* انهيار منظومة التعليم بفعل الحرب

* 70 ألف معلم خارج الخدمة منذ اندلاع الثورة

* شهادة بـ30 دولاراً تمنحك درجة الدكتوراه!



* طلاب محرمون من التعليم بسبب الفقر

* الجامعات لا تعترف بشهادات المؤسسات العلمية التابعة للمعارضة و"داعش"

* معسكرات أشبال الخلافة.. دورات عسكرية وعقائدية ينظمها "داعش" للطلاب

* مدارس للتعليم باللغة الكردية في الشمال السوري

دمشق - رامي الخطيب

تدخل الحرب السورية عامها السابع، بينما لم تبقِ ولم تذر ولم يسلم منها أي منحى من مناحي الحياة، فكان للتعليم نصيبه من الانهيار الذي أصاب الدولة السورية.

لا يقف الأمر عند تدمير آلاف المدارس وخروجها جزئياً أو كلياً من الخدمة، بل امتد إلى المعلمين، والكادر التدريسي الذي استنزف، فقد كشفت وزارة التربية في حكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد عن خروج 70 ألف معلم من الخدمة لأسباب متباينة، منهم من التحق بقوات المعارضة ومنهم من غيبته السجون ومنهم من آثر الهجرة، وغيرهم من طلب لخدمة الاحتياط في جيش النظام ففر أو قاتل معه ومنهم من قضى نحبه.

فوضى الامتحانات

لم تعد الامتحانات كما كانت من حيث الانضباط والرقابة فقد أصبح الغش ظاهرة متفشية خاصة أن الكثير من المتقدمين للامتحانات من عناصر الجيش والقوات الأمنية أو من أبنائهم وهؤلاء يكون لهم استثناء في القانون وقد يصطحبون معهم السلاح لإرهاب المراقب وتكون النتيجة في النهاية وصول من لا يستحق إلى مقاعد الجامعة التي تعاني أيضاً من الترهل والفوضى وهكذا حتى يتخرج جاهلون بالعلوم لا يتقنون من اختصاصاتهم إلا اليسير.

ووصلت الأمور في بعض المحافظات إلى أن تستعين وزارة التربية بالجيش لضبط الامتحانات كما حدث في حماة وتمت مداهمة القاعات وكأنها معركة مما أثار سخط الناس ودب الهلع في قلوب الطلاب.

التزوير مأساة أخرى

تنتشر الشهادات العلمية المزورة خاصة في الأماكن المحررة فهي تتفوق على أماكن النظام في هذا المضمار ويتهافت الفاشلون تعليمياً على تزوير شهادات جامعية تمكنهم من التوظيف في منظمات دولية برواتب مغرية فيصل من لا يستحق ويستبعد الجدير بها.

ووصل الأمر إلى افتتاح محلات لتزوير الشهادات الجامعية والثانوية وهي تعمل بشكل علني دون رقيب أو حسيب، وبـ30 دولاراً تقريباً يتقاضاها المزور، يمكنك أن تصبح مهندساً أو معلماً أو أستاذاً جامعياً، يحمل شهادة دكتوراه فينتقل الشخص من خريج ابتدائية إلى خريج جامعة، وتكتمل المأساة عندما يبحث عن عمل بهذه الشهادة المزيفة وينثر جهله فوق رؤوس من يظنونه متعلماً.

في الوقت ذاته، تفاقمت ظاهرة هروب وتسرب الطلاب من المدارس، بسبب كلفة تجهيز الطالب الواحد للعام الدراسي حيث تستنزف نصف راتب الموظف المستنزف أصلاً بأعباء أخرى، الأمر الذي يجبر أولياء الأمور على إخراج أبنائهم من المدارس لمساعدتهم في العمل والإنفاق أو الاكتفاء بحصول الطالب على شهادة المرحلة الابتدائية فقط، فيما يجبر الفقر بعض الأهالي على العزوف عن تعليم أبنائهم.

مدارس المعارضة

انتشرت مدارس للحكومة السورية المؤقتة المعارضة للنظام في الأماكن التي تسيطر عليها الفصائل الثورية، لكنها تعاني من أزمة قانونية تتمثل في عدم اعتراف جامعات العالم بشهاداتها باستثناء تركيا، والتي لا تقبلها جميعاً إضافة إلى وجود بعض الجامعات والمعاهد التي تعاني أيضاً من إشكال قانوني.

أما التعليم بالنسبة لتنظيم الدولة "داعش"، فقد قام التنظيم في البداية بالتدخل في التعليم فألغى بعض المواد كالفلسفة والموسيقى والقومية ثم تدخل فغير المناهج كاملة، ووضع منهجه الخاص، وافتتح جامعة خاصة به في عاصمته الرقة، وعندما يحصل الطالب على شهادته تكون ممهورة بختم "الدولة الإسلامية"، لكنها بطبيعة الحال غير معترف بها، وفي تلك الحالة، يكون أولياء الأمور في المناطق التي يسيطر عليها "داعش" أمام عدة خيارات، إما إخراج أبنائهم من المدارس، أو إرسالهم إلى مدارس تابعة لمناطق المعارضة، أو حتى أماكن النظام ليحظوا بتعليم أفضل نسبياً، أو حتى مناطق تقع تحت سيطرة الأكراد أو إرسالهم إلى خارج سوريا، لأن المسألة لا تتوقف عند الاعتراف القانوني بالشهادة التي يصدرها التنظيم بل تمتد إلى الخوف من سيطرة التنظيم على عقول الطلاب تحت مسمى "الدورات الشرعية"، وزرع بذور التطرف في عقولهم اليافعة.

معسكرات "أشبال الخلافة"

معسكرات أشبال الخلافة هي دورات عسكرية وعقائدية ينظمها تنظيم "داعش" لطلاب المدارس لإعدادهم كمقاتلين في المستقبل ضد أعدائه، وقد تتعرض تلك المعسكرات للقصف، الأمر الذي يدفع أولياء الأمور إلى إخراج أبنائهم من تلك المعسكرات خوفاً على حياتهم. وفيما يتعلق بتعليم الأكراد، خاصة في الشمال، فقد افتتحت مدارس تعليم باللغة الكردية وهو ما لم يكن مسموحاً قبل الثورة إضافة إلى المدارس النظامية التي تعلم باللغة العربية، وأولياء الأمور مخيرون في اختيار المدارس لأبنائهم في هذه المناطق.