دمشق - رامي الخطيب

شكلت قوى المعارضة السورية المجتمعة في الرياض الجمعة هيئة تفاوضية موحدة تضم للمرة الأولى كافة أطيافها على أن تسمي هذه الهيئة أعضاء الوفد الذي سيفاوض ممثلي النظام في جنيف بدءا من الثلاثاء المقبل 28 نوفمبر.

وكان المبعوث الأممي لسوريا ستافان دي ميستورا أعلن مؤخرا أن الجولة الثامنة من الحوار السوري في جنيف ستبدأ 28 نوفمبر الجاري، في حين تخطط موسكو لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري قريبا دون تحديد موعد رسمي له حتى الآن.



وولدت الهيئة العليا للمفاوضات بعد 3 أيام من المباحثات المكثفة في العاصمة السعودية بمشاركة نحو 140 شخصية يمثلون قوى المعارضة الرئيسة وعلى رأسها الائتلاف الوطني لقوى الثورة، ومنصة موسكو القريبة من روسيا، ومنصة القاهرة التي تضم مستقلين.

وشاركت قوى المعارضة السورية بثلاثة وفود في جولات المفاوضات السابقة في جنيف، إلا أنها ستشارك موحدة في الجولة المقبلة في 28 نوفمبر.

وبحسب بيان صادر عن قوى المعارضة في الرياض مساء الجمعة، فإن الهيئة العليا للمفاوضات تتكون من 36 عضوا، هم 8 من الائتلاف، و4 من منصة القاهرة، و4 من منصة موسكو، و8 مستقلين، و7 من الفصائل، و5 من هيئة التنسيق.

ويترأس الهيئة العليا نصر الحريري عضو الائتلاف. وستقوم الهيئة بتسمية أعضاء الوفد الموحد الذي سيفاوض النظام في جنيف.

وأكدت الناشطة بسمة قضماني أن المفاوضات جارية لتوسيع الوفد ليضم 50 شخصا بزيادة حصص كل مكون من مكونات المعارضة.

ويشكل مصير الرئيس بشار الأسد العقبة الرئيسة التي اصطدمت بها جولات المفاوضات كافة بين النظام ومعارضيه، مع رفض دمشق المطلق النقاش في هذا الموضوع فيما تمسكت به المعارضة كمقدمة للانتقال السياسي.

وفجر الجمعة تُلي في مؤتمر صحافي في ختام محادثات ماراثونية قبيل تشكيل الهيئة التفاوضية الجديدة بيان جاء فيه أن المجتمعين في الرياض أكدوا على "خروج نظام بشار الأسد من الحكم"، إلا أن منصة موسكو "تحفظت على ذلك".

وأكد البيان الختامي للمؤتمر على وحدة التراب السوري وسيادة الدولة وأن المرحلة الانتقالية لن تتم دون مغادرة الأسد للسلطة وأوضح البيان أن المفاوضات المباشرة تختلف عن المفاوضات المشروطة وأن المطالبة بالقرارات الدولية ليست شرطا بل أساس للتفاوض.

وينتظر الوفد دعوة من المبعوث الأممي لسوريا ستافان دي ميستورا للتوجه إلى جنيف بسويسرا لبدء الجولة الأولى من المفاوضات ومن المتوقع أن تكون المفاوضات ماراثونية بسبب التباين الكبير بين مطالب المعارضة في إسقاط النظام ورغبة نظام الأسد في البقاء في السلطة دون سقف زمني، فيما تشير الأوضاع إلى أن الدول الداعمة لكل طرف سيكون لها رأيها في المفاوضات من وراء الكواليس مما سيعقد المفاوضات على ما يبدو.

وتنعقد محادثات الرياض في خضم حراك دولي تقوده روسيا بشكل رئيس في محاولة للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع بعد سلسلة إنجازات ميدانية لقوات النظام على حساب الفصائل المسلحة المعارضة والتنظيمات الجهادية في آن معا.

وتزامن اجتماع الرياض مع قمة ثلاثية عقدت الأربعاء في مدينة سوتشي الروسية بحضور الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني أعلن في ختامها الاتفاق على عقد "مؤتمر حوار وطني سوري" في سوتشي يضم ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة.

ولم تُعط قوى المعارضة موقفا حاسما حول المشاركة في مؤتمر سوتشي وأكدت أن تركيزها ينصب على محادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة.

وكانت عملية توحيد المنصات الثلاث وتقريب وجهات النظر صعبة للغاية بسبب التباين الشاسع في الأطياف السياسية للمعارضة السورية ووقوف دول بعينها "بأهداف مختلفة" خلف كل منصة، ولكل منصة مكون مختلف على النحو التالي:

منصة الرياض

وهي تمثل أغلب الفصائل الفعالة في الثورة السورية سواء سياسية أو عسكرية والمتمسكة باستئصال نظام الأسد بكافة رموزه والمدعومة من دول الخليج وتركيا ودول أخرى وتضم شخصيات مثل د. نصر الحريري وأحمد العودة قائد "فرقة شباب السنة" العسكرية وبشار الزعبي قائد "جيش اليرموك" العامل في الجنوب ومحمد علوش قائد "جيش الإسلام" والكثير من الشخصيات الفاعلة على الأرض. والكثيرون يعتبرون هذه المنصة الأكثر تمثيلا للثورة والبعيدة كل البعد عن محاباة نظام الأسد وتخلو هذه المنصة من الفصائل المتشددة مثل "هيئة تحرير الشام" وغيرها.

منصة موسكو

متهمة بمحاباة نظام الأسد ويرأسها قدري جميل زعيم حزب "الإرادة الشعبية" المنشق عن الحزب الشيوعي والذي كان وزيرا سابقا في حكومة رياض حجاب إبان عمله مع نظام الأسد وكان برلمانيا في عصر سابق وهو ممن يسمون أنفسهم معارضة الداخل والجدير ذكره أن أعضاء منصة موسكو يترددون على سوريا دون أي ملاحقة من سلطات الأسد وكان حضورهم اجتماع الرياض بصفة مراقب وناب عنهم علاء عرفات وتحفظوا على بند رحيل الأسد.

منصة القاهرة

أهم أعضائها د. جهاد مقدسي الذي ينحدر من أسرة مسيحية وعمل في وزارة الخارجية وكان متحدثا باسم النظام لفترة قبل أن ينشق عام 2013 وكذلك الممثل جمال سليمان ومنذر الأشرف الذي اعترف أنه التقى بالجنرال علي مملوك مستشار الأمن القومي في نظام الأسد وأنهم نسقوا معه على استبعاد القوى التي تؤمن بالحل العسكري واستبقاء من يؤمن بالحل السياسي خلال زيارة لمملوك إلى مصر وتتهم منصة القاهرة بأنها من المعارضة المدجنة لدى نظام الأسد.