كتاب «لا تستسلم خلاصة تجاربي»، لمؤلفه جمال سند السويدي، مدير عام مركز الدراسات الاستراتيجية، بدولة الإمارات العربية المتحدة يزيد عن 700 صفحة، وهو كتاب سهل القراءة ولهذا إذ أعبر عن التحية للمؤلف فإنني أستذكر تحية ثانية واجبة هي لأساتذتي الذين علموني القراءة وخاصة فن القراءة السريعة، ولذا سهرت لليلتين لقراءة الكتاب وفقاً لهذا الفن العظيم في مثل هذه التحديات.

ولن نستعرض مضمون الكتاب، لأن هذا تضيق به صفحات مقال أو حتى مقالين، لأنه يجب أن يكون المقال مختصراً وفقاً لسياسة الصحيفة. ولذلك نعرض مجموعة من الملاحظات ذات الصلة كالآتي:

* الملاحظة الأولى: تتعلق ببيان الهدف:

1- نقل خلاصة التجربة لمن يجد نفسه في مأزق أو أمام تحديات خطيرة في العمل أو الحياة أو العلاقات الإنسانية والمجتمعية والأخطر تحدي مرض السرطان اللعين.

2- الاعتراف بفضل من ساعدوا المؤلف جمال سند السويدي في التحديات التي واجهته وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة أبوظبي، طيب الله ثراه، ثم نجله سمو الشيخ محمد بن زايد الذي دعم بكل قوة جمال السويدي في مرضه، كما دعمه في التحديات التي واجهته من قبل جماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا يسيطرون على جامعة الإمارات ووزارة التعليم ورفضوا الموافقة على حصوله على منحة دراسية للماجستير أو الدكتوراه، رغم أنه خريج جامعة الكويت، وحاصل على بكالوريوس بدرجة امتياز في العلوم السياسية، وابتعثوا أفراداً أقل كفاءة منه، لأنهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين.

3- الاعتراف بفضل زوجته وأسرته الذين لم ييأسوا من مرضه وعدم قيامه بواجباته كرب أسرة بسبب المرض ودعمه نفسياً مما ساعده على التغلب على المرض وعزز تحدياته له.

4- والدته التي أمطرته بالدعوات التي استجاب لها الله سبحانه وتعالى وعندما توفيت رحمها الله افتقد طاقة كبيرة من الحنان.

5- الأهم هو الاعتراف بفضل الله سبحانه وتعالى وما منحه من قوة إيمان وصلابة وإصرار وعزم.

* الملاحظة الثانية: التخلي عن أية عادات أو أعمال ضارة ولا تتناسب مع ظروف المرض وهذا ساعده على التغلب على السرطان ودعم إرادته على مقاومة هذا التحدي وفي مقدمة ذلك، التخلي عن التدخين، عندما تزوج وأنجب نجله خالد والثالثة عندما حصل على الدكتوراه بالإضافة لأصحاب الفضل عليه السابق ذكرهم.

* الملاحظة الثالثة: أصالة الكاتب جمال السويدي في اعترافاته بأنه ينتمي لأسرة متواضعة ولم يولد وفي فمه ملعقة من فضة أو ذهب وأنه رغم كل التحديات حقق أكثر مما حققه كثيرون ربما ينتمون لعائلات غنية ولم يتعرضوا للمرض اللعين مثله.

* الملاحظة الرابعة: اعتماده على المنهج العلمي، حيث يفترض في البحث العلمي بيان المزايا والعيوب وليس النفاق بإظهار المزايا وتجاهل العيوب، كما يعتمد على الأرقام والإحصاءات وليس على الكلام الإنشائي والأحكام المطلقة بدون توثيق، وأخيراً يفترض المنهج العلمي التفكير الإبداعي وأحياناً ما يسمى بالتفكير خارج الصندوق، للوصول إلى حلول للمشاكل والتحديات غير التقليدية أو غير المألوفة، كما يحتاج البحث العلمي إلى الصبر والتأني ووضوح الرؤية الاستراتيجية والهدف القريب والبعيد.

* الملاحظة الخامسة: إن الكتاب يضم بين دفتيه عدة أمور:

الأمر الأول: هو الإهداء للوطن ثم المقدمة، والأمر الثاني: المقدمة والفصول الخمسة وتتناول النشأة، والطريق إلى المستقبل، والحياة المهنية، ومعركة السرطان، والسفر والجوائز والتكريمات، والأمر الثالث: الخاتمة ثم ما يقرب من مائتي صفحة من الصور التي تلخص حياة الباحث وتاريخه وأخيراً السيرة الذاتية.

* الملاحظة السادسة: إن حفل تدشين الكتاب تولاه باقتدار وكفاءة عالية مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» الذي يتولى رئاسة مجلس إدارته الشيخ الدكتور عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية للتعاون الدولي.

* الملاحظة السابعة: إن حفل تدشين الكتاب «لا تستسلم» حضره لفيف من كبار الشخصيات والمثقفين والإعلاميين من مملكة البحرين ومن دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي مقدمة الحضور معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية، وسعادة السيد نبيل الحمر مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام، وسعادة رئيس مجلس أمناء مركز «دراسات» الشيخ الدكتور عبدالله بن أحمد آل خليفة، والدكتور عبدالله الرئيسي مدير عام الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو زميل عمر وصديق للدكتور جمال السويدي، والدكتور عبدالله المدني الأكاديمي والمفكر البحريني، الذي قدم قراءة في الكتاب، وعدد من السفراء العرب والباحثين في مركز «دراسات»، وعدد من أعضاء وزارة خارجية مملكة البحرين وأساتذة الجامعات ورؤساء جامعات عدة في مقدمتهم رئيس جامعة البحرين، ولا يمكنني إحصاء الحضور، ولكن هؤلاء كانوا أهم الشخصيات. وللحديث بقية.