دائماً ما كان العراق صرحاً شامخاً للأمة العربية وكان في أحيان كثيرة هو الناطق بلسان هذه الأمة، وجداراً حامياً لمنطقتنا تحطمت عنده حملات عديدة قادمة من بلاد الفرس التي لطالما طمعت بالعراق وبالسيطرة عليه ومنه يكون منفذاً لها للإطباق على دولنا العربية.

ولكن للأسف هذا الصرح الشامخ هوى منذ احتلال بلاد الرافدين من قبل القوات الأمريكية قبل نحو 13 عاماً، فتهاوت معه أمتنا وسُلم العراق على طبق من ذهب لإيران بعد اتفاق مع الأمريكيين، ومنه تغلغل العدو الإيراني إلى سوريا ولبنان، فإيران ونظام حكمها الفاشي الصهيوطائفي نظام مريض لم ينجح في حكم بلاد فارس نفسها فكيف ينجح في حكم العرب؟

لقد سعى النظام الإيراني للسيطرة على العراق ومحاولة إبادة السنة هناك تحت أعذار عديدة، وطمس الهوية العراقية العربية الأصيلة من خلال تجنيس العديد من الإيرانيين، وطبعاً لا يروق بال إيران إلا بعد أن تشعل الفتنة بين العراقيين سنة وشيعة، فهذا ما تجيده إيران في أي دولة تسيطر عليها وهذا نهج واستراتيجية النظام الإيراني الذي لا يحب من يخالفه الرأي والمذهب بل ويسعى إلى تصفية كل معارضيه.

ولأن نظام «الولي الفقيه» ليس نظاماً ناجحاً لحكم دولة وإدارة شؤونها، فمن الطبيعي أن تنهار الدولة التي هذا حكمها وكان ذلك في العراق بعد السيطرة الإيرانية عليه، حيث لم يخدم النظام الإيراني العراق وشعبها في أي شيء بتاتاً بل إنه زاد الطين بلة، وساهم في زيادة حده الاحتقان الطائفي، وانهيار البنية التحتية، هذا بالإضافة إلى الخراب والدمار والقتل والتشريد الحاصل بالعراق بسبب التدخل الإيراني.

إن الفرس لم ولن ينجحوا في «فرسنة» العراقيين بل العكس هو الصحيح، فالفرس يستعربون ولكن العرب لا يتفرسنون، ويشهد التاريخ على صحة ذلك، فالعراق حتى وإن سيطرت عليه بلاد فارس فإن عروبته تطغى على كل محاولات الفرس لجر العراق نحوه فلم ولن ينجحوا في فرسنة العراق، ومن أجل ذلك كان لا بد من وقفة عربية مع العراق، لانتزاعه من أيدي الفرس وإعادته إلى مكانه ومكانته الطبيعية وهو بين أشقائه العرب، وقد تم ذلك بالفعل خلال الأيام الماضية عندما تابعنا تحركات إيجابية من دول السعودية والبحرين والإمارات مع العراق منها زيارة زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر لكل من السعودية والإمارات، وكذلك زيارة وزير خارجيتنا معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إلى جمهورية العراق الشقيقة ولقاؤه مع فخامة الرئيس العراقي الدكتور فؤاد معصوم، ورئيس وزرائه الدكتور حيدر العبادي، فكل هذه البوادر من شأنها أن تصب في مصلحة العراق وشعبه أولاً، وبحجم العلاقات التجارية بين الجانبين من خلال إقامة المشاريع الاقتصادية المشتركة في سبيل إنعاش العراق وإخراجه من وضعه الاقتصادي الحرج في وقتنا الحالي.

إن محاولات إيران السيطرة على العراق ومساهمتها في تدميره وإثارة الفتنة والطائفية فيه سوف تفشل وتزول تدريجياً عاجلاً أم آجلاً، وعلى العراق وشعبه العربي أن يبتعد عن «الخبث الإيراني» من أجل أن يعود ويستمر في التحسن على جميع المستويات والأصعدة السياسية والاقتصادية وغيرها خلال السنوات القادمة ليصبح العراق دولة متطورة.

ونحن نأمل خيراً في الجهود المباركة للدول الخليجية الثلاث لإخراج العراق وشعبه الشقيق من المشاكل الطائفية، وتدهور الحياة وتدني مستوى المعيشة الذي تسببت به إيران ومن ساندها من بعض العراقيين الذين خانوا وطنهم وتنكروا لعروبتهم وارتموا في حضن إيران، ولكن العراق لطالما كان وسيبقى عربياً ولن يكون أبداً غير ذلك، وإيران ونظام «الولي الفقيه» فيها لم ولن ينجح في العراق لأنه باختصار نظام ليس له علاقة بمفهوم الدولة المدنية المتحضرة.

* مسج إعلامي:

لطالما عشقنا العراق كبحرينيين ونحن ندرك أيضاً أن العراقيين يعشقون هوى البحرين، وهذه العلاقة هي نموذج للعلاقات العربية العربية، وما تعنيه الأخوة بين العرب لذلك هذه الرابطة الأخوية القوية والتاريخية التي لا يمكن أن تزعزعها إيران أو تنال منها، وعليها أن تدرك أن العراق بلد عربي وليس محسوباً على إيران ونظامها الفاشي الاستعماري الصهيوطائفي.