مريم بوجيري

أكد وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة بن أحمد آل خليفة، أن قطاع النفط يواجه الكثير من التحديات نظراً لانخفاض أسعار الخام عالمياً، كما أن قطاع الأسمدة الكيماوية في تطور وتوسع مستمر لكنه يواجه الكثير من التحديات منها قلة العرض في السوق.

وأضاف، خلال افتتاح المؤتمر الثامن للأسمدة للاتحاد الخليجي الذي تستضيفه البحرين لأول مرة خلال الفترة 26 إلى 28 سبتمبر 2017 تحت شعار "البدايات الجديدة: عودة إلى النماء"، أن التكنولوجيا ستساهم في تطور القطاع.



وأوضح أنه لا بد من الاطلاع على الاتجاهات الجديدة للإنتاج تحديداً تلك المتعلقة بقطاع الأغذية، حيث إن الغذاء أصبح مؤثراً على صحة الإنسان في الفترة الماضية لذلك لا بد من مواكبة تلك التطورات البحرين تنتج أسمدة اليوريا والأمونيا والأهم التحديات فالمستقبل لهذه الصناعة وكيف تتغير مع التغيرات الإقليمية والعالمية والأسواق التي يتوجه نحوها.

وأشار الوزير في كلمته الافتتاحية إلى الدور الفاعل للأسمدة في المحافظة على الأمن الغذائي وبالخصوص في ظل الارتفاع الرهيب في أعداد سكان العالم الذي يتوقع زيادته بما يتراوح من 6.5 مليار إلى 9.6 مليار شخص بحلول العام 2050.

وتابع: "النمو الهائل في عدد السكان والحاجة الملحة إلى تسريع عملية إنتاج الغذاء فرصة كبرى لمنتجي الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي، التي تعتبر مركزاً عالمياً مهماً لصناعة الأسمدة الكيماوية، وبالنظر إلى واقع هذا السوق الذي يصدر أكثر من 90% من إنتاجه الكلي من الأسمدة النيتروجينية (الأمونيا واليوريا) إلى الشرق الأقصى، للمساهمة في الجهود العالمية الرامية إلى التصدي لتحديات الأمن الغذائي، من خلال توفير إمكانية الاستخدام الفعال للموارد".

وشدد الوزير في كلمته، على ضرورة الشراكة الاستراتيجية الحقيقية والتعاون الوطيد للتغلب على التحديات التي تواجه هذه الصناعة الحيوية التي تتمثل في التغير المناخي، والنزاعات، والهجرة، وذلك من أجل مواصلة طريق التنمية المستدامة.

وأكّد على ضرورة تبني دول الخليج و الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رؤية الأمم المتحدة للمرتكزات الخمسة التي تقوم عليها وهي "الأفراد" و"الكوكب" و"الازدهار" و"الشراكات" وأخيراً "السلام" باعتبارها الإطار الذي ينبغي العمل من خلاله في تحقيق الاستدامة، منوهاً بمراعاة تحسين المحاصيل وإدارة المياه والصحة العامة للتربة من خلال الاستخدام المتوازن والفعّال للأسمدة لزيادة الإنتاج الزراعي.

وقدّم الوزير التجربة البحرينية في هذا الصدد التي تتمثل في اعتماد شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات المبادئ الخمسة، الأمر الذي تمكّنت من خلاله تحقيق العديد من الجوائز العالمية التي جاءت في نتيجة الاستفادة من دعم الشركاء الاستراتيجيين العمالقة مثل الشركة السعودية للصناعات الأساسية وشركة صناعة الكيماويات البترولية الكويتية والشركة القابضة للنفط والغاز في مملكة البحرين.

وأضاف: "هناك فرص واعدة يشهدها السوق الخليجي فضلاً عن تقلب أسعار النفط، وبطء النمو الاقتصادي"، معبراً عن ثقته بإمكانيات المنطقة وقدرة صناعة الأسمدّة على تحسين وخلق نظم غذائية فعّالة، من خلال التعاون الذي يعود بالنفع مباشرة على تحسين القطاع الزراعي المحلي والمساهمة بشكل إيجابي في الناتج المحلي الإجمالي لتلك المنطقة.

وأشاد بالجهود المبذولة من قبل الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات بالتعاون مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز في الإعداد والتنظيم وإخراج هذه النسخة بالصورة المشرفة التي تتناسب مع السمعة الطيبة التي تحظى بها مملكة البحرين في صناعة المؤتمرات والمعارض النفطية المتخصصة.

فيما ركز رئيس شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات "جيبك" د.عبدالرحمن جواهري في الجلسة الافتتاحية، على التطور الكبير الذي تشهده هذه الصناعة في منطقة الخليج.

واعتبر أن المؤتمر يعد منصة أساسية لتبادل المعرفة وتعزيز التواصل بين الشركاء الاستراتيجيين الإقليميين والعالميين وأصحاب العلاقة، حيث يتيح للمشاركين الاستفادة من الرؤى المتعمّقة للرؤساء التنفيذيين في شركات البتروكيماويات الرائدة عالمياً.

