يوسف ألبي

أصبحنا نشاهد في الآونة الأخيرة كثرة المدربين سواءً مع الأندية أو المنتخبات الذين يعتمدون بشكل كبير على التيكي تاكا وهي الطريقة التي تعتمد على الاستحواذ والتمريرات القصيرة والكثيرة. وربما أفضل من طبق ذلك في الآونة الأخيرة المنتخب الإسباني الذي نجح من خلال تلك الخطة في تحقيق لقبي كأس أوروبا عامي 2008 و2012 ولقب كأس العالم في 2010، ونادي برشلونة الذي أمتعنا وحقق كل ما يمكن تحقيقه مع مدربه الأسطوري بيب غوارديولا، كل ذلك النجاح يعود بالمقام الأول بجودة اللاعبين القادرين على تطبيق التيكي تاكا بكل حذافيرها، فعلى سبيل المثال كان الماتدور يملك لاعبين على أعلى طراز مثل تشافي هيرنانديز، انيستا، تشابي ألونسو، بوسكيتس، بويول، راموس، فابريغاس، بيدرو، دافيد سيلفا، دافيد فيا وغيرهم من اللاعبين وفي برشلونة بالإضافة إلى اللاعبين الإسبان الذين ذكرناهم سلفاً كان هناك الساحر ميسي، ألفيس، وإيتو، ولكن ما إن ينتهي هذا الجيل لا بد أن ينتهي معه التيكي تاكا لأنه من الصعب جداً أن يأتي لاعبون بنفس جودة تلك اللاعبين، والدليل شاهدنا المنتخب الإسباني وبرشلونة في تراجع بعد اعتزال وارتفاع معدل أعمار اللاعبين، ولكن لا بد من البحث عن خطط بديلة مع مرور الوقت وخصوصاً بعد انتقال بعض اللاعبين لأندية أخرى أو تقدمهم في العمر أو اعتزالهم.

إن التيكي تاكا ليس كل شيء في كرة القدم بل هي جزء من كرة، فهناك طريقة الهجمات المرتدة السريعة وهناك طريقة الوصول إلى مرمى الخصم بأقل عدد من التمريرات وبأسرع وقت، وهناك أسلوب الضغط على حامل الكرة عند فقدانها واللعب على الجناحين والظهيرين وغيرها من الأساليب الكثيرة، فلذلك ما فائدة أن تلعب 40 أو 50 تمريرة وفي النهاية تفقد الكرة؟ وما فائدة الاستحواذ دون تحقيق الفوز؟ لذلك فهناك الكثير من الجزئيات والتفاصيل في تكتيك كرة القدم، فكل مباراة لها ظروفها وطريقة لعب يعتمد على حسب الفريق المنافس. وأيضاً أحياناً ظروف المباراة تستدعي تغيير خطة اللعب كلياً أثناء المباراة، والأهم في نهاية المطاف النتيجة وليس أي شيء آخر. هناك مدربون ولاعبون، من الممكن إيقاف التيكي تاكا، والأمثلة كثيرة وخصوصاً في مسابقة دوري أبطال أوروبا، فعلى سبيل المثال تمكن إنتر ميلان مع مدربه مورينيو من إيقاف برشلونة غوارديولا عندما هزمه في عام 2010 رغم الاستحواذ الكبير من لاعبي العملاق الكتالوني، كما تمكن رجال سيميوني من التغلب على برشلونة أيضاً في مناسبتين، حيث طبق لاعبو أتلتيكو الضغط العالي على الخصم وعدم ترك المساحات، وهو ما جعل الكتلوني عاجزاً عن فعل أي شيء، كما تفوق ريال مدريد على بايرن ميونيخ بخمسة أهدف مقابل لا شيء في مجموع المباراتين ذهاباً وإياباً موسم 2014 رغم تفوق البايرن على الاستحواذ بنسبة فاقت الـ65% ولكن دون جدوى.



سلبيات كثيرة لمن يعتمد بشكل كبير على التيكي تاكا، مثل قتل الهجمة بكثرة التمريرات بحيث إن الفريق المنافس يجد الوقت الكافي لرجوع لاعبيه إلى منطقتهم وإغلاق المساحات، علاوة على أن الفريق المنافس يستطيع أن يلعب بالهجوم المرتد السريع إن كان يملك مهاجمين يتميزون بالسرعة والمهارة، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة أفقدتنا لأمور كثيرة في عالم كرة القدم فأصبحا لا نشاهد مهاجمين صريحين كالسابق يستغلون أنصاف الهجمة على غرار الظاهرة رونالدو، هنري، مايكل أوين، كريسبو، أنزاغي وغيرهم من اللاعبين، كما أصبحنا نفتقد التسديدات والأهداف من خارج منطقة الجزاء رغم وجود لاعبين يملكون قدماً قوية إلا أن هذه التيكي تاكا أضاعت بتلك المهام، بالإضافة إلا قلة العرضيات والأهداف عن طريق الرأس. ففي الوقت الحالي قلة من اللاعبين الذين يجيدون تسجيل الأهداف عن طريق الرأس مثل رونالدو، مولر، إبراهيموفيتش، راموس. أما في السابق كنا نشاهد كماً وافراً من اللاعبين الذين يمتازون بتلك القيمة مثل الان شيرار، بيرهوف، كريستيان فييري، كلويفيرت، تشيفشينكو، أدريانو وغيرهم من اللاعبين.