مع حلول انعقاد الدور الرابع من الفصل التشريعي الرابع سيكون أمام النواب مجموعة كبيرة وحساسة ومهمة من مشاريع قوانين ربما تحدد هوية المرحلة القادمة على مختلف الأصعدة، فكل ما هو على طاولة النواب في هذا الدور سيكون بالغ الأهمية، ولهذا نتمنى ألا ينحرف النواب أو ينشغلوا عن الملفات الساخنة بغيرها من القضايا التافهة أو الهامشية، فانحراف بوصلة العمل النيابي في الانعقاد الأخير لا يمكن تعويضه بأي حال من الأحوال.

إن من أبرز ما يمكن للنواب أن يناقشوه في هذا الدور -إذا لم يكونوا ملتفتين إلى ذلك- مشاريع واقتراحات تتعلق «بالسحب من احتياطي الأجيال القادمة، وحماية البيانات الشخصية، وإخضاع النقابيين للكشف عن الذمة المالية، وتحديد فترة زمنية لشغل الأجانب الوظائف الحكومية حال تعذر وجود بحرينيين لشغل هذه الوظائف، ومخالفة مصوري الحوادث المرورية، والبيئة، والإعلانات، وتخصيص 50% من السواحل للجمهور، وتحديد سن الأحداث بـ18 عاماً».

هذه أهم وليست كل المشاريع والقوانين التي تنتظر النواب على طاولتهم قبل رفع مطرقة رئيس المجلس ببدء الجلسة الأولى من الدور الرابع، فهناك المزيد من الملفات المهمة أيضاً يجب على النواب رفع وتيرة مناقشتها وإقرارها إضافة إلى أن هناك بعضاً مقترحات قوانين ينتظر ردها المجلس من الجهات المعنية، وبهذا ستكون المأمورية في غاية الصعوبة والحساسية أمام الإخوة النواب لضيق الوقت وبطء الأداء عند الكثير منهم ناهيك عن انشغال بعضهم بطرح قضايا هامشية ليست في أجواء قوانين المقترحات هذه وليست في وارد هموم المواطنين أصلاً.

ما يحتاجه الكثير من النواب هو التركيز على أهم القضايا وترتيب أولوياتهم في الطرح وتناول أبرزها في فترة هي الأخيرة لهم في المجلس، ولهذا نتمنى أن يكون العمل خالصاً لوجه الله ثم الوطن دون الدخول في سجالات وقضايا تافهة تعدّ أقرب للمزايدات الوطنية والدعايات الانتخابية منها لعمل نيابي رصين، فما نتمناه من بعض الإخوة النواب أن -يتركوا عنهم- حركات الضجيج والصراخ والمظاهر وافتعال الأزمات واستبدال كل ذلك بعمل جاد ومحكم يصب في مصلحة المواطنين لا في مصلحتهم الشخصية، فالوطن أكبر من نائب لا يعلم ما هي القضايا التي تنتظره في هذا الدور ليقوم بالبحث عن الأضواء في زحمة العمل النيابي ليؤكد لنا بأنه سيكون النائب السوبر للمرحلة القادمة بينما كان -أخونا- نائماً على كرسيه بعيداً عن الإخلاص في العمل وعن هموم الناس ومستقبل الوطن، فكل ما يهم هذا ومن هم على شاكلته أن يدرسوا السبل النجيعة التي تجعلهم يُرشِّحون أنفسهم للانتخابات القادمة مهما كانت نظرات الناس سوداوية حيالهم، هذا كل ما يهمهم. هؤلاء بالذات «لحد» ينتخبهم.