وقال: إن "قطاع البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي يعتبر من أكبر القطاعات الإنتاجية غير النفطية، ويحتل المرتبة الثانية في الاقتصاديات الخليجية، كما أن قطاع الصناعات البتروكيماوية يشكل أحد أهم الأنشطة الصناعية التحويلية، ومورداً أساسياً للصناعات البتروكيماوية في العالم". ونوّه جواهري بالأدوار المهمة التي تلعبها شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات نظراً إلى النمو الكبير الذي يشهده قطاع الأسمدة في منطقة الخليج حيث يعتبر قطاعاً ذا صفة تصديرية والذي شهد في الفترة الأخيرة معدلات نمو عالية

وعلى هامش المؤتمر أكد جواهري للصحافيين، أن قطاع الصناعات البتروكيماوية يعد من أهم القطاعات المنتجة في البتروكيماويات بدول مجلس التعاون الخليجي.

وقال: "هناك تحديات كبيره في هذه الصناعة نظراً لتقلبات أسعار النفط والغاز عالمياً لكني متفائل بأن الصناعة الخليجية ترسخت على أسس صارمة وبناء اقتصادي مدروس مع البنية التحتية كعامل ساهم في تنافس المنشآت في الخليج وتحديداً البحرين بسبب موقعها الاقتصادي الذي سمح لها بتصدير منتجات الشركة إلى أوروبا وأمريكا".

ولفت جواهري إلى أن الشركة بدأت بالتصدير لأفريقيا كسوق واعد وجديد وأن استهلاك الأسمدة الكيماوية فيها يساوي 10% في العالم مما يتيح المجال لاستخدام الأسمدة بشكل متوسع أكبر نظراً للكثافة السكانية العالية في القارة الأفريقية لتصدير المنتجات الخليجية إضافة إلى سوقي الهند والصين التي تعتبر من أكبر الأسواق".

وأشار جواهري إلى أن أهم التحديات التي واجهها القطاع تضمنت في كيفية التغلب على ظهور الغاز الصخري في الولايات المتحدة الأمريكيه إضافةً إلى المنافسة مع الصين التي بدأت تصدر الأسمدة الكيماوية نظراً لتوسعهم في مجال الصناعة.

وأضاف: "يعتبر مصنع شركة الخليج للبتروكيماويات من أفضل المصانع عالمياً من ناحية الإنتاجية والسلامة والعمالة البحرينية التي تشكل 95% كما أن الشركة تتأقلم وتتماشى مع التقلبات العالمية حيث واستطاعت خلق استراتيجية بعيدة المدى بأخذ خطوات مسبقه بدراسة مستقبلية للمتغيرات العالمية"، معتبراً أن "قطاع البتروكيماويات من أنبل القطاعات حيث إن 60% من الغذاء العالمي مبني على استخدام الأسمدة الكيماوية".

وأكد على تعاون "جيبك" مع برامج الأمم المتحدة للغذاء العالمي لضمان توفير الغذاء الملائم لسكان العالم حيث تسعى لتحويل التحديات إلى فرص ومنها التسويق في القارة الأفريقية، إذ وصلت الصادرات إليها ما نسبته 10% من منتجات "جيبك"، إضافة إلى جنوب أمريكا التي قد تستثمر فيها الشركة بسبب كثافتها السكانية وتوفر الأراضي الزراعية.

وأكد جواهري على أهمية الاستثمار في الطاقات الشبابية من خلال دعوة 45 طالباً جامعياً للمؤتمر على نفقة "جيبك" لتوعيتهم حول أهمية هذا القطاع للنهوض به مستقبلاً.

وحول التوسع في عمل "جيبك"، أشار إلى وجود خطط مدروسة من قبل مجلس إدارة الشركة لفرص توسعة الشركة داخل وخارج البحرين، كما أن هناك خططاً لزيادة الإنتاج بنسبة تقارب 15% من المنشآت الحالية من خلال التوسع في منشآت جديدة.

وأضاف جواهري أن "أسعار الطن متقلبة عالمياً حيث شهد عام 2016 أصعب فترة بالنسبة لقطاع الأسمدة الكيماوية منذ 30 عاماً، لكن تم التغلب على هذا التحدي حيث تحسنت الأسعار في النصف الثاني من 2017 وأتوقع أن يستمر حتى 2018".

وقال: "ارتفع السعر بنسبة 30% عن 2016 ويعتبر تحسناً كبيراً، حيث وصل سعر طن اليوريا إلى أكثر من 300 دولار، كما أن الإنتاج الكلي لهذا العام من مادة اليوريا يعادل 700 ألف طن، والأمونيا 750 ألف طن، والميثانول 420 طن".

وأكد جواهري، أن "الإنتاج الكلي المخطط له لعام 2017 يعادل 1.6 مليون من المنتجات الـ3 والشركة تجاوزت مرحلة متقدمة نحو تحقيق الهدف حسب الخطة المرصودة".