قال نائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، إن القراءة باتت اليوم أحد الأسلحة الواجب على أمتنا -أفراداً ومجتمعات على حد سواء- التحصن بها من شرور المخاطر المحدقة عقائدياً وفكرياً وسياسياً.

وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء إلى أن "اقرأ" أول ما تنزَّل على نبينا الكريم من وحي رباني، وذلك يؤكد ما توصف به هذه القيمة الإنسانية الفريدة من كونها سراً من أسرار الوجود، ومفتاحاً لأبواب إعمار الحياة وسبر أغوارها، داعياً في الوقت نفسه إلى جعل القراءة منهاج حياة وعادة حميدة محببة إلى النفوس، يُنشَّأ عليها الصغار منذ نعومة أظفارهم لتمدهم بالزاد العلمي والمعرفي الذي يغني عقولهم ويثري تجاربهم في الكبر.

وكان الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة قد تفضل فشمل برعايته الكريمة صباح اليوم (الخميس – 14 سبتمبر 2017) افتتاح مهرجان الأيام الثقافي الرابع والعشرين للكتاب الذي تنظمه مؤسسة الأيام للصحافة والنشر حتى 23 الجاري بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات.


وقال الشيخ خالد بن عبدالله، خلال حفل الافتتاح الذي حضره رئيس مجلس الشورى، علي بن صالح الصالح، وعدد من الوزراء، وسفراء الدول الشقيقة والصديقة، وكبار المسؤولين والمدعوين، والفعاليات الفكرية والأدبية والثقافية: "إن إحياء المعارض المتخصصة في نشر المعارف بشتى أنواعها في ظل ما يهدد القراءة ووعاءها -ممثلاً في الكتاب- من عزوف وقلة إقبال، ما هو إلا مبادرة تستوجب تشجيعها ودعمها عاماً بعد عام حتى نؤمِّن لأجيالنا القادمة إرثاً راسخاً ومستنيراً، فضلاً عن أنها مناسبة جيدة لنستذكر أثر الفكر القويم في تحقيق النهضة والرقي لأمتنا قبل مئات السنين".

وحثَّ الشيخ خالد بن عبدالله دور النشر والطباعة على أن تسخِّر التطور التقني الهائل الذي نشهده في وقتنا الحاضر في خدمة الكتاب وبث روح الوعي القرائي، وألا تدع المجال مرتعاً خصباً لمفرزات التكنولوجيا وما تنتجه من مغريات ووسائل ترفيه تلقى رواجاً وقبولاً أكبر، وبخاصة عند فئة الشباب.

وأضاف نائب رئيس مجلس الوزراء: "يتحقق الهدف الأسمى من القراءة بالفهم، فقراءة بلا فهم لا يمكن اعتبارها إلا مضيعة للوقت والجهد، كما يتحقق الهدف من القراءة باختيار أجود المؤلفات التي تسهم في صقل شخصية القارئ وجعله فرداً صالحاً ومنتجاً في مجتمعه ووطنه".

وحيَّا الشيخ خالد بن عبدالله مؤسسة الأيام للصحافة والنشر التي أخذت على عاتقها منذ 24 عاماً على التوالي إقامة وتنظيم هذه التظاهرة الثقافية في المملكة التي كانت ولاتزال بفضل رؤية قيادتها الحكيمة والحكومة الموقرة توفر مناخاً خصباً للعلم وأهله في شتى الميادين، الأمر الذي ساهم في أن يتبوأ هذا التجمع الأدبي والفكري مكانة مرموقة يشار إليها بالبنان على صعيد المنطقة.

كما لفت نائب رئيس مجلس الوزراء إلى أن زيادة الإقبال الجماهيري على هذا المهرجان في كل عام تؤكد ما جبل عليه أهل البحرين منذ القدم من نهم وتعطش للقراءة وحب للاطلاع، فضلاً عن السمعة التي اكتسبها هذا المعرض الذي تمكن بفضلها من استقطاب ضيوفه من مختلف أقطار الوطن العربي.

ويشارك في مهرجان الأيام الثقافي للكتاب 235 دار نشر محلية وأخرى عربية من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، ولبنان، ومصر، وسوريا، والجزائر، وتونس، وفلسطين، والعراق، والأردن، والمغرب، إلى جانب دور نشر أجنبية قادمة من ألمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، وكندا.

ويطرح المهرجان أكثر من 65 ألف عنوان طرحتها دور النشر خلال السنة الماضية، وعالجت من خلالها مختلف القضايا والموضوعات. كما سيشتمل المعرض على مؤلفات تعنى بأدب الطفل، وتلك الموجهة للناشئة والمراهقين، بالإضافة للكتب التراثية والفقهية والشرعية والعلمية، وما إلى ذلك من موضوعات أخرى متنوعة.

من جانبه، أعرب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأيام للصحافة والنشر، نجيب الحمر، عن بالغ شكره وعظيم تقديره، للرعاية الكريمة التي تفضل بها نائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، والمتمثلة في افتتاح الدورة الرابعة والعشرين من "مهرجان الأيام الثقافي للكتاب"، مؤكداً أن هذا الدعم "دلالة على المكانة الكبيرة التي يكنها نائب رئيس مجلس الوزراء للكتاب، بوصفه فضاءً معرفياً، يشرع الأبواب نحو خلق مجتمع لصيق بالمعرفة، ويفتح آفاق الارتقاء والتطور الحضاري".

وأضاف الحمر: "إن رعاية الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، لهذا الحدث الثقافي السنوي، الذي يعد واحداً من أكبر الأحداث الثقافية التي تشهدها المملكة، تعكس اهتمامه الثقافي والمعرفي الذي يتجلى بصورة أمثل في دعم هذه القطاعات وتشجيعها، وتعزيز حضورها على الساحة الثقافية في المملكة".

ولفت الحمر إلى الريادة التي تحظى بها المملكة على المستوى الثقافي والفكري والحضاري في الوطن العربي، مؤكداً "إن هذه الريادة، التي تجلت بخلق أسماء بحرينية كبيرة على مستوى الأدب والفكر والفنون، إنما هي نتاج من نتاجات هذه العناية التي يوليها القيادة الحكيمة والحكومة الموقرة بالثقافة والمعرفة، وبضرورة إيلائها العناية والاهتمام، لتكون رافداً ثقافياً متواصلاً بتواصل الأجيال، وليكون اسم المملكة علماً بين البلدان كمركز ثقافي له إسهاماته وإضافاته المعرفية والفكرية والحضارية والأدبية".