمة التحرير الفلسطينية أو دولة فلسطين".

وقالت تركيا إن إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان بإجراءاتها عند المسجد الأقصى ودعت القوى العالمية إلى تبني موقف موحد ردا على ذلك. وقال بكر بوزداج نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة التركية عقب اجتماع لمجلس الوزراء "توجه إسرائيل إزاء الأقصى خاطئ وغير شرعي وغير مقبول".