أحمد التميمي

لكل مدرب عظيم فلسفة عمل يؤمن بها تسهم في تغيير الشكل العام للفريق وتصنع هويته. وبطبيعة الحال عند الحديث عن بيب غوارديولا، فلا بد من التركيز على العصب الرئيس لتكتيك غوارديولا، ألا وهو التمرير. القدرة على التمرير بدقة ونجاح يعتبر المؤهل الأساسي للبقاء في الفريق، واللاعب الذي لا يتقنها فلا مكان له في تشكيلة غوارديولا، وإن كان من أعمدة الفريق، كما حصل مع جو هارت حارس مانشستر سيتي سابقاً وويست هام الإنجليزي حالياً، فعلى الرغم من أنه حارساً للمرمى، إلا أنه قد خسر مكانه ورحل لضعف تمريراته.

بيب غوارديولا ساهم بإشراك حارس المرمى في بناء الهجمات بعد أن كان دور الحراس مقتصراً على التصدي للكرات المضادة، فأصبح دور الحارس مهم في بناء اللعب، وسحب لاعبي الفريق المنافس للأمام. فكرة غوارديولا في الاعتماد على الحراس كانت بسيطة جداً، ألا وهي تبادل الكرة بدقة عالية في مناطق خطرة، لإغراء لاعبي الخصم بالتقدم مما يخلق فرص ومساحات أخرى للاعبي الوسط والهجوم. بيب يعتبر الهدف من التمرير هو تحريك الخصم وليس تحريك الكرة، فتحريك الخصم سيخلق عدة فرص على أكثر من جانب في الملعب.



من أهم التدريبات التي يعتمدها بيب غوارديولا هو "تمرين الروندو"، وهو حصر عشرة لاعبين في مساحة 10x10 أمتار، بثمانية لاعبين مقابل لاعبين اثنين، والهدف منه إكمال 30 تمريرة دون اعتراض، وحين الوصول للهدف يتم التصفيق للاعبين وتشجعيهم.

الهدف من التمرين السابق هو زيادة دقة التمريرات، خصوصاً التمريرات القصيرة، فبالتالي يكون الملعب صغيراً بالنسبة للاعبي غوارديولا، وحين خسارتهم للكرة، فإن ذلك لا يلزم منهم التحرك لأكثر من عشرة أمتار للحصول عليها مرةً أخرى.

علاوةً على خلق الفرص والاستحواذ على الكرة، فإن التمريرات القصيرة تسهم في إرهاق الخصم، حيث سجل السيتي في هذا الموسم 13 هدفاً بعد الدقيقة 80 في جميع المسابقات.