وسط أجواء القلق التي تحوم حول العديد من جوانب منظومتنا الرياضية تبرز ظاهرة إيجابية تستحق الوقوف عندها والتأمل فيها وهي ظاهرة اهتمامات الاتحادات الرياضية الجماعية منها والفردية بالفئات العمرية ووضعها ضمن استراتيجياتها وخططها المستقبلية، وهذه كلها مؤشرات خير تدعو إلى التفاؤل والاطمئنان على مستقبل منتخباتنا الرياضية.

فوز منتخبنا الوطني للكرة الطائرة للناشئين بالبطولة العربية التي اختتمت يوم أمس الأول في العاصمة الأردنية عمان واستعادته اللقب العربي بجدارة واستحقاق هو أحد هذه المؤشرات الإيجابية وإن كان اللقب ليس بجديد ولا بغريب على الكرة الطائرة البحرينية التي دأبت على تحقيق الإنجازات العربية والخليجية على مستوى الرجال والفئات العمرية الأخرى وأثبتت علو كعبها على هذين المستويين.

النتائج المشرفة التي يحققها ناشئو كرة اليد في معسكراتهم التحضيرية لبطولة العالم هي الأخرى امتداد للإنجازات المتميزة لكرة اليد البحرينية وهي أيضاً مؤشرات تدعو إلى التفاؤل لمواصلة البروز اللافت لهذه اللعبة.

كذلك الأمر بالنسبة لكرة السلة الناشئة التي بدأت معسكراتها التدريبية الخارجية تحضيراً للاستحقاقات القادمة والطموح الذي يراودها باعتلاء منصات التتويج على المستويين الخليجي والعربي، بل والنظر إلى أبعد من ذلك.

كرة القدم -اللعبة الشعبية الأولى- لا تقل عن نظيراتها في هذا الجانب، فاتحاد كرة القدم يولي الفئات العمرية اهتماماً كبيراً بدليل المعسكرات والمشاركات المتواصلة لمنتخبات الناشئين والشباب والأولمبي التي يتطلع الاتحاد لجعلها رافداً أساسياً للمنتخب الوطني الأول.

الأمر لم يتوقف عند الألعاب الجماعية الأربع إنما تخطى ذلك ليشمل الألعاب الفردية وليس أدل على ذلك من المعسكرات التدريبية الخارجية التي حرصت اتحادات ألعاب القوى والسباحة على إقامتها خلال فترة الصيف الحالية وهي الفترة المناسبة لإقامة مثل هذه المعسكرات لهذه الفئة من اللاعبين المنتمين إلى قطاع الطلبة.

كل هذه الاهتمامات من شأنها أن تقلص مساحات القلق الذي ينتاب الكثيرين من المنغمسين في المنظومة الرياضية ويجعلهم ينظرون إلى المستقبل بنظرات تفاؤل ويتمنون استمرار هذا الاهتمام بالقاعدة كما يتمنون أن تكون الاستمرارية مصحوبة بدعم مادي سخي سواء من الجهات الرسمية أم من القطاع الخاص.

وقفة..

يحز في النفس كثيراً أن تتعثر محاولات بطل الدوري العام لكرة القدم فريق نادي المالكية المكافح في إقامة معسكره التدريبي بسبب الإجازات والميزانية!

أبسط ما يمكن أن تهديه الجهات الرسمية وشركات القطاع الخاص مجتمعة لهذا الفريق البطل هو تسهيل مهمة سفر اللاعبين بمنحهم إجازة تفرغ مدفوعة الأجر وتحمل تكاليف المعسكر التي تعادل نقطة في بحر نسبة إلى الأرباح والمكاسب الكبيرة التي يحققونها سنوياً!!