حذيفة إبراهيم

قال رئيس الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ميروسلاف لايتشاك إن العالم محبط من مجلس الأمن نظراً لعدم وجود اتفاق على عدة قضايا، فحينها يتهمون الأمم المتحدة بعدم المساعدة أو الاستجابة لمختلف الأحداث في العالم، موضحاً أن مجلس الأمن يحيل عدة قضايا إلى الجمعية العمومية، حيث هناك أكثر من 190 دولة مقابل 15 فقط في مجلس الأمن.

وأشار خلال محاضرة في المعهد الدولي للسلام للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعنوان "دور الجمعية العامة للأمم المتحدة في خدمة الشعوب"، الأربعاء بمقر المعهد، إلى أنه يحق للبحرين الفخر بما تمتلكه من دعم للتنمية المستدامة، والإصلاحات السياسية والتنموية والاجتماعية.


وشدد على أن البحرين نموذجاً يتحذى به للتعاون مع الأمم المتحدة، والترويج لأفكارها وتطلعاتها، والعمل بها، مشيداً بالرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030، والتي تعمل على الإنسان كأولوية قصوى في التنمية.

وقال في رده على سؤال "الوطن" حول عمل منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة في مناطق النزاع، وفعاليتها، إن الأمم المتحدة عادة ما تكون أول من يساعد في مناطق النزاع، وتقدم الخدمات الإنسانية للجميع، إلا أنه يجب دائما التأكد من أن طريقة العمل تؤتي ثمارها، من خلال أخد الآراء وانطباعات السكان المحليين، والعاملين في الميدان.

وتابع "لا يمكننا القول أن طريقة عملنا مثالية، ولكن جميعنا نحتاج للتأكد من أن طريقة العمل مفيدة، مشاكل الميزانية دائماً ما تواجهنا، وستقر الجمعية باجتماعها الخمسين، الموازنة للعامين المقبلين للأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها".

من جانبه، قال وكيل وزارة الخارجية رئيس مجلس أمناء "دراسات" الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن البحرين تدعم جهود الأمين العام ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في عمليتي إصلاح الجمعية ومجلس الأمن، فضلاً عن مراجعة استراتيجية مكافحة الإرهاب، وضمان أن يسهم عمل الجمعية في إنشاء أمم متحدة قوية وشاملة وشفافة، وتتلائم مع هدفها البالف الأهمية، مؤكداً ضرورة أن تكون عملية إصلاح الأمم المتحدة نابعة من جميع الدول الأعضاء.

وشدد على الدور الكبير الذي تلعبه منظمات الأمم المتحدة في البحرين لدعم عملية التنمية، وهو الأمر الذي تقدره المملكة بشكل كبير، ومن بينها توقيع إطار الشراكة الاستراتيجي في أكتوبر الماضي، بعد اجتماعات تقنية طويلة خلال العامين الماضيين، حيث يعزز هذا الإطار فرص التعاون بين الحكومة ومنظمات الأمم المتحدة، ويعكس الالتزام المتبادل بالأولويات الإنمائية في البحرين والمنطقة.

من جانبه، قال لايتشاك إن الأمم المتحدة تنفق أكثر من 8 مليارات دولار سنوياً لحفظ السلام في العالم، وهو رقم كبير، إلا أن المزيد من الأموال يجب أن تنفق لحفظ السلام العالمي.

وأشار إلى أن وجود أكثر من 65 مليون لاجئ في العالم، والمزيد يتجهون للهجرة واللجوء، وهي مشكلة عالمية تواجه الجميع.

وبيّن أن أبرز التحديات التي تواجه منظمة الزمم المتحدة في خطتها للتنمية المستدامة هي "الميزانية" حيث تحتاج إلى ما لا يقل عن 3 ترليونات دولار سنوياً لتصل لتنفيذ خطتها للتنمية المستدامة، وهو ما يعادل 4% من إجمالي الناتج العالمي، إلا أنها حتى الآن بعيدة تماماً عن ذلك الرقم.

وأشار إلى أنه ومنذ توليه منصبه في مايو الماضي، لديه عدة أولويات يسعى للعمل بها من بينها تغيير ظروف المعيشة للشعوب، وزيادة حقوق الإنسان والتنمية في الدول، وهي أمور تختلف الحاجة بها من منطفة لأخرى، ولكن من الضروري تنمية ذلك القطاع.

وقال إن الحفاظ على السلام العالمي، ومحاربة الإرهاب على رأس الأولويات لديه وفي أروقة الجمعية العمومية، والأمم المتحدة هي أمل العديد من الشعوب، ولكن يجب أن تعرف هذه املنظمة كيفية إحلال السلام في العالم، وأن تكون هي التي تعطي المصداقية في كل الأمور، وتضع الحلول لكل التحديات.

وتابع "يجب أن نبني ثقافة وبيئة مختلفة، فبدلاً من أن لا يجد الناس سبيلاً إلا العنف، يجب أن يكون لديهم سبل وطرق أخرى، سواء التنمية أو التفكير في المستقبل وغيرها، كما يجب استغلال كافة إمكانيات الأمم المتحدة، والإعلام للوصول إلى ذلك الهدف".

وأشار إلى أن الهجرة هي ثاني أهم الأولويات في الأمم المتحدة، حيث لا توجد أي إحصائيات أو معلومات دقيقة، إلا أنه يجب التعامل معها على أنها أمر واقع، وسيبقى لأعوام.

وأضاف "نعمل على بحوث ووثائق حول الهجرة، ونأمل أن تنتهي مع نهاية الدورة الحالية للجمعية العمومية، فهو أمر حساس للغاية".

وأكد أن التحدي الثالث هو استمرارية التنمية المستدامة، حيث قدمت أكثر من 40 دولة خططها الفعلية للتنمية المستدامة، وهناك 40 دولة أخرى ستقدم تلك الخطط، ولكن لا يوجد التمويل الكافي، مشيراً إلى ضرورة التعاون مع الحكومات والمنظمات والقطاع الخاص للوصول إلى الهدف”.

وشدد لايتشاك على أن "المياه" مشكلة حقيقية في العالم، وأمر مهم للحفاظ على السلام في مختلف المناطق، كما أنه من أهم الأولويات في التنمية.

وبين أن الأولوية الرابعة تكمن في إعادة هيكلة الأمم المتحدة وطريقة عملها، لتكون أكثر واقعية وفعالية في القرن المقبل، حيث قدم الأمين العام 3 خطط للعمل، وهي تناقش الآن في أروقة الأمم المتحدة، معرباً عن أمله في أن تناقش هذه الخطط في بيئة مفتوحة، وتقدم كل دولة مرئياتها، لتعكس الأمم المتحدة الشعوب بشكل أفضل.

وشدد على أن الأمم المتحدة لديها "الكثير في جعبتها" ولكن يجب أن يكون هناك تمويل كافي، لهذه البرامج لتطبق على أرض الواقع، حيث نقص التمويل يعني الفشل التام.

وأكد أن السبب الرئيس للحروب في العالم هو وجود "سياسيين غير مسؤولين" ولا يهتمون للسلام، ولذا فقد العديد أرواحهم، مشدداً على ضرورة "الحديث مع بعضنا، بدلاً من الحديث عن بعضنا البعض”".

وبين أن الكوارث الطبيعية المتعلقة بالتغيير المناخي وتصرفات الإنسان تجاه الطبيعة، أحد أسباب الهجرة الكبيرة في العالم.

وقال إن المناقشات حول ميزانية الأمم المتحدة للعامين المقبلين في منتصف الطريق حالياً، معرباً عن أمله في الحصول على ميزانية جيدة.