سمية البلوشي:

العطاء قيمة عالية يتحلى بها كثير من الناس ويتميز بها جيل عن آخر وليس لها ارتباط بالمادة. عندما أتكلم عن العطاء أشعر بالسعادة لأنني من تلك الشريحة التي تتحلى بصفة العطاء دون مقابل. مع العلم أن صفة العطاء مرتبطة ارتباطاً شديداً بالشعور بالرضا والسعادة.

عندما يقدم كل منا على إنجاز أي عمل مكلف بها فإنه حتماً سيقوم بإنجازه خصوصاً إذا تعلق الأمر بمهام وظيفية أو اجتماعية أو غيرها. ولكن عندما تكون الحاجة لتقديم مهام قد تكون في غير اختصاصه ولكن بوسعه إنجازها أفضل من غيره فإننا حتماً سنجد هذا الإنسان المعطاء والذي سيسعى جاهداً لتقديم أفضل ما لديه بحيث يصل إلى نتائج مبهرة.



هل يا ترى أنت أخي/ أختي ممن يقدم على مثل هذا العمل؟ هل أنت من الناس المحسوبين على فئة المعطائين؟ قد يجيبني البعض بنعم وآخرون بلا. وإن من يجيبني بنعم ومنهم الكثير قد يقول "شنو حصلنا عقب هذا العطاء؟" أجيبه باختصار، قال تعالى: "ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره". إن السعادة الداخلية التي حققها هؤلاء المعطاؤون على الرغم من التعب والمشقة واستغلال أوقات راحتهم لا تقدر بثمن.

في ذات يوم كنت أتحاور مع أحد شباب هذا الجيل فاجأني بسؤال "لماذا تقومين بإنجاز هذه المهمة وتلك مع العلم أنك في منصب أعلى وبإمكانك أن تكلفي من هو أقل منك لإنجازه؟ تذكرت عندها قصة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما بدأ ببناء أول مسجد في الإسلام فكان يحمل الحجر ويعمل كما يعمل الصحابة رضوان الله عليهم" فقلت له: اسمع يا بني، العطاء لا يكون إلا من خلال العمل بجد وإخلاص وتضحية. هل تعلم أنني سعيدة بكل ما أقدمة وما أنجزه وأنسى التعب عندما أرى كل ما أنجزه بالصورة التي أحببتها أن تكون عليه.

ختاماً؛ فلنتذكر جميعنا لحظات العطاء، فمنها عطاؤنا لأوطاننا ولديننا ولأهلنا ولأنفسنا، ونستشعر لحظات جميلة وسعيده من حياتنا.

ختاماً؛ لا تقف عند حد معين واجعل من عطائك بلا حدود.