الهجوم الإرهابي الذي تم ارتكابه في أحد مساجد سيناء بجمهورية مصر العربية والذي أسفر عن استشهاد وإصابة المئات من المصلين أثناء صلاة الجمعة، يجب ألا يسكت عليه، فهذا الإرهاب يحاول أن يثني المسلمين عن أداء صلواتهم في المساجد بعدما رفض سكان المنطقة إيواء الإرهابيين، لذلك لن تثني تلك الأفعال الدنيئة، الدول الداعية لمكافحة الإرهاب عن محاولاتها وإصرارها على اجتثاث الإرهاب مهما كلف الأمر، فمن يسكت عن الظلم فهو ظالم ومن يتستر على الإرهاب فهو إرهابي، ومن يحارب التحالف الرباعي في مساعيه الواضحة فهو داعم للفوضى وتشتيت الشعوب، نستغرب من بعض الدول التي تعلم يقيناً دور نظام الحمدين في الإرهاب ومازالت كأن الأمر لا يعنيها، لا نعلم هل هو خوف من قطر أو أن هناك أمراً آخر، ولكن يقيناً محاربة الإرهاب ليس بخطاب يلقى أمام الشعوب أو استنكار لحادثة إرهابية وإنما تكون بالتحالف ضد منابعه، وهذه المنابع معروفة لذلك لن تستكين دولنا حتى تقضي عليها وسوف يأتي اليوم الذي تدرك الدول التي اتخذت السكوت موقفا لها بان القضاء على الإرهاب موقف جاد ويجب عدم السكوت عليه. لطالما طالبت الشعوب الخليجية قياداتها بالضرب بيد من حديد على كل من يتهاون ويستهين باستقرار المنطقة، وطالبت بأن تحمي مواطنيها من الفوضى وتناشد قادتها بتجفيف مصادر الإرهاب والتطرف المذهبي، فبعدما ضاقت هذه الشعوب ذرعا من الفوضى والفساد وبعدما اصبحنا مستهدفين في امننا واستقرارنا واقتصادنا، كان لزاماً على دولنا أن تلبي هذه النداءات، نداءات استغاثة لوضع حد جاد لإنقاذ المنطقة وشعوبها من الإرهاب والتطرف مهما كلف الأمر، في حين أخذ هذا المد الإرهابي أبعاد كثيرة، أرهقنا وأتعبنا كثيراً وبتنا نوصد أبواب الفتن بإقفال حتى لا تداهمنا القوى الإرهابية إلى بيوتنا أو تستهدف أحد منا أو تصل إلى أحد من المقربين إلينا من أبناء أو أهل أو أصدقاء أو زملاء في العمل، بل جعلت ثقة البعض بالآخرين متذبذبة من هول ما نسمعه ونشاهده من جرائم إرهابية، نستغرب من فظاعة الحقد الدفين على منطقتنا الزاخرة بالخيرات وعلى ديننا الوسطي ومذاهبنا السوية، كنا نرحب بالغريب خير ترحيب، اصبحنا اليوم نخشاه حتى وإن كان ينوي لنا الخير، هكذا تحولت المعادلة عندنا بعدما بدأ الإرهاب يتغلغل في صفوفنا ووحدتنا وكياننا واستقرارنا، واستقرار أي دولة لا يعني استقرارها دون استقرار الدول المحيطة بها، فطالما نحن في منظومة خليجية ومنظومة عربية واحدة يكون استقرار أي دولة هو استقرارنا معاً، وأي فوضى تعم في بلد ما بالتأكيد سوف تجر هذه الفوضى الى البلاد القريبة منها بعد حين حتى وان كانت مستقرة، ذلك أسلوب واضح حتى يتمكن الإرهاب من تنفيذ خططه الإرهابية على دولنا، وعندها لن ينفعنا الندم والرجاء، فبعد فوات الفوت ما ينفع الصوت.

الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بدأت خطوتها الحازمة ضد الإرهاب والتطرف، وسارت على هذا النهج منذ اشهر عدة، ومثلما قطعت على نفسها محاربة الإرهاب ساندتها شعوبها بقوة في كل قرارتها، لأنه في الأساس مطلب شعبي ومجتمعي لمحاربة الإرهاب والفوضى والتطرف وعلى كل من يتبناه أو يموله أو يتستر عليه، ولا يلتفت التحالف الرباعي لأي نعيق في محاولة لإرجاع هذه الدول عن قراراتها ضد الإرهاب لذلك أعلنت الدول الداعية لمحاربة الإرهاب منذ أيام عن وضع كيانين و11 فرداً على قائمة الإرهاب المحظورة لديها بعدما رصدت علاقتهم بالإرهاب وتبين بأن قطر مازالت تمول وتدعم الإرهاب من هؤلاء الأفراد والكيانات المتسترة بمظلة الإسلام، وهذا دليل على النهج الذي تواصل عليه دولنا لمحاربة الإرهاب بينما تصر دولة قطر المضي في طريق آخر مختلف تمام عن النهج الإسلامي الوسطي من خلال تمويلها المستمر ومساندتها للإرهاب والتطرف وإصرارها على المضي هذا النحو.

رحم الله شهداء مصر الأبية وأدخلهم فسيح جناته، وألهم ذويهم الصبر والسلوان.