أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، أن جائزة سموها لتمكين المرأة البحرينية التي أنشئت بأمر ملكي في العام 2004 باتت إحدى الأدوات الأساسية التي يعمل من خلالها المجلس الأعلى للمرأة على ترجمة الرؤية الثاقبة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، بخصوص المرأة إلى برامج وممارسات أصبحت في صميم عمل مؤسسات القطاعين العام والخاص بمملكة البحرين، وتعزيز توجهها نحو تبني منهجيات إدماج احتياجات المرأة في التنمية وتكافؤ الفرص حيث، وهو ما انعكس إيجابياً على رفع مساهمة المرأة في مسيرة التنمية والازدهار الوطني المنشود.

وخلال رعاية سموها حفل الإعلان عن نتائج الدورة الخامسة من "جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتمكين المرأة" في مقر المجلس الأعلى للمرأة الأربعاء، أعربت سموها عن ارتياحها للنتائج والمخرجات التي حققتها الجائزة على مختلف الأصعدة.

وأكدت سموها أن هذه الجائزة تمكنت خلال دوراتها الخمس المتتالية من تكريس معايير نوعية كفيلة بتعزيز حضور المرأة في مؤسسات القطاعين العام والخاص، خاصة بعد أن لمست المؤسسات المشاركة في الجائزة مدى الفائدة التي تجنيها جراء تطبيق تلك المعايير، وانعكاس ذلك إيجابياً على الأداء والإنتاجية والمرأة ذاتها والمجتمع ككل.



وأشادت صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، بالجهود الطيبة التي بذلتها لجنة الجائزة واللجنة الاستشارية الدولية للجائزة وما أسهمت به من اقتراحات وممارسات وتطبيقات أسهمت في تجويد مخرجات هذه الجائزة والوصول بها إلى الغايات المنشودة.

وفي الإطار ذاته، أشادت سموها بالاهتمام الكبير الذي باتت تحظى به جائزة سموها لتمكين المرأة من قبل جهات القطاعين العام والخاص، معربة عن تهنئتها للجهات الفائزة بجائزة سموها لتمكين المرأة البحرينية في دورتها الخامسة وهي وزارة الصحة ووزارة الشباب والرياضة ومجلس التنمية الاقتصادية من القطاع العام، وبنك البحرين والكويت وشركة مطار البحرين وشركة نفط البحرين "بابكو" من القطاع الخاص.

عقب ذلك، تفضلت صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة بجولة في المعرض المصاحب لفعالية الإعلان عن نتائج الدورة الخامسة لجائزة سموها لتمكين المرأة، مطلعة سموها على جانب من الممارسات المتميزة في تمكين المرأة المطبقة في عدد من مؤسسات القطاعين العام والخاص.

وكانت الأمين العام للمجلس هالة الأنصاري، ألقت كلمة خلال حفل الإعلان عن نتائج الدورة الخامسة من "جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتمكين المرأة"، أكدت خلالها أن التوجيهات الدقيقة والإشراف المباشر من قبل صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة على كافة تفاصيل الجائزة وجوانب تطويرها منذ انطلاقتها الأولى وحتى اليوم، جعل من هذه المبادرة الوطنية قصة نجاح وصل صيتها، وبكل فخر، للمجتمع الدولي، الذي لم يتردد بدوره بتبني مفرداتها كنموذج متميز في مجال تحقيق التوازن بين الجنسين وإدماج احتياجات المرأة في المسار التنموي.

وأشارت إلى أن هذه الجائزة هي الأولى من نوعها في مجال اختصاصها وطبيعة أهدافها، ليس فقط من منطلق كونها منصة تشجيع واحتفاء بالإنجازات، بل لكونها آلية علمية تهدف إلى تحقيق أثر واقعي على صعيد رفع مستويات تنافسية المرأة البحرينية كقوة إنتاج وبناء، من خلال نشرها لثقافة تكافؤ الفرص، وتشجيعها لتبني منهجيات تستديم التقدم المتوازن للمرأة البحرينية في سوق العمل وبما يرفع مساهمتها في الاقتصاد الوطني.

وأكدت الأنصاري، أن لجنة الجائزة وتفعيلاً لأهدافها واستناداً لنتائج تقييم المراحل السابقة حرصت على تطوير معايير وإجراءات التقدم لها، وتنويع آليات الترويج واستقطاب المشاركات دون الإخلال بالموضوعية والدقة، مع مراعاة أن تتسق مخرجات الجائزة مع متطلبات الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية، والنموذج الوطني لإدماج احتياجات المرأة في التنمية.

وأشارت الأنصاري خلال الكلمة، إلى ارتفاع نسبة مشاركة المرأة البحرينية في القطاع العام، حيث ارتفعت نسبة العاملات في القطاع من 47% في عام 2012 إلى 49% في عام 2016، وزادت نسبة المرأة في المناصب التنفيذية في ذات الفترة من 32% إلى 39%، أما في القطاع الخاص بلغت نسبة العاملات 33% في عام 2016 بينما زادت نسبة تقلد المرأة للمناصب الإدارية والإشرافية من 31% في عام 2012 إلى 33% في العام 2016.

وذكرت أنه على صعيد الممارسات النوعية الإيجابية، رصدت لجنة الجائزة توجه وقيام عدد من الجهات بتنفيذ برامج تدريبية وتأهيلية خاصة تدعم وصول المرأة للمناصب القيادية، وإتاحة عدد من الوظائف النوعية التي لم تكن متاحة أمام المرأة في فترات سابقة على سبيل المثال في المجالات الهندسية والعسكرية.

كما قام عدد من المؤسسات بمراجعة أنظمة عملها ولوائحها الإدارية لتكون مراعية لاحتياجات المرأة والرجل على حد سواء لتمكينهما من التوفيق بين التزامات العمل وواجباتهما الأسرية.

وقالت الأنصاري، إنه من بين النتائج الإيجابية التي تم رصدها على صعيد استثمار المؤسسات الفائزة في دورات سابقة، لمضمون الجائزة وانعكاس ذلك على برامج ترقي وتدريب المرأة العاملة في تلك المؤسسات.

ممارسات إيجابية

ومن الممارسات الإيجابية التي رصدها المجلس الأعلى للمرأة في عدد من الجهات الفائزة بجائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة لتمكين المرأة البحرينية، إدماج ومراعاة احتياجات المرأة والأسرة في تصميم مبنى المطار الجديد حيث تعمل شركة مطار البحرين على فتح مسار سريع للأمهات، وتخصيص زاوية للأطفال وزاوية لعربات الأطفال، وفي شركة نفط البحرين "بابكو" جرى السماح للمرأة البحرينية غير المتزوجة من الاستفادة من برنامج تملك المنازل التابع للشركة.

أما في وزارة الصحة، جرى فتح المجال للمرأة التي تعاني من ظروف أسرية خاصة للاستفادة من الخدمات الصحية القريبة من موقع عملها أو إقامتها المؤقتة، وجرى أيضاً السماح للأم المقيمة بالمستشفى من رعاية طفلها الرضيع طيلة فترة تواجدها مع توفير مستلزمات الرعاية اللازمة والمحافظة على سلامة وصحة الطفل. وفي مجلس التنمية الاقتصادية جرى منح إجازة أبوة لمدة 3 أيام للأب بدل يوم واحد بحسب النظام المعمول به في أغلب مؤسسات الدولة.