عواصم - (وكالات): تصاعدت حدة الضغوط الدولية الخميس على بورما مع تدهور الوضع الانساني لنحو 389 الفا من اقلية الروهينغا فروا الى بنغلادش فيما لم تستبعد الامم المتحدة "السيناريو الاسوأ".

وقال وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني بوريس جونسون في لندن "علينا ان ندعم" رئيسة الوزراء اونغ سان سو تشي "في قيادتها، ولكن علينا ان نقول بوضوح شديد للعسكريين" ان "هذا الامر مرفوض".

وأضاف "ينبغي وقف هذا العنف. ينبغي وقف هذا الاضطهاد. كثيرون يصفون الوضع بانه تطهير عرقي".



بدوره، قال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر "ما يحصل في بورما هو كارثة صادمة (...) ما دامت محاولة جديدة للقضاء على اثنيات بكاملها".

وفي قرار اتخذه في جلسة عامة في ستراسبورغ، أعرب البرلمان الاوروبي الخميس عن "قلقه البالغ لخطورة انتهاكات حقوق الانسان وحجمها المتزايد، بما في ذلك الاغتيالات والمواجهات العنيفة، وتدمير الممتلكات المدنية وتهجير مئات آلاف المدنيين" في بورما.

ودعا جونسون الزعيمة البورمية الى استخدام "سلطتها المعنوية" للدفاع عن قضية الروهينغا.

وقال "لا احد يريد العودة الى نظام عسكري في بورما، لا احد يريد عودة الجنرالات. لكن من الضروري ان تقول "سو تشي" بوضوح ان هؤلاء الناس يستطيعون العودة الى بورما (...) وان انتهاكات حقوق الانسان والمجازر بحق المئات بل الالاف ستتوقف".

وارتفعت اعداد الروهينغا الذين عبروا إلى بنغلادش هربا من العنف في بورما خلال الساعات الـ24 الماضية، حسبما أعلنت الأمم المتحدة الخميس، في حين اتخذت السلطات البنغلادشية اجراءات قضائية بحق مواطنين دينوا باستغلال اللاجئين بطلب نحو مئة دولار مقابل نقلهم بقوارب عبر الحدود في رحلة تكلف عادة 50 سنتا.

وقال المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، جوزيف تريبورا، إن عدد الروهينغا الذي عبروا إلى بنغلادش منذ 25 اغسطس الماضي بلغ 389 ألفا بحلول الخميس.

ونبه محمد عبدي محمود مدير العمليات والازمات في المنظمة الدولية للهجرة الخميس الى ان على المجتمع الدولي ان يستعد لاحتمال "السيناريو الاسوأ" في أزمة اللاجئين الروهينغا والذي يتمثل في لجوء كامل الاقلية المضطهدة من بورما الى بنغلادش.

وسار العديد من أفراد الأقلية عبر التلال والأدغال لأيام قبل الوصول إلى الحدود مع بنغلادش حيث واجهوا استغلالا من نوع آخر بفرض أسعار مبالغ فيها لكرسي على متن قارب يقطع نهر ناف الفاصل بين البلدين.

وقال مسؤولون الخميس إن قضاة بنغلادشيون يديرون محاكم متنقلة في بلدة كوكس بازار الحدودية والمناطق المجاورة باشروا إصدار أحكام قضائية يبلغ أقصاها 6 اشهر سجنا بحق اصحاب قوارب وقرويين.

وقال المسؤول الحكومي في بلدة تكناف، زاهد حسين صديق، "تمكنا حتى الآن من ادانة نحو 150 شخصا".

وأفادت مصادر بأن مشغلي القوارب يطلبون من اللاجئين قرابة مئة دولار لرحلة مدتها بين 10 إلى 30 دقيقة تبلغ كلفتها في الأحوال العادية أقل من 50 سنتا.

وادى تدفق الروهينغا الى ارهاق بنغلادش التي تعمل جاهدة لمساعدة اللاجئين الجائعين والمنهكين الذين يشكل الأطفال 60 % منهم.

وأثارت الأزمة التي بدأت مع عملية للجيش البورمي حملة قمع في 25 اغسطس الماضي مخاوف دولية حيث كسر مجلس الأمن الدولي الاربعاء أخيرا صمته الذي استمر لأسابيع داعيا إلى انهاء العنف.

واعتبر الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن الحملة العسكرية التي تشنها السلطات البورمية ردا على اعتداءات نفذها مسلحون من الروهينغا ترقى إلى تطهير عرقي.

وأعربت الدول الـ15 في المجلس عن قلقها ازاء العمليات الأمنية في راخين ودعت إلى اتخاذ "خطوات فورية" لوقف العنف في بورما.

ويعاني أفراد الروهينغا البالغ تعدادهم 1.1 مليون شخص منذ سنوات من التمييز في بورما، حيث حرموا من الجنسية رغم اقامتهم منذ اجيال في البلاد.

وكان المتحدث باسم سو تشي أكد أن الزعيمة البورمية لن تحضر اجتماع قادة العالم السنوي في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، والذي يتوقع ان يسلط الأضواء على معاناة الروهينغا.

ولكنه أشار إلى أن مستشارة الدولة الحائزة على جائزة نوبل للسلام لنضالها الطويل في مجال حقوق الإنسان وتواجه انتقادات حادة لتقاعسها في حل الأزمة، ستلقي خطابا الأسبوع المقبل عن السلام والمصالحة في بورما.

وفي رسالة موجّهة إلى مجلس الأمن الدولي، دعا 12 من الحائزين على نوبل للسلام الأمم المتحدة إلى "التدخل فورا وباستخدام جميع الوسائل المتاحة" لإنهاء "الجرائم ضد الإنسانية" في راخين.

من جهتهم، نفى مسلحو الروهينغا الذين أثارت هجماتهم الحملة الشهر الماضي أن تكون لديهم أي ارتباطات بالمجموعات الإرهابية العالمية، بعد أيام على دعوة وجهها تنظيم القاعدة الى المسلمين لنصرتهم.

وتصر حركة "جيش انقاذ روهينغا أراكان" على أنها تحاول الدفاع عن الأقلية من حملة الاضطهاد التي عانت منها طويلا.