جاء في الخبر يوم الجمعة الماضي: «توفي طفل بحريني يدعى مجتبى جلال بإحدى برك السباحة بمنطقة المالكية». وحسب التفاصيل المتوافرة، فإن الطفل كان برفقة أهله في رحلة لإحدى برك السباحة صباح يوم الخميس، حيث توفي غرقاً بعد أن سقط في البركة.

وذكرت وزارة الداخلية عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: ‏«وفاة طفل «4 سنوات» غرقاً في بركة سباحة بمنطقة المالكية، والجهات المختصة قامت باتخاذ اللازم. يذكر أن هذا الطفل هو الثاني الذي يغرق في بركة سباحة هذا الصيف».

قبل نحو 10 أشهر بالتمام والكمال كتبنا في هذه الزاوية مقالاً بعنوان «إعادة النظر في برك السباحة»، ومن قبله كتبنا مجموعة من المقالات في ذات الاتجاه وكلها كُتبت بعد حوادث غرق مميتة ومفجِعة. في كل عام كنَّا نقول إن هذه هي المرة الأخيرة التي سوف تحدث فيها حالة وفاة في برك السباحة وإن الجميع سيتعلم من الدرس وإن القوانين المتعلقة باشتراطات السلامة والسباحة ستكون صارمة للغاية، لكن على أرض الواقع لم نجد أدنى فائدة في كل ما نكتب ونوجه والدليل هو استمرار ظاهرة موت الصغار في «برك الموت» كل عام دون توقف.

في بريطانيا تُلزم القوانين هناك كافة المدارس بتعليم الطلبة الصغار كيفية السباحة كمقرَّر في المناهج الرياضية والمواد الترفيهية، والدولة هناك تلزم مدارسها بتعليم الطلبة مهارات السباحة كما أن هناك حصصاً تدريبية وعملية مدرسية في هذا الإطار. في البحرين وبسبب تكرار حوادث الوفاة المتعلقة بالسباحة والتي سببها عدة من العوامل المختلفة ناقشناها بالتفاصيل المملة في مقالاتنا السابقة يكون من حق الجميع عمل دراسات وبحوث وتكثيف الجهود العلمية للحد من هذه الظاهرة المؤسفة، فكان من ضمن الأفكار المطروحة والمطبَّقة في غالبية الدول المتقدمة هو تعليم السباحة للصغار في المدارس عبر حصص إلزامية لكافة الطلبة وفي كل المدارس.

ونحن نقترح أن تكون وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين جهة مساهمة بصورة مباشرة في معالجة هذا الأمر، بل ربما تكون هي أفضل الجهات التي يمكن أن تعالج هذا الملف كما أن حلولها ستكون خير الحلول لو تم تفعيل هذه الفكرة في مدارسنا قاطبة.

من المؤسف أن تخرج هذه المشكلة عن السيطرة في كل صيف، فالكثير من الأسر أصبحت غير مبالية باشتراطات السلامة الخاصة ببرك السباحة، كما أن أصحاب البرك لا يلتزمون كذلك بذات الاشتراطات، أما الجهات المختصة فصوتها بُح من التوجيه والتوعية والتحذير في كل صيف لكن دون فائدة تذكر، حتى صار كل ما هو علينا اليوم أن نترقب بقلق شديد من سيكون الضحية القادمة!