جاء انعقاد المؤتمر الثامن عشر في مرحلة حاسمة من تاريخ التطور العالمي السياسي والاقتصادي والعسكري وقاد الصين في هذه الفترة الدقيقة الزعيم الأسطوري الثالث شي جينبينغ الذي تولي منصب أمين عام الحزب في نوفمبر 2012 ثم رئاسة الدولة في مارس 2013 لمدة خمس سنوات وتم التجديد له في أكتوبر2017 في المؤتمر التاسع عشر للحزب لفترة ثانية لتولي أمانة الحزب وفي مارس 2018 سيتم التجديد له لرئاسة الدولة.

تبلورت فلسفة شي جينبينغ في قيادة الصين في عدة توجهات بالغة الأهمية وهو ما يحدث نقلة نوعية كبيرة في الدولة والحزب والجيش وأبرز تلك التوجهات ما يلي هي:

* الاولى، وجود رؤية استراتيجية للصين في عهد شي جينبينج يطلق عليها الحلم الصيني وبدأت منذ عام 2012 وخلاصتها العمل لتحويل الصين إلى قوة حضارية ودولة عظمي عالمية.

* الثانية، العقيدة القتالية للجيش الشعبي الصيني، وقد أكد شي جينبينغ في كلمته في افتتاح المؤتمر التاسع عشر للحزب، ضرورة أن يصبح الجيش قوة عسكرية ضخمة تستطيع استعادة الأراضي الصينية للدولة الأم والدفاع عن سيادة الصين في مواجهة التحديات والمستجدات علي الساحتين الاقليمية والدولية، وتساهم في حفظ الأمن الدولي ومن هنا التركيز علي التحديث العلمي للجيش وتزويده بالتكنولوجيا الحديثة عالية المستوى، وكذلك زيادة ميزانية الجيش الصيني بما يقرب من 50 % عما كانت عليه قبل تولي الرئيس شي جينبنج السلطة، فوصلت إلي 146 مليار دولار عام 2016، وستزيد بنسبة 7 % في عام 2017، لتصل الى 151 مليون دولار. هذا فضلاً عن الاهتمام بالتدريب الحديث ويساهم أكثر من 2900 جندي صيني ضمن قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام كما ساهمت تلك القوات أيضا في حماية أكثر من 1900 سفينة تجارية صينية وعالمية ضد القرصنة.

الثالثة: إعادة الاهتمام بالصين الحضارية وقادتها القدامي والمعاصرين وقد بدأ ذلك فعلا بثلاث شخصيات ذات مكانة في التاريخ الصيني، الشخصية الأولى، هي كونفوشيوس الذي تم إنشاء مؤسسة باسمه، وأنشأت الصين مراكز تحمل اسمه لتعليم اللغة الصينية في العديد من دول العالم. والشخصية الثانية هي القائد البحري المسلم وهو «جانج خا»، وقاد أكبر أسطول ليس في الصين فحسب بل على المستوي العالمي في أوائل القرن الخامس عشر «1405»، في المحيط الهندي وبحر العرب وجزء من البحر الأحمر وكان ذلك في عهد أسرة منج الصينية. وامتاز هذا البحار بأنه صيني مسلم وكانت من أهداف رحلاته العديدة هي التجارة وبالطبع يتلازم معها الثقافة وهذا يؤكد على دور المسلمين الصينيين وحبهم لوطنهم ودورهم في النظام السياسي الصيني خاصة في العصور الوسطي. وقد تم إنشاء مؤسسة باسمه وهي مؤسسة لا تزال في بداية النشأة والنشاط وفي إطار القطاع الخاص ولم تتبناها الحكومة رسمياً ولم تصل بعد لمستوى مؤسسة كونفوشيوس. وللحديث بقية.