بدأت بوادر تحركات بعض الإخوة النواب والبلديين من الآن والتي تبدو جلية فيما يتعلق برغبتهم الجامحة الترشح لانتخابات 2018 النيابية منها والبلدية كذلك. لكم أن تتخيلوا مقدار «الصفاقة» عند بعض هؤلاء الكسالى من النواب والبلديين حين يمضون قدماً لتحقيق رغبتهم غير الصادقة للانتخابات القادمة بينما لم ينجزوا 1% من وعودهم التي رسموها كأحلام في أجندتهم الدعائية وليس على أرض الواقع. بعض النواب والكثير من البلديين لم يتجاوزوا حدود الوعود غير الصادقة في الفترة الماضية ليقدموا أنفسهم كمشاريع للمجلسين النيابي والبلدي وهم أنفسهم الذين يغلقون مجالسهم وهواتفهم في وجوه المواطنين، وهم أنفسهم الذين لم يصرِّحوا حتى هذه اللحظة بأي تصريح للإعلام المحلي ولم يشاركوا في طرح مقترح بقانون واحد أو برغبة داخل المجلس، وعلى الرغم من هذه الغيبوبة الجريئة يصرُّون على أن يترشحوا للانتخابات القادمة دون خجل أو حياء!

ليست هذه المشكلة، بل الطامة الكبرى هو أن هؤلاء لو قاموا بترشيح أنفسهم مرة أخرى فإنهم سوف يفوزون من جديد، لأن كثيراً من الناس وبكل بساطة دائماً ما يفكرون بعواطفهم الساذجة وبعضهم يتأثر بالدعايات الانتخابية لذات المترشح الذي فشل في النجاح طيلة الأعوام الأربع الماضية، وهذا يدل على أن الطريق مازال طويلاً جداً أمام بعض شرائح المجتمع في أن يختاروا مرشحهم بدقة وعناية وموضوعية بعيداً عن التأثير العاطفي من طرف بعض المترشحين عليهم.

كما أن بعض من فشل في الوصول لقلوب وعقول المواطنين من النواب والبلديين عبر غيابهم التام عن الساحة التشريعية والخدماتية وعن هموم الشارع البحريني يكون لزاماً في المقابل ألا يفشل الناس في اختيار الأنسب من الكفاءات التي سوف تترشح لانتخابات 2018 لأن «المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين»، لكن أن ينجح كل من النائب «الخامل» والبلدي «الراقد» مرة أخرى في الانتخابات القادمة فإن هنالك خللاً ما يجب تصحيحه داخل المجتمع، بل يجب من الآن أن يتصدى الناس لكل المحاولات التي يقوم بها كل نائب فشل في أداء مهمته التشريعية ليقدم نفسه مرة أخرى كرجل للمرحلة، وعليهم عدم الوثوق بأي مترشح للمجلس البلدي وهو ذاته الإنسان الذي لم يقم بالرد على مكالمات أهالي دائرته لا في وقت الشدة ولا حتى في أوقات الرخاء، بل ما يجب أن يقوموا به الناس هو شطب هؤلاء من قائمة المترشحين من الناحية العملية وعدم اختيارهم مرة أخرى، وإلا إذا لم يتعلموا من تجاربهم السابقة فقاموا باختيار من «يتحلطمون» عليه هذا اليوم فإنهم أقرب إلى السذاجة منهم إلى الذكاء الاجتماعي وربما يكون أقرب توصيف يمكن أن نطلقه على بعض الناس وبعض المترشحين حين يكرروا ذات الهفوات المجنونة.