سيتمكن العلماء والأطباء والجراحون قريباً من مشاهدة أعضاء جسم الإنسان من الداخل بدقة عالية، بواسطة إبرة صغيرة، تم تطويرها بحيث يمكن أن تدمج فيها كاميرا بالألياف البصرية.

وجرى تطوير إبرة الموجات فوق الصوتية متناهية الصغر، كي تستخدم في جراحات المناظير، ونقل الصور في نفس اللحظة إلى شاشة يتابع الجراح من خلالها العملية الجراحية بدقة، حسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وقال الباحثون إن الإبرة المبتكرة يمكن أن تستخدم في المستقبل لإجراء جراحة للأجنة داخل رحم أمهاتهم.

ويضطر الجراحون حالياً إلى الاعتماد على استكشافات الموجات فوق الصوتية الخارجية، جنبا إلى جنب مع صور أشعة ما قبل الجراحة، للتحقق من حالة الأنسجة الرخوة والأعضاء. لكن يمكن لإبرة الموجات فوق الصوتية الضوئية، التي تم تطويرها بواسطة جامعتي لندن كوليدج وكوين ماري في لندن، أن تحدث ثورة في عالم الجراحة.

وقال استشاري أمراض القلب د.مالكولم فينلي المشارك في الدراسة "إن إبرة الموجات فوق الصوتية الضوئية هي ابتكار مثالي فيما يتعلق بالإجراءات خلال جراحة المناظير، حيث إن هناك أنسجة صغيرة تصعب رؤيتها خلال جراحات المناظير بأساليبها الحالية، ويمكن أن تتأثر بما يؤدي إلى عواقب كارثية". وتابع "أما الآن فقد أصبح متاحاً لنا التصوير في نفس اللحظة بما يسمح لنا بالتفريق بين الأنسجة على عمق ملحوظ، وبما يساعد على التوجيه خلال اللحظات عالية المخاطر من هذه الإجراءات (أثناء الجراحة بالمنظار)".

وتتناسب الكاميرا المصغرة مع حجم الإبرة، وتصدر نبضة موجزة من الضوء الذي يولد بدوره نبضات بالموجات فوق الصوتية.

ويتم عرض انعكاسات تلك النبضات بالموجات فوق الصوتية من الخلايا، التي يتم رصدها بواسطة حساس، على كاميرا ألياف بصرية أخرى، وبالتالي يحصل الجراح على صور موجات فوق صوتية في نفس اللحظة، ليسترشد بها خلال إجراء الجراحة.

ويقول د.ريتشارد كولشستر، مؤلف مشارك في الدراسة "إن هذا التطور يوفر للأطباء صوراً بدرجة وضوح تصل إلى 64 ميكرون، وهو ما يعادل 9 خلايا دم حمراء فقط، وبالتالي فإن هذه الحساسية الرائعة للنظام الجديد تمنح الطبيب الجراح الجاهزية والقدرة على التمييز بين الأنسجة الرخوة".

واستغرق تطوير الإبرة 4 سنوات، بمشاركة فريق يضم جراحين ومهندسين وفيزيائيين وكيميائيين لتصبح تلك التقنية صالحة للاستخدامات السريرية.