تونس - نصرالدين بن حديد، وكالات

تظاهر الآلاف في أنحاء تونس احتجاجاً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبدء إجراءات نقل السفارة إلى المدينة.

وبمجرد أن نقلت وسائل الإعلام المحليّة والعالميّة، خبر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، حتّى خرجت مظاهرات شعبيّة، بعضها عفوي وبعضها الآخر بقرار من نقابات وجمعيات، خاصّة في مدن سيدي بوزيد وبن قردان.



واحتشد المئات أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة ورفعوا أعلام فلسطين وصور مسجد قبة الصخرة ومدينة القدس وحرقوا العلمين الإسرائيلي والأمريكي.

هذا وقد عطّل عديد التلاميذ والطلبة الدراسة بصفة اعتباطيّة دون قرار نقابي أو إذن رسمي، وذهبوا في مسيرات سواء داخل المدارس والمعاهد أو الجامعات أو في الشوارع، في حين التحق كثيرون بالمسيرات والمظاهرات الجادّة بمدنهم.

وسارت مظاهرة من أمام الاتحاد متجهة إلى شارع بورقيبة بمشاركة عشرات الآلاف من المتظاهرين، علمًا بأنّ المكاتب الجهويّة للاتحاد نظمت في عديد المدن الداخليّة مظاهرات مماثلة شاركت فيها أحزاب وجمعيات من المجتمع المدني.

كما نظم أعضاء مجلس نواب الشعب وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان تنديداً بقرار ترامب وهتفوا "الشعب يريد تحرير فلسطين" و"فلسطين عربية.. لا حلول استسلامية"رافعين العلمين الفلسطيني والتونسي.

وأصدر مجلس النواب لائحة تضمنت رفضه لهذا القرار "الذي يمثل اعتداء على كل القيم الإنسانية وانتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية ومساساً بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين".

وأضاف أن القرار "يمثل سابقة خطيرة واستخفافاً بحقوق الشعب الفلسطيني واستفزازا لمشاعر العرب والمسلمين وكل أحرار العالم".

وجدد المجلس "مساندته اللامشروطة ووقوفه الدائم إلى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولا سيما حق عودة اللاجئين وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ويحيي صموده".

وتظاهر الآلاف في صفاقس، ثاني أكبر المدن التونسية، وجابوا الشوارع في مسيرات تندد بقرار ترامب. وشارك في الاحتجاج منظمات المجتمع المدني وعدد من الأحزاب والاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر نقابات العمل في البلاد.

ورفع المحتجون العلم الفلسطيني وصور القدس ومسجد قبة الصخرة وهتفوا "بالروح بالدم نفديك يا قدس".

وقال الهادي بن جمعة أمين عام الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس لوسائل إعلام "ما حصل البارحة نكبة.. ندعو لغلق السفارة الأمريكية في تونس".

كما شهدت محافظات بنزرت وتطاوين وسوسة والقصرين مسيرات احتجاجية شارك فيها طلاب مدارس وممثلو عدد من منظمات المجتمع المدني.

ووجه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي رسالة إلى نظيره الفلسطيني محمود عباس أعرب فيها عن استنكاره للقرار الأمريكي وقال إن مدينة القدس "تعد جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967".

وأضاف "إذ نستنكر بشدة هذا الإعلان أحادي الجانب، فإننا نعتبره اعتداء سافراً على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني واستهدافاً لتطلعاته المشروعة لنيل حريته واستقلاله، وخرقاً صارخاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وتنكراً للاتفاقيات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي تمت برعاية أمريكية والتي تقضي بأن وضع مدينة القدس يتم تقريره في مفاوضات الحل النهائي".

وتابع أن "الإقدام على هذه الخطوة غير المسبوقة لدليل واضح على الانحياز الكامل للجانب الإسرائيلي وتنكر صريح للمواثيق الدولية بما يجعل من جهود إحياء عملية السلام أمراً مستعصياً ويساهم في مزيد الاحتقان وتوتير الأجواء وإرباك الأمن والاستقرار في المنطقة، فضلاً عما تمثله من استفزاز واستهتار بمشاعر الأمة العربية والإسلامية".

وجاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهوريّة، جاء فيه أنّ الرئيس الباجي قائد السبسي، دعا السفير الأمريكي وعبّر له عن انشغاله أمام ما جدّ من تطوّرات وأمام المنحى الذي اتخذته الأحداث. عديد الأحزاب والفعاليات باركت خطوة الرئيس واعتبرتها "حركة دعم للقضيّة الفلسطينيّة".

ونظم الاتحاد التونسي للشغل بمشاركة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في تونس العاصمة مظاهرة حاشدة رفضا لقرار ترامب.

وقرّرت عديد النقابات الإضراب عن العمل تضامنا مع القضيّة الفلسطينيّة، دون أن يعمّ القرار ودون أن يشمل جميع القطاعات.

وقررت سيارات الأجرة رفع شارة تضامن في حين قررت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين "مقاطعة المنتجات الامريكية والصهيونية".

واعلن الرئيس دونالد ترامب مساء الأربعاء أن الولايات المتحدة "تعترف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل"

وكانت القدس الشرقية تتبع المملكة إدارياً قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967.

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في المدينة.

ويشكل وضع القدس إحدى أكبر القضايا الشائكة لتسوية النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها "الأبدية والموحدة"، في حين يطالب الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.