كل يوم يمر تؤكد لنا قطر أننا لم نظلمها، أفضل ما أفرزه قرار المقاطعة أنه أجبر حمد بن خليفة على العلنية في سياسة قطر السرية، وأجبر التحالف الرباعي تميم على التخلي عن تقيته والخروج للسطح بعد كشف الرباعي ألاعيب أبيه ورئيس وزرائه، وفي هذه الحالة انتفت قدرة تميم على جمع النقيضين وانتفت قدرته على اللعب على الحبلين كأبيه.

المقاطعة دفعت تميم ليمارس علناً ما كان يفعله أبوه في الظلام وسراً وتحت اللحاف، الفعل الذي كان يمارسه حمد بن خليفة مستوراً عن شعوب الخليج مختبئاً وراء مشاهد حب الخشوم والابتسامات بين والده وبين قادة دول الخليج، اضطر تميم أن يمارسه علانية أمام الشعوب الخليجية... لا جديد في السياسة القطرية إنما أصبحت علنية بعد أن كانت سرية.

المشروع السري الذي تبناه حمد بن خليفة لإسقاط أنظمة دول الخليج يتبناه اليوم تميم بن حمد مرغماً وعلناً.

يتحالف تميم مع كل شيطان رجيم يعمل على إسقاط الأنظمة الخليجية اليوم ( الإخوان، إيران، الجماعات الإرهابية.. شيعة، سنة، مسلمين، يهود).. إلخ لا يهم.. المهم هو جمع الراغبين في سقوط الأنظمة الخليجية تحت المظلة القطرية، والمال يجمع النقيض بالنقيض هو المشروع المعلن الآن في قطر في عهد تميم بعد أن كان سرياً في عهد حمد، وسارت عليه قطر منذ 1996 إلى اليوم، طوال العشرين عاماً الماضية كانت قطر تمول كل من يرغب في سقوط دولنا سراً، واليوم لم يتغير شيء سوى أن تميم يمولهم علانية.

منحت السرية لحمد بن خليفة هامشاً للكذب والمناورة لكن العلنية قيدت تميم فاحتار في تبرير تناقضاته.

تميم يتحالف اليوم مع إيران ويستعين بمليشياتها الإرهابية وبقواها الناعمة في الإعلام ويعتبرها دولة شريفة علانية، وهو يعلم أنها زودت الحوثيين بصاروخ سقط في الرياض، فتبدو إدانته لسقوط الصاروخ على الرياض مضحكة ومتناقضة هامش المناورة ضيق هنا بعد اعتبار إيران شريفة.

في حال أبيه فإنه كان يمول الجماعات الإرهابية في البحرين سراً ويكلف وزير ديوانه للاتصال بالإرهابيين سراً ويعرض عليهم كل أنواع الدعم سراً، فكان يملك هامشاً للمناورة حين يصرح مواسياً أسر ضحايا التفجير في سترة!!

تميم يتحالف مع الحوثيين اليوم ويسخر لهم قناة الجزيرة ويتبنى موقفهم فيصفق لكل صاروخ يطلقونه على السعودية ويعده في قناته انتصاراً فلا يبدو مقنعاً وهو يدين الإرهاب الحوثي.

إنما حمد بن خليفة تمكن من إظهار مشاعر الحزن وهو يواسي الجندي القطري المصاب في اليمن، حتى بعد أن خان جنوده رفاق دربهم وإخوانهم في الخندق في اليمن وتسببوا بموت العشرات من الجنود الإماراتيين والبحرينيين.

يتحالف تميم مع حزب الله فاتحاً لهم جزيرتهم عوناً لإرهابهم وتضليلهم رغم اعتبار حزب الله منظمة إرهابية، وكذلك فعل حمد بن خليفة عام 2008 وعام 2010 حين حل حمد بن خليفة ضيفاً على جنوب لبنان ورفع حزب الله له لافتات شكراً قطر.

ويتحالف تميم مع إسرائيل اليوم كما فعل حمد بن خليفة الذي فتح لها مكاتب وعقد معها اتفاقيات الغاز منذ التسعينات ثم تحالف مع حماس ووقف ضد التطبيع!!. تميم يتحالف مع كل إرهابي يعيث في أرضنا فساداً وكذلك فعل حمد بن خليفة، يتحالف مع الأضداد وكذلك فعل أبوه، إنما لأبيه كانت هناك فرصة للمناورة والكذب، وانعدمت هذه الفرصة مع تميم... هو اليوم في حيرة كيف سيلعب على الحبلين كما فعل أبوه وكل الأمور أصبحت علنية؟

لم تفعل خيراً بابنك يا حمد، غدرت بأبيك وخلعته وانقلبت عليه، ثم قتلت ابنك سياسياً وقضيت على مستقبله حين أجبرته على تبني سياسة التناقض دون غطاء سري.