* ينطلق في كتاباته المغلفة بخبرات السنين ويتابعه أكثر من نصف مليون شخص

* مواقفه واضحة لا تخرج عن حدود اللياقة السياسية وتترفع عن الصغائر

* من أكثر المناصرين لوحدة دول مجلس التعاون الخليجي



* يضع السعودية بمكانة خاصة ولا يخفي إعجابه بدورها الرائد في المنطقة

الإمارات – صبري محمود

تترقب وسائل الإعلام العربية والعالمية تغريدات وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة، د. أنور قرقاش، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بشغف كبير.

اكتشف قرقاش مبكراً سحر كتابة تغريدات سريعة وإطلاقها في فضاء التواصل الاجتماعي فقال في تغريدة مبكرة: "تويتر يعزّز يومياً تأثيره كأداة إعلامية مهمة، ويضم في ثناياه الغثّ والسمين، ويثبت أن وسائل التواصل الاجتماعي ستستمر في لعب دور أكبر وأكبر".

وانطلق في كتاباته المغلفة بخبرات السنين حتي صار متابعوه 548 ألف شخص، وأصبحت تغريداته موضع متابعة من جميع الوسائل الإعلامية، تتابعه بحرص كبير، وتنقل تغريداته، وتترجم ما يقول، بعدما لمست أسلوبه السهل الممتنع في تقديم النصح، وعرض موقف بلاده وسياساتها الخارجية، خاصة وأنه عندما يغرد تختفي "الغربان" ويصمت الصغار.

ولد أنور قرقاش بدبي في 28 مارس 1959، وتخرج بدرجتي البكالوريوس والماجستير بتخصص العلوم السياسية من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة في الأعوام 1981 و1984 ثم حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة كامبريدج، بالمملكة المتحدة عام 1990. تم تعيينه في عام 2006 وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات.

وشغل إضافة إلى منصبه الوزاري العديد من المناصب منها، رئيس اللجنة الدائمة لمتابعة ورصد المستجدات المؤثرة على سمعة الدولة، ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر، ورئيس مجلس أمناء كلية دبي للإدارة الحكومية، كما شغل سابقاً عدة مناصب من أهمها، رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات، وعضو مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للإعلام.

المقاطعة العربية لقطر

أحدثت تغريدات قرقاش حول المقاطعة العربية لقطر جدلاً واسعاً، فعندما يكتب "دعوات الشقيق المرتبك المتكررة للحوار غير المشروط محاولات جوفاء لتجاوز خطاياه في حق جيرانه والمنطقة، أساس الحوار سجله الأسود وإطاره المطالب 13"، يظهر حزماً واضحاً وفهماً عميقاً لما يدور في أروقة القصر الحاكم في الدوحة.

ولذلك يكتب جازماً: "مع اقتراب موعد القمة الخليجية القادمة العقل والحكمة والمنطق أن تراجع الدوحة سجلها لتنهي أزمتها، الكرة في ملعبها وهي تدرك المطلوب منها".

ويعتبر قرقاش من أكثر المناصرين لوحدة دول مجلس التعاون الخليجي، ويظهر حرصه على وحدة دول الخليج، وقوة الوحدة وتأثيرها على المحيط الإقليمي والعربي.

ولا يملك القارئ المنصف إلا أن يحترم قرقاش خاصة أنه استشرف الأزمة مع الدوحة منذ وقت طويل، ورغم أنه يعبر عن موقف الإمارات بوضوح من السياسة القطرية الخارجية، لكنه في الوقت نفسه - ومنذ اليوم الأول للمقاطعة - واصل حث قطر على العودة إلى البيت الخليجي، ومقاطعة الحزبيين وأصحاب الأجندات الذين يدفعون الدوحة للمزيد من القطيعة مع أشقائها الخليجيين، فكانت مواقفه واضحة لا تخرج عن حدود اللياقة السياسية وتترفع عن الصغائر. فكتب ناصحاً "إنه من الضروري الانتباه لعمل المرتزقة والحزبيين في إذكاء نار الفتنة على دولتي الإمارات وقطر".. وموضحاً أن "أولئك لهم أجندة ليست في صالح آل نهيان أو آل ثاني أو أي بيوت حاكمة في ‫‏الخليج". وإنه "كما لا نرضى في رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لا نرضى في التطاول على الشيخ ‫حمد - بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر السابق- والشيخ ‫‏تميم - بن حمد أمير دولة ‫‏قطر- ، وآن الأوان أن ننتهي من هذا "الخلاف" الذي لا يليق بنا".

كما قال "وقد قاربت ساعة الحقيقة، ندعو الشقيق لأن يختار محيطه، وأن يختار الصدق والشفافية في التعامل، وأن يدرك أن صخب الإعلام وبطولات الآيديولوجيا وهم زائل".

السعودية في مكانة خاصة

يضع الوزير الإماراتي المملكة العربية السعودية في مكانة خاصة، ولا يخفي إعجابه الشديد بدورها الرائد في المنطقة فيقول: "خطاب الأمير محمد بن سلمان بعقلانيته وتطلعه إلى المستقبل يحير التطرف والمتطرفين، توجه يضع المملكة في موقعها القيادي، المنطقة اليوم أكثر تفاؤلاً".

ويؤكد "نفخر ونحن نرى السعودية حاملة لواء العرب بجدارة وقدرة، خطاب الرياض العصري وجذورها الصلبة معادلة قلما تتوفر للدول، ندعو للمملكة بالنجاح والريادة".

ويظهر إعجابه الشديد بسياستها الخارجية فيقول: "تحدث الأخ عادل الجبير في مؤتمر تشاتهام هاوس بلندن اليوم عن مقاربات السعودية حول المنطقة والعالم، منطق وعقل وإقناع يعكس سياسة الرياض وتوجهاتها".

يؤمن الوزير الإماراتي، بصراحة، بأنه لا استقرار في المنطقة من دون السعودية، فيراها "عمود الخيمة". وفي هذا الصدد قال "في محيط إقليمي مضطرب، لا بديل عن وحدة الصف الخليجي. والسعودية عمود الخيمة، فلا استقرار دونها، ولا موقع عربياً أو دولياً إلا معها، مشاعر وحقائق".

وأضاف "في الاستقطاب الإقليمي الحالي، نقف مع الأخ والصديق والجار السعودي لأن مصيرنا مرتبط، وتوجهنا واحد، قوة البيت الخليجي في قوة السعودية، وفي وحدتنا"..، ثم قال "تدرك الإمارات طبيعة الأخطار المحيطة والجاثمة، وهي لذلك صريحة أمينة في طرحها، واللحظة الحالية أولويتها الالتفاف الخليجي مع الرياض ودورها